المحاولات المستمرة التي يقوم بها القادة والمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل التقليل من دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق على الاوضاع الداخلية في إيران ونفس الشئ على الصعيد الدولي، يبدو إنها قد وصلت الى طريق مسدود بعد التحذير الذي کتبته وکالة”فارس”المحسوبة على الحرس الثوري الايراني في الثلاثين من يوليو/تموز المنصرم خصوصا بعد أن تختطت وتجاوزت هذه الوکالة التابعة للحرس الثوري کل الحدود وکتبت بلغة أشبه بلغة البلطجة!
هذا التحذير الذي جاء على أثر الانتصارات الأخيرة التي حققتها مجاهدي خلق على الساحة المحلية والدولية، فيما يتعلق بأنشطة وحدات المقاومة، وكذلك الحكم على حميد نوري أحد منفذي النظام، بالسجن المؤبد في السويد، وأنشطة المقاومة لمنع تسليم الدبلوماسي الإرهابي أسد الله أسدي إلى إيران، يفسر الاسباب الکامنة وراء توقيت صدور هذا التحذير حيث دعت وکالة فارس، التابعة للحرس الثوري النظام الايراني الى توجيه ضربة عسكرية على مقر مجاهدي خلق في ألبانيا بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.
الحرس الثوري ومن خلال وکالته هذه کتب:” بالتأكيد، من مهام وزارة الخارجية وأجهزة المخابرات الأخرى تحديد مكان وإقامة مجاهدي خلق في الدول الغربية والعربية. الطلب القانوني والدبلوماسي من الحكومات الأجنبية بترحيل وتسليم أعضاء مجاهدي خلق هو الخطوة التالية. إذا رفضت الحكومات المضيفة لمجاهدي خلق طردهم وتسليمهم، فيجب تهديد الحكومات المضيفة باتخاذ إجراءات مضادة من خلال تذكير العقيدة الأمنية للجمهورية الإسلامية من أجل محاربة مصدر التهديدات الأمنية ضد النظام الإيراني ومحاربة الإرهاب، في الواقع، قواعد حقوق المجتمع الدولي تعطي للجمهورية الإسلامية الإذن باستخدام القوة الصارمة ضد الإرهابيين للتعامل مع طائفة إرهابية. قدرة الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية الهجومية على ضرب مجاهدي خلق ليس لها قيود قانونية، ويجب على سلطات طهران وضع العمل العسكري على جدول الأعمال بعد إصدار التحذير اللازم للحكومة الألبانية.”، وماجاء في هذا التحذير يٶکد على حقيقة مهمة جدا وهي إن النظام الايراني قد ضاق ذرعا بدور وتأثير مجاهدي خلق على أوضاعه في داخل وخارج إيران ويريد أن يجد حلا لذلك.
أغلب الظن، إن النظام الايراني ومن خلال هذا التحذير يريد ممارسة نوعا من الابتزاز على البلدان الغربية کي تبقى تواصل سياسة المماشاة والترضية وتقوم بالسعي من أجل تحجيم دور ونشاطا المنظمة، متناسيا بأن مجاهدي خلق وأثناء الفترة التي تم خلالها وضعها في قائمة المنظمات الارهابية من أجل ترضية النظام الايراني، فإن نضالها وصراعها ضد النظام لم يتوقف ولو ليوم واحد، ومن المهم جدا أن تحذر البلدان الغربية من هذه اللعبة المشبوهة وتتذکر بأنها وطوال الاعوام التي قضتها في مماشاة وترضية هذا النظام لم تقبض شيئا سوى إن هذا النظام قد إزداد خطره أکثر فأکثر ولذلك فإنه لايوجد أية سياسة تتبعها البلدان الغربية أفضل من سياسة الحزم والصرامة ضد هذا النظام.