بيان
تزامناً مع مرور الذكرى الثامنة على حملة الابادة الجماعية بحق ابناء الديانة الايزيدية… لتكثف الجهود من اجل اعتراف المجتمع الدولي بتصنيف تلك الجريمة ضمن جرائم الجينوسايد وتقديم المجرمين الى محكمة دولية عادلة
تمر في الثالث من آب الذكرى الثامنة على حملة الابادة الجماعية بحق شعبنا الكوردستاني من ابناء الديانة الايزيدية والتي استهدفت مكونا أصيلا من جسد كوردستان بعد تعرضهم لأكثر من (73) حملة ابادة جماعية على مر العقود، لم تتمكن في كل منها قوى الظلام والفكر المتطرف تاريخيا من إنهاء هذا المكون الأصيل الذي يمتد جذوره في حضارة كوردستان والعراق.
ففي ذلك اليوم الاسود عام (٢٠١٤) اقدم إرهابيو تنظيم دولة الخلافة الاسلامية (داعش) الدوليين والمحليين بهجوم مباغت وسريع وبكافة الاسلحة الثقيلة بعد انسحاب القوات المتواجدة، فقتلوا الافً من الايزيديين المدنيين العزل وسبوا الاف من النساء واسروا الاف من الشباب لازال مصير الكثير منهم مجهولا لحد الان، فيما ظل إعداد كبيرة من الايزيديين في البقاء في جبل سنجار متمسكين بالأرض وصامدين امام هجوم مقاتلي داعش.
ان حزبنا الشيوعي الكوردستاني اذ يستذكر تلك الذكرى الأليمة يؤكد على أهمية العمل من اجل اعتبار حملة الجينوسايد ضد الايزيديين مسألة عامة تخص كل الشعب مكونات الشعب الكوردستاني والعراقي و ليس مكونا خاصا فيه، وعليه يدعو حزبنا الى جملة إجراءات أساسية منها:
١- إضافة على إقرار البرلمان الكوردستاني على اعتبار يوم الثالث من اب يوما للجينوسايد ضد الايزيديين، لا بد من العمل على تعريف المجتمع الدولي بهذه الجريمة والحصول على قرار من المجتمع الدولي ومن مجلس الأمن الدولي لتصنيف تلك الجريمة ضد الايزيديين بشكل واضح و محدد ضمن جرائم الجينوسايد.
٢- العمل على تشكيل محكمة دولية لمعاقبة مقترفي جرائم الجينوسايد ضد الايزيديين وتفعيل قراري مجلس الأمن ٢١٧٠ في ٢٠١٤و ٢٢٤٩ في ٢٠١٥ و القاضيين بتقديم مجرمي داعش الى العدالة.
٣- استمرار الجهود والعمل على إنقاذ المختطفات والبحث عنهم بشتى الطرق والقيام بتعاون دولي ومحلي لإنجاز هذه المهمة وتحديد مصير المغيبين.
٤- تقديم الخدمات الاجتماعية والنفسية والصحية المتنوعة الى الناجيات، وحسم القضايا الاجتماعية الناشئة عن جرائم الاختطاف و التحرش والاغتصاب بشكل انساني ووفق قيم حقوق الانسان.
5- التأكيد على ضرورة انهاء قضية الصراعات الداخلية في سنجار، وانهاء الإدارة المزدوجة وإعادة الحياة الطبيعية والحد من محاولات البعض من تجار الحروب والازمات من استغلالها لمصالحهم الذاتية على حساب القضية الايزيدية، والانتباه لتلك المحاولات الرخيصة وكشفها، من خلال الرجوع للعقل الراجح والتروي في التعامل مع هذه القضية المصيرية و ضرورة التركيز على مسألة الاتفاق الأيزيدي الأيزيدي ولملمة الجراحات وتسوية الاشكاليات والتفكير الجمعي على مستوى المراجع الدينية والسياسيين الايزديين من مختلف الانتماءات الحزبية.
6- الضغط على الحكومة العراقية والمجتمع الدولي لضمان عدم تكرار القصف التركي لمناطق سنجار بحجة مطاردة عناصر PKK التي تتخذها تركيا ذريعة لاستهداف مناطق سنجار ومناطق اقليم كوردستان، فتزيد من زعزعة الامن والاستقرار والتي تحول دون عودة النازحين الى ديارهم.
7- تحسين الوضع العام للعائدين الى ديارهم في مخيمات النزوح والعمل على عودة النازحين الى مناطقهم الأصلية عبر توفير المستلزمات الأساسية لتوفير أوضاع السلم في مناطق سنكال و كافة مناطق الايزيديين و العمل المشترك بين حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية لإنهاء المظاهر المسلحة و توفير الخدمات الأساسية في تلك المناطق، وبدء مرحلة العدالة الانتقالية التي لا بد منها لضمان التعايش المشترك في تلك المناطق.
8- إصدار قانون واضح لتعويض الايزيديين كافة وضحايا جرائم الجينوسايد من قبل الحكومة الاتحادية.
9- وضع خطة تنمية شاملة على صعيدي الحكومة الاتحادية و حكومة إقليم كوردستان لإنهاء مظاهر التهميش التاريخي التي لحقت بمناطق الايزيديين منذ تشكيل الدولة العراقية.
10- العمل بجدية لإخلاء مناطق سنجار من كافة المظاهر المسلحة، والتنسيق مع حكومتي الاقليم والمركز على ايجاد الية مستدامة لتشكيل قوة عسكرية من ابناء المنطقة لحماية مناطقهم من خلال فتح باب التطوع في صفوف البيشمركه والجيش، وهذا ما سيساهم في عدم انخراط الشباب السنجاري في صفوف تشكيلات وفصائل مسلحة اخرى.
ان حزبنا الشيوعي الكوردستاني اذ يستذكر الثالث من آب، هذه الذكرى الأليمة، ويؤكد على ضرورة ابعاد الخلافات والتناحرات السياسية الحزبية بين صفوف الايزيديين، ويدعو كافة القوى السياسية الكوردستانية والعراقية وكل القوى الديمقراطية و التقدمية في المنطقة والعالم الى العمل من اجل الاعتراف بما جرى من جرائم بحق أبناء شعبنا الكوردستاني من أبناء الديانة الايزيدية على انها جريمة جينوسايد مما يستوجب تقديم مقترفي هذه الجرائم الى محكمة دولية.
تحية إجلال واكبار الى شهدائنا الذين ضحوا ودافعوا عن قيم الإنسانية و حرية العقيدة وواجهوا حملات داعش الإرهابية.