الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالاتالذكرى الأولى لرحيل الأديب والمسرحي محمد المادح : عبدالرضا المادح

الذكرى الأولى لرحيل الأديب والمسرحي محمد المادح : عبدالرضا المادح

ولد فقيدنا العزيز محمد المادح في الثلاثين من آب عام 1943 بالبصرة، في عائلة كبيرة متوسطة الحال، بدأ نشاطه متأثراً بأجواء الحماسة الوطنية بعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958، فانخرط في العمل الشبابي ومن ابرزها، ممارسته للملاكمة في نادي المهداوي للملاكمة في منطقة السيمر، ترافق ذلك بنشوء علاقة الصداقة النبيلة مع زميله في النادي الصديق ناجح عبد الزهرة الفضلي، وبفضلهما نسجت علاقة حميمة دائمة ومتميزة بين الأهل من عائلتي الفضلي والمادح، ناجح الفضلي الأنسان الودود والشيوعي المثقف والمناضل الجسور، غادر البصرة للكويت بعد انقلاب شباط الدموي عام 1963، ثم إلتحق بالمقاومة وتعرض لأصابة بالغة في احدى العمليات الفدائية، ثم استقر لاجئاً سياسياً في دمشق، ولديه عائلة رائعة هناك، تواصلت العلاقة الحميمة بين الصديقين الوفيين حتى وفاتهما، فقد غادر الحياة العزيز ناجح الفضلي بتاريخ 18 نيسان 2021 ليلحق به توأم روحه محمد المادح بعد اربعة اشهر فقط !!
تعلم محمد العزف على الكمان، ثم انتقل للعزف على آلة العود، وكان مغرم بالغناء وخاصة تقليد العندليب عبد الحليم حافظ، وكانوا أصدقاءه يطلقون عليه أسم عبد الحليم حافظ لوجود الشبه بينهما، ومن نشاطاته في الشبيبة الديمقراطية، ساهم بتشكيل فرقة فنية للتