تمر الذكرى الثامنة للإبادة الجماعية التي تعرض لها شعبنا من الايزيديين والشبك والتركمان والمسيحيين من ( الكلدان السريان الاشوريين والارمن ) على يد دولة الخلافة الاسلامية ( داعش الارهابي ) في حزيران وآب 2014 امام انظار الحكومة العراقية والمجتمع الدولي ، وتظل المواقف متأرجحة بين الإدانات والاستنكارات واعتراف هنا وهناك بالإبادة الجماعية بحق تلك الشعوب دون ترجمة تلك الاعترافات الى سن قوانين وتشريعات لرد الاعتبار وانصاف الضحايا من خلال بناء مجتمع سوي مبني على اساس المواطنة وترسيخ القيم الاجتماعية والسلمية عبر نبذ الكراهية والاعتراف بالآخر واحترام خصوصيته الثقافية والدينية …
ان الضحايا والاقليات في العراق شبعت من الخطب الرنانة في المناسبات الاليمة، وشبعت من كلمات المحبة والاخوة التي تقال بهكذا مناسبات والتي لم يتعرفوا عليها في الحياة اليومية ، حيث وصل الحدس بهم انهم يعرفون ان كل الكلام المعسول ، هو كلام فارغ غايته مغازلة المجتمع الدولي ….
تمر الذكرى الثامنة ولم يتغير شيئا في احوال الاقليات فالاوضاع في مناطقهم كما هي ، ومصيرهم في هذا البلد كما هو قبل الابادة الجماعية في 2014 بل ان حياتهم زادت سوءا بعد الصراعات الداخلية والخارجية لمناطقهم وتقسيم مناطقهم وعملية مسك الارض من قبل المليشيات الطائفية في المنطقة …
في الذكرى الثامنة مازالت عمليات التغيير الديموغرافي مستمرة ومازالت الهجرة مستمرة، بالرغم من غلق ابواب الدول التي تقبل الاستيطان امام اللاجئين …سفرهم للمجهول ليس اسوء من الحياة الذليلة التي يعيشونها في العراق …
لحد الان ونحن في الذكرى الثامنة مازال المجرمين والمتهمين بجريمة الابادة الجماعية بحق الشعوب الاصيلة طلقاء ينعمون بالحياة بهدوء وسلام ، ومازال الضحايا وذويهم يئنون من شظف العيش وانتهاك حقوقهم كأنسان ، ومازال المتهمين والمجرمين يعيشون بالقصور ومازال الضحايا يعيشون في خيم متهرئة التي تحترق بين الحين والآخر …
المجد والخلود لضحايا الإبادة الجماعية في الموصل وسنجار وسهل نينوى
الخزي والعار لكل من ساعد ودعم المجرمين بكلمة او بالمال أو بالسلام او حرض في الخطب أو قام ومايزال محاولا في اسلمة المجتمع أو بسكوته أو برضوخه وهو يعلم ان الإبادة الجماعية للشعوب الاصلية آتية لا محال….. وما اشبه اليوم بالبارحة
كامل زومايا
3 / آب /2022