في ظل وضع محتقن ومفتوح على مختلف الاحتمالات، تنادى الجميع في العراق لإزالة الاحتقان الذي مسك بتلابيب المشهد أمس، وسط جهود كبيرة بذلت لتفادي العنف.
وبدا خيارات المواجهة واردة في ظل دعوات الإطار التنسيقي أنصاره للتظاهر قرب أسوار المنطقة الخضراء، بالتزامن مع اعتصام التيار الصدري في البرلمان. ولم تتردّد قوى الأمن العراقية في فتح خراطيم المياه لتفريق أنصار الإطار التنسيقي ومنعهم من الاقتراب من الحواجز الأسمنتية والأسلاك الشائكة المحيطة بالبوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء.
وكانت أطراف سياسية عديدة، قد دعت
إلى التهدئة وتحكيم صوت العقل والمنطق وعدم الانجرار نحو التصعيد، مشددة على ضرورة تخفيف حدة التوتر وتدخل المرجعية الدينية لإنهاء الأزمة الراهنة. وشدّد النائب عن الإطار التنسيقي، ثائر الكتاب، على الحاجة الملحّة لتوحيد الصف من أجل تهدئة الأوضاع، وضمان عدم تفاقم الأزمة، وعدم جر البلاد نحو التناحر. بدوره، أكّد عضو تحالف الفتح، علي حسين، ضرورة تهدئة الأوضاع واحترام القانون والعمل وفق الأطر الدستورية لإنهاء الأزمة.
وفيما يشير عضو ائتلاف النصر، عقيل الرديني، إلى أهمية الحوار بين مختلف الأطراف، من أجل التهدئة وتجنب الدخول في منزلق خطير، يلفت الكاتب الصحافي أحمد صباح، إلى أنّ الشعب العراقي لن يقبل أي مساس بثوابته الوطنية، وأنّ أي كتلة سياسية واحدة لا يمكنها تمثيل كافة فئات الشعب.
انتخابات مبكّرة
ودعا القيادي في الحراك المدني سَلَم علي، إلى ضرورة إجراء انتخابات مبكّرة تنظمها حكومة مؤقتة، مشيراً إلى أنّ على من لم يتورطوا في الأزمات، توحيد الجهود لخلق معادلة تمثل بديلاً سياسياً لمنظومة المحاصصة.
وأضاف: «في الوقت الذي تشتد فيه تداعيات الانسداد السياسي وانعكاساته السلبية على استقرار البلاد وحياة الناس ومعيشتهم، تتمسّك القوى بالمحاصصة كنهج لإدارة الدولة، تتحمل كامل المسؤولية، الانسداد السياسي لا ينحصر بانتخاب الرئاسات وتشكيل الحكومة، بل يتجلى في مظاهر وتعبيرات الأزمة العميقة للعملية السياسية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، حاضنة الفشل والفساد، الصراع القائم من أجل السلطة، بين القوى المتنفذة، لا يمثل صراع مشاريع لبناء الدولة، بل امتداد لصراعات تقاسم الثروة والنفوذ، ومن هذا المنطلق، فإن أي حكومة جديدة، تتشكل وفق نهج المحاصصة، سيكون مصيرها الفشل، أياً كان المكلف برئاستها، ولن تختلف في جوهر الأمر، عن أي حكومات تشكلت في السنوات الماضية».
إلى ذلك، يقول الخبير في الشأن العراقي، ساهر عبد الله، إنّ انفراد الإطار التنسيقي بالسلطة بعد انسحاب الصدريين من البرلمان، فتح باب الانشقاقات والخلافات داخل الإطار نفسه بسبب شكل الحكومة والمناصب.
حوار وطني
دعا ائتلاف الوطنية العراقي، بزعامة إياد علاوي، إلى العمل على تفكيك الأزمة ونزع أسباب الاحتقان من خلال خيارات مقبولة. وأشار الائتلاف، في بيان، إلى أنّ تفكيك الأزمة ونزع أسباب الاحتقان السياسي يتطلب عقد مؤتمر للحوار الوطني بين الأطراف كافة، للاتفاق على خيارات مشتركة مقبولة، إما بالمضي في عقد جلسة للبرلمان لاختيار رئيس للجمهورية ومن ثم تشكيل الحكومة، أو الاتجاه إلى حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة.
والان، وبعد أن هبطت نسبة التصادم الى درجة متدنية، بفضل وجود العقلاء الذين تحركوا لنزع فتيل الازمة، وايضاً بفضل ( أسوار الخضراء ) التي فصلت بين جمهورين غاضبين جداً، لكن الله لطف، والاقدار رحمت، فمنعت مواجهة عنيفة كانت ستحدث.