شهادة
ترددت كثيرا في كتابة شهادتي هذه، الشهادة التي اخترتها موضوعا لزاويتي (شؤون وشجون ايزيدية) هذه المرة، الشهادة التي تعبر عن موقف وطني غيور لانسان اهتم ودافع عن شؤون وشجون الايزيدية في وقت كان ابناء الديانة الايزيدية بامس الحاجة الى داعم ومساند افعالا وليس مجرد أقوال وشعارات براقة، صاحب مواقف فذة وشجاعة جديرة بالوقوف عندها الان وتناولها كما هى دون زيادة او نقصان، شهادتي لموقف نبيل من قائد مناضل ليس بحاجة الى اطراء ومدح من شخص متواضع مثلي، الشهادة التي تخص ابناء الديانة الايزيدية في العراق عامة ومتابعي وناشطي شان الايزيدي خاصة، اما اسباب قلقي وترددي بالكشف عن هذه الشهادة والبوح بها في هذه الأيام هو الخوف من التفسير الخاطيء (من لدن البعض) واخذ موضوع (الشهادة) هذه مناح اخرى انا في غنى من تبعات تناولها واثارتها (من قبل اناس اخرين)، لذا اكتب واقول (انها شهادة للتاريخ ليس الا.. والله يشهد والحمد لله لايزال جميع الشهود أحياء).
اثناء استقباله لوفد من المثقفين والشخصيات الايزيدية في (28/8/2004) كانت من بين النقاط التي نوقشت مع فخامة الرئيس مام جلال الداعم الرئيسي والممول الاول لافتتاح مركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك (12/5/1993) المستجدات التي حدثت في مسار هذا الصرح الثقافي والحضاري الذي كان ولايزال املا لكل ايزيدي غيور على مصالح ومستقبل ابناء جلدته خاصة بعد الظروف القاهرة والاستثنائية التي مرت باقليم كوردستان_العراق من احداث ماساوية بعد سنوات الاقتتال الداخلي البغيض بداية (ايار عام ١٩٩٤) وما تلاه من سنين ومأسي وويلات، طالب سيادته الحاضرين من اعضاء الوفد وعن طريقهم جميع الشباب الايزيدي على الدعم والمساندة الدائمة لمهام ونشاطات مركز لالش باعتباره الصوت الايزيدي والممثل الحقيقي لطموحات واهدافه المشروعة للدفاع عن حقوق الايزيدية ورفض فخامته رفضا قاطعا فكرة انشاء مركز لالش اخر خاص بالكوادر والاعضاء الايزيديين المنضويين تحت لواء تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني تحت أي مسمي اخر، حيث قال وبالحرف الواحد :
” المستقبل كفيل لتجاوز هذه النظرات الحزبية الضيقة، وسيكون لكم ولغيركم الغائب الان عن مشاركة نشاطاتها الدور المؤثر والفاعل مثلما كان في بدايات سنوات التاسيس، الاهم من كل شي الاهداف التي اسست من اجلها مركز لالش قبل أكثر من احدى عشر أعوام خلت ..”.
هنا أقول وكلامي موجه للسادة المسؤولين على مركز لالش وأخص بالذكر اصحاب القرار :
ألم يحن الوقت بعد تهيئة الأجواء بفتح الأبواب بوجه الايزيديين بمختلف انتمائاتهم الفكرية وولاءاتهم الحزبية بدعوتهم إلى الانتساب للمركز (في هيئتها العامة وفروعها ومكاتبها) ونيل شرف العضوية والقيام بدور فاعل وتقديم المزيد من الحركة والنشاط، فللاحزاب بمختلف ايدلوجياتها ومناهجها وانطمتها الداخلية العراقية والكوردستانية – اليمينية منها والقومية او ذوات النهج الديني إلى أقصى تيارات اليسار واللبيبرالية ما يكفيها من مقار وفروع ولجان وهيئات تنظيمية، ليكن مركز لالش ملكا لاتباعها الايزيديين فسر حيويتها وهيبتها وشموخ مكانتها المقدسة تكمن في المحافظة على خصوصيتها الايزيدية وانتمائها لروح الايزيدياتي بعراقة تراثها الغني وتاريخها الخالد ..؟!
