كوريا الشمالية أيدت استقلال دونتسك ولوغانسك. أرشيفية.
– كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن اتفاق يتبلور بين روسيا وكوريا الشمالية، تساند فيه بيونغيانغ موسكو في أوكرانيا مقابل إمدادها بالطاقة والحبوب، للتخفيف من أزمة اقتصادية خانقة تعانيها البلاد.
ووفق الصحيفة فإن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، يفكر في اللجوء لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لمساعدته في حرب أوكرانيا، عبر اتفاق يتضمن “تقديم الطاقة والحبوب مقابل 100 ألف جندي”.
ونقلت الصحيفة عن وكالة “ريجنوم” للأنباء أن كوريا الشمالية أوضحت من خلال القنوات الدبلوماسية أنها بالإضافة إلى توفير بناة لإصلاح أضرار الحرب، فهي مستعدة لتزويد قوة قتالية كبيرة يتم نشرها في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وفي ذات السياق، أكد الخبير الدفاعي في موسكو، العقيد إيغور كوروتشينكو، للتلفزيون الروسي الرسمي: “لا ينبغي أن نخجل من قبول اليد التي يمدها إلينا كيم جونغ أون”.
وأضاف كوروتشينكو: “إذا كان المتطوعون الكوريون الشماليون بأنظمتهم المدفعية، وخبرتهم الكبيرة في البطاريات المضادة وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، المصنوعة في كوريا الشمالية، يريدون المشاركة في الصراع، حسنا، دعونا نعطي الضوء الأخضر لهؤلاء المتطوعين”.
هل يدخل الاتفاق حيز التنفيذ؟
وحول إمكانية بلورة الاتفاق، قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الدولية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان: “أشك في إمكانية تنفيذ هذه الاتفاقية. هناك صعوبات في نقل عشرات الآلاف من الجنود الأجانب، هذا إلى جانب مشكلة اللغة وقلة الخبرة في التنسيق التكتيكي مع القوات الروسية”.
ولفتت إلى أن “دعم كوريا الشمالية لروسيا، يعني أيضا الانخراط في عمل حرب بدولة ذات سيادة، وستواجه الدولة المعزولة مزيدا من الازدراء الدولي”.
وأضافت تسوكرمان لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لقد رأينا بالفعل روسيا تحاول تجنيد مليشيات من دول مختلفة، وقد فشل ذلك تماما بسبب عدم إلمام هؤلاء المقاتلين بالتضاريس والمناخ واللغة ونقص الخبرة القتالية التقليدية”.
وأوضحت: “أشك في أن كوريا الشمالية مستعدة لمثل هذا الخطر في هذا الوقت، لكنها قد توفر لروسيا دعما محدودا من حيث الأسلحة وهجمات الأمن السيبراني على البنية التحتية لأوكرانيا والاستخبارات والدعم اللوجستي”.
واستدركت بالقول: “لكن مثل هذه التصريحات يؤكد أن روسيا تعاني من خسائر كبيرة على الرغم من الطبيعة المحدودة وغير المطبقة بشكل كامل للعقوبات المفروضة عليها”.
واعتبرت أن “تدخل كوريا الشمالية قد يحفّز جيرانها لتدخل عكسي وكذلك المزيد من الدعم من الدول الأوروبية”، لافتة إلى أن “التعليقات في وسائل الإعلام الحكومية الروسية لا تشير إلى اتفاق حقيقي، بل إلى تفكير قائم على التمني، ويبدو أن كوريا الشمالية قدمت بعض العروض الغامضة لروسيا وليس العكس حيث أن البلاد في حاجة ماسة إلى الدعم الاقتصادي في هذا الوقت”.
وتعود العلاقات بين بيونغيانغ وموسكو إلى العهد السوفيتي، وبعد انتخابه للمرة الأولى رئيسا، سعى بوتن إلى تطبيع العلاقات مع كوريا الشمالية، والتقى ثلاث مرات كيم جونغ إيل.
وكان بوتن أول رئيس روسي يزور كوريا الشمالية، وفي 2019، التقى كيم جونغ أون ببوتن في فلاديفوستوك.
وعندما أطلق بوتن العملية العسكرية ضد أوكرانيا في 24 فبراير، كانت كوريا الشمالية واحدة من خمس دول صوتت ضد قرار الأمم المتحدة الذي يدين الغزو، وأصبحت بيونغيانغ الدولة الثالثة التي تعترف باستقلال الدولتين الانفصاليتين دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا.