أَحْيَت اليوم الأثنين الثامن من آب 8-8-2022 مدينة آوكسبورك البافارية في جنوب المانيا مَهرجاناً للسلام والحرية في مركز المدينة على أَنغام الموسيقي الغَربية والشرقية وأَصوات الطَبل والزرنا التراثية في الذكرى السنوية لأنتهاء حرب الثلاثون عام في أوربا وتحديداً في المانيا بين المذاهب المسيحية، الكاثوليكية والأَرثوذوكسية وتحديداً في مدينة آوكسبورك عام 1650 م التي عقد فيها الصُلح بين الطَرفين دون شعارات َرنانة مُزيفة وفساد يعيق المهرجان ، كانَ شعارها((زهرة دَوار الشمس – حمامة السلام – كعكَة السلام ))بحضور جمهور غَفير من الجاليات الألمانية والمهاجرة ومن مختلف الديانات والمذاهب والألوان والأجناس البَشرية من مختلف الجنسيات ومختلف قارات العالم .، بأزيائها وتراثها وأَكلاتها وَ كانت للجالية الأيزيدية حضور واضح ومتألق بفعاليات تراثية وأزياء شعبية تَعكس تاريخهم وحضارتهم العَريقة وَتعكس أنسجامهم وتآلفهم مع المجتمع الألماني المُضيف وحَضر المهرجان أيضاً عَدد من أبناء الجالية العراقية بمحافظاتها المختلفة منها بغداد العاصمة ومحافظات شمال وجنوب العراق . علماً أن عدد. المهاجرين في المدينة يشكلون حوالي عشرين بالمئة من مختلف الجاليات العالمية وكانت قَد أشرَفت على هذاالمهرجان محافظة المدينة الشابة الثلاثينية ( أيفا فيبر ) دون حمايات وسيارات مصفحة مع غياب مظاهر الصلاة الجَماعية والعزاء وخيم للمتظاهرين وكذلك دون إِمام يُأَم المصلين ، ودون أَصوات المُفَرقعات والقَنابل الصوتية ، يُذكر أن هذه المدينة هي ثاني أَقدم مدينة المانية بُنيَت في عام (١٥) ق.م حيث صارعت الرومان والبيزنطينيين وعاشت حروب مذهبية طاحنة كالعاصمة العراقية بغداد وعاصَرت حروب القرون الوسطى وحروب طائفية عديدة والحربين العالميين ،حيث شملها الدمار بنسبة ثمانون بالمئة لبُنيَتها التحتية في الحرب العالمية الثانية .كما كانت لبغداد السلام حصة من ويلات الحرب والأحتلال البريطاني بعد أن كانت تسمى بأُم الدنيا وبغداد أَبو نؤاس والكيلاني وبغداد المأمون التي عاشت عَصرها الذهبي بمدرستها المستنصرية وحركتها النهضوية في ترجمة المئات من كتب الطب والفلسفة اليونانية وعلم الفلك والكيمياء والفيزياء وكانت مركزاً للتعايش والتَسامح وقُبلة المستشرقين والسُياح ،والتي أَصبحت اليوم تعاني من ويلات الطائفية والحروب المذهبية تحت سلطة الأسلام السياسي والفساد الأداري والتي تسبب بطرد وتهميش الأَقليلات الدينية وتهجيرهم وأغتصاب أموالهم وممتلكاتهم دون رادع قانوني أَو أَخلاقي مما جعل أَهلها يهجروها الى الشتات والمصير المجهول بحثاً عَن الأَمن والسلام . فياتري هل ستظهر لنا سيدة شابة ك ( أيفا فيبر ) لتنقذ البَلد الى بَر الأَمان أَو سَتقودنا رجالات السلطة والدولة الى المَصير المجهول ؟؟؟
غازي نزام / آوكسبورك المانيا
