الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeاراءمقال ل خدر ديرو الخانصوري وتعليق للدكتور المهندس خالد خدر :

مقال ل خدر ديرو الخانصوري وتعليق للدكتور المهندس خالد خدر :

المقال:
كتب السيد خدر ديرو الخانصوري يوم امس مقالا على صفحته
هذا نصه:
في يوم 2014/8/3 ، طفل ايزيدي كان يبلغ من العمر 4 سنوات ، ما عاناه من معاناة ترتقي الى ان تكون ابادة جماعية ( جينوسايد) بحد ذاتها ، فَقَدَ والديه ، لا احد يعلم حتى اسمه او اسم عشيرته او اسم قريته ، تسلق جبل شنكال او بالأحرى تسلل الى الجبل ، لم يذق الطعام لمدة 3 ايام بلياليها ، كان يبكي وينوح حتى فَقَدَ في اليوم الرابع بصره وكلامه ( كان لا يستطيع الكلام ) من كثرة بكاءه وكان يذرف دموعه بغزارة ، حيث تم قتل والديه وقتل طفولته من خلال التخويف والتجويع والتعطيش والاصعب من كل ذلك قتله رويداً رويداَ ، وفي اليوم الرابع لقي حتفه( توفيَ ) ، وتم دفنه ولا اسم على قبره ( ضريحه ) ولا احد يعلم مَنْ هو هذا الطفل ؟!..
التعليق:
اما التعليق فجاء عني
بما كتبته معلقا ثم نقحته لاحقا بعض الشيء ليكون :
الرحمه للطفولة المجهولة في سنجار كما الجندي المجهول في كل مكان
وكفى البطولة استشهادا ان تبقى مجهولة كي لا يتبناها معلوم غير اهله او يبررها نكرة مجهول بمعانيها حماية للقاتل المأجور
ايها العالم الذي يسهل عليه اليوم سماع كل شيء
هل سمعتم بملحمه طفل عمره اربعه اعوام
قاتل بصبر لثلاثه ايام وهو ينشد الحياة هربا من جحيم الضباع الغزاة حتى مات شهيدا مجهولا على تخوم جبله دون شاهد على قبره
فاكتبوا اذا اردتم على صفحات شبكتكم العنكبوتيه بكلمات
تجمع بين مفردات ما اشرت لتجدوا ان ذلك قد حدث واقعا وانتم لا تعلمون او لا تريدوا ان تعلموا لأنكم حين تريدون تسمعون وترون حتى ماضي النجوم قبل مليارات السنين
اجل هذا ما حدث واقعا لطفل من سنجار
ليترك للعالم بعده ملحمه تحكي عن عزيمة طفل كي يبقى على قيد الحياة ولكن بلا مبالاتكم فارق حياتكم ليسجل في صفحات الدهر على قيد الاموات
ملحمة من اجل الحياة نفذها بمفرده لتكون شاهدا على العالم انه بات لا مباليا بمعانات الاخرين ايام الشدائد وان ادعى انه قد اصبح معهم عالما في قرية واحدة.
ولكنها قريه اصبح افرادها بلا قرابه وبلا نخوة لينتخي بهم طفل عالق بين الموت والحياة هربا من الضباع وهم سكات.
عاش ومات طفلا صغيرا لم يكمل بعد تعلم نطق حروف أبجديه لغته
هكذا قتله الدواعش ووالديه لا بصولة الفرسان بل بجبن الغزاة
قتل الدواعش والديه وهما كانا في الحياة معينه وكل ما فيها لديه
ممسكين بيديه بأمل الهروب به صوب الخلاص و النجاة
فلاحقهم الضباع في دروبهم نحوها ليحيلوا بينهم وبينها
وكان ان استشهدا وضاعا مع أسمائهم مجهولين كالكثير من اهلهم
وكان ان قاتل الطفل بعدهم المُر بما لم يَمُر به ويَعرفه من قبله طفل غيره
قاتل بإصرار الطفولة على الحياة من بعدهم من اجل ان يحيا به والديه ذكرى لهم ، ليحيا هو بذكراهم ان كتب له النجاة من مخالب الغزاة وكل ما اصبح معهم في الطبيعة شركا في طريقه يستحيل تخطيه
دون توقيع على شهادة الموت
فكان ان فارق الحياة الطفل كما والديه شهداء مجهولين
لم يجدوا من يفك اجسادهم من انياب الغزاة
قاتل الطفل المستحيل كما الرجال بعدهم لينجوا من اجل الحياة لأيام ثلاث
فكان ايضا ان يكتب له الشهادة وهو طفلا مجهولا
اي غزاة كفرة بالطفولة وبالحياة هم هؤلاء الدواعش
قتلوا بداية الطفولة في مهدها
ثم قتلوها وهي تحاول الفرار من شرهم حتى تمكن غصنا من ورودها الفرار من مكرهم
ليقاتل بعيدا الصعاب من اجل ان يرى يوما آمنا الحياة
اجل قاتل طفلا كل ما جابهه من صعاب بمقاييس الكبار
فكان ان تعب جسده عن نيل مراده وهو المحمل على طفولته باوجاع كل المعذبين
وكانت الشهادة صبرا بانتظاره
استشهد طفلا فقيرا استشهد طفلا ضائعا اسشهد طفلا يتيما
استشهد طفلا جائعا
ولكن شهادته جاءت بعد ان انهكت عزيمته جوع وعطش ايام اقتربت من سني عمره
شهادته جاءت بعد ان قال كلمته وكتبها دون ان يدري او يريد ان يدري على لوحة قدر المعذبين والمهمشين والهاربين من ظلم بعض من المحسوب على بني البشر
ارهاب وجوع وعطش غاب بهم عن وعيه كما غاب عنه والديه
ليستشهد من الرعب والارهاب طفلا
منهكا فقَد معه من هول ما انهال عليه دفعه واحده لسانه وبصره قبل ان يكتمل غياب وعيه ليفارق الحياة شهيدا للطفولة
لا يحمل قبره شاهد عليه وعلى ما مر به من فواجع لا يتحملها الرجال الرجال
هكذا
استشهد مجهولا
وقيد باسم شهيد طفولة سنجار على يد الدواعش الاشرار
وقبره المجهول العنوان المعلوم المكان على سفوح جبله سيبقى رمزا يحكي فصولا من حمله ابادة اهله على ايدي الاشرار
سيحكي بدلا عنه قبره عن ملحمته
ليقول :
كيف حارب طفل بعدته هي عدد سنوات مهد طفولته الاربعه وصبر للنجاة بعدد ايام محاولته الثلاث ليكتب على الشهادة وكأنها لوحة مدرسة لم تتشرف برؤيته ناتجا عن ضرب العددين يشير لعدد أشهر السنه الاثني عشر
ولكنه ليس برقم جاف هنا
انه رقم يعني اكتمال دوران الارض حول شمسها كل اثني عشر شهرا لتبدأ من جديد
ديمومه الحياة
ليبدا بعده ربيعا جديدا
لكل حي
لكل طفل
الا هو طفل سنجار
فقد بقي ولا يزال طفلا نازحا مشردا او شهيدا
طوبى للطفولة عندما تستشهد كالكبار
المجد للطفل المجهول ومعه كل الاطفال المجهولين
فقد اثبتوا هنا ان للرجولة عنوان يبدا بهم
طوبى ثانية لشهداء الطفولة المجهولين
والعار للدواعش المعروفين .
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular