وقال في كلمة وجهها إلى الشعب العراقي: “لا يوهمونكم أن ما يحدث من ثورة هو الصراع على السلطة، فمن أرادها لا يسحب (73) نائباً من البرلمان”.
وأضاف: “أنا لم أقرر لغاية الآن الخوض في الانتخابات الجديدة من عدمه”، وأوضح أن رجوعه إلى الانتخابات سابقاً كان بهدف “تشريع قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل”.
وأكد أنه “بعد حصولنا على أكبر كتلة برلمانية وأردنا الأغلبية الوطنية، فعرقلتها الدعاوى الكيدية”، مبيناً أن الصراع “ليس صراعاً بين أشخاصٍ كما يحاولون تبيان ذلك لكم، فلست ممن يعادي أحداً على الإطلاق، وإن كان يريد قتلي كما في التسريبات الأخيرة (في إشارة للتسجيلات الصوتية المنسوبة لزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي) أو ممن سكتوا عن التسريبات الأخيرة، فلا أكن لهم إلا طلب الهداية لا من أجلهم بل محبة بالدين والمذهب والشعب والوطن”.
وزاد: “لا تذعنوا لإشاعاتهم بأني لا أريد الحوار، لكن الحوار معهم قد جربناه وخبرناه وما أفاء علينا وعلى الوطن إلا الخراب والفساد والتبعية، على الرغم من مرور الأيام على وعودهم وتوقيعاتهم”، مشيراً إلى أن “لا فائدة تُرتجى من ذلك الحوار، وخصوصاً بعد أن قال الشعب كلمته الحرّة العفوية”.
وتابع مخاطباً الشعب العراقي: “كما عهدتموني فأنا لم ولن أرضى بإراقة الدماء ولا ابتدىء بذلك إطلاقاً، وإذا أقدموا على ذلك فإن الإصلاح لا يأتي إلا بالتضحية وأنا على استعداد تام للشهادة من أجل الإصلاح وإنقاذ الشعب والوطن”، مضيفا “إن كنتم (الشعب) تريدون الإصلاح والتغيير فإنني بانتظاركم، وإن رضيتم بواقعكم مهما كانت صفاته ومساوئه فهذا أمر راجع إليكم” .
وبيّن أن “الثورة بدأت صدرية، وما الصدريون إلا جزء من الشعب والوطن”، مؤكداً “إن كان في التيار من هو فاسد ومجرّب، فإن الثورة لن تستثنيه، وإني ما بدأت الإصلاح إلا من داخل التيار، ولم أدع يوماً أن التيار الصدري فوق الشبهات، وكلكم تعرفون (القصاصة)، لكن أغلب المطرودين والمنشقين أما أن يجدوا أبواب الفاسدين أمامهم مفتوحة أو يجدون ذريعة من البعض في عدم جواز معاقبتنا لهم بطرق خارجة عن القضاء أو القانون، فيعيثون في الأرض فساداً، فإن أحلناهم إلى القضاء تمّت تبرئتهم” .
ولفت إلى أنه “في التيار رجال أشدّاء وفيهم الكفاية من ناحية العدد والاستعداد للتضحية”، موضحاً: “أنا على يقين إن أغلب الشعب سئم الطبقة الحاكمة برمتها بما فيها بعض المنتمين للتيار، ولذلك استغلوا وجودي لإنهاء الفساد، ولن يكون للوجوه القديمة مهما كان انتماؤها وجود بعد الآن من خلال عملية ديمقراطية ثورية سلمية ثم عملية ديمقراطية انتخابية مبكّرة بعد حلّ البرلمان الحالي” .
وزاد: “لست طالباً لسلطة ولا عندي مغنم شخصي لي أو لمن يلوذ بي، ولا أنا طالب لإراقة الدماء”، حاثّا “الثوار” والمعتصمين، حسب وصفه على “البقاء والاستمرار على اعتصامهم لحين تحقيق المطالب، ثم أضاف” أوجّه شكري الجزيل لقواتنا الأمنية البطلة وإلى كل من ساند هذه الثورة العراقية الأصيلة” .
وسارع رئيس تحالف “النصر” حيدر العبادي للترحيب بخطاب الصدر، معتبرا أنه “يلتقي من جوانب عدة مع مبادرتنا لحل الأزمة.”
وقال “أُحيي خطواته وجميع الإخوة لحفظ الدم وتحقيق الإصلاح، وأدعو الجميع للتكاتف لخدمة الشعب وإصلاح النظام وتدعيم الدولة الدستورية، ومن خلال عملية ديمقراطية سليمة وسلمية”.