لاشك ان الخاسر الاكبر من مرور المزيد من السنوات على الانشقاق والتفرقة هم أبناء الديانة الايزيدية انفسهم لا غيرهم، لذا لابد من مراجعة الذات واعادة الحسابات والتقييم من جديد والمباشرة في إصلاح مواقع الخلل والانفتاح على الغالبية الايزيدية واستيعابه..
پاشای گەورە
رواية صدرت حديثا للسياسي والكاتب الكوردي (ئارێز عبدالله) يتحدث عن تاريخ ونضال (میرێ کۆڕە – پاشای گەورە) ويتعمق في التفاصيل من أبرز اعماله وأهم انجازاته وعلاقته مع الدولة العثمانية (سلطان باب العالي في استنبول) ودوره الفاعل في توحيد العشائر الكوردية في الأجزاء الأربعة ومحاولاته تشكيل كيان اداري- سياسي وطموحه بإعلان دولة خاصة بالكورد، حيث حارب الإمارات الكوردية الرافضة لدعوته وقاتل مختلف العشائر والملل التي لم تستسلم لارادته وحتى العشائر الكوردية المسلمة ورؤساءها المتحفظين والملتزمين بشعائر الدين الإسلامي وشرعه لم تسلم من شروره وجبروته، ومن ضمن ما ذكر في أسطر قليلة الإشارة إلى حملة الابادة التي قام بها ضد الايزيديين سنة ١٨٣١م..
رواية جديرة بالقراءة لما فيها من أحداث واخبار لها علاقة مباشرة بصراعات منطقة الشرق المتوسط الساخنة دوما عامة وبالشان الكوردي وشجونه خاصة حيث تتمركز نقطة تداخل مصالح اقطاب القوى العالمية المتنفذة ..
اتصلت شخصيا بکاتب الرواية السيد (ئارێز) وانتقدته لعبوره السريع على حملة الابادة التي شنها (ميرێ کۆرە) على ابناء الديانة الايزيدية وعدم تناوله الموضوع مفصلا خاصة أن حملته لابادة الايزيديين تعد من أشرس واعتى الحملات بين (69) حملة إبادة تعرضوا لها عبر مختلف مراحل التاريخ ( كانت عدد حملات الابادة على الايزيديين لغاية تلك التاريخ – حملة ميري كورة – سبعون حملة إبادة حسب ما دونتها صفحات التاريخ الايزيدي المليئة بالماسي والويلات ).
من ضمن ما قاله السيد عبدالله مجاوبا معاتبتي وانتقادي :
( معلوماتي كانت متواضعة بهذا الخصوص لهذا لم أرغب الغوض في تفاصيل هكذا موضوع شائك ومعقد محاولة مني تجنب جرح مشاعر الايزيديين والمساس باحوالهم من جهة حيث أعلن أسفي واعتذاري لاخواني الايزيديين الف مرة بدلا من مرة واحدة ومن جهة أخرى لكم ككتاب ومؤرخين ايزيديين حق الكتابة والبحث وتدوين ما تعرض اليه أبناء جلدتكم من احداث ووقائع منافية لمبادىء حقوق الإنسان وقوانين الأرض والسماء وشرائع الاديان والمعتقدات كافة ..).
هنا ادعو السادة القراء والمتابعين للشان والشجن الايزيدي الاطلاع وقراءة الرواية – الكتاب اولا وفي حالة الرغبة في الرد والكتابة عن الموضوع اتباع أساليب البحث العلمي واستخدام العقل والمنطق في التحليل والمناقشة والاطلاع على مصادر عدة والابتعاد عن إطلاق النار في الظلام ..
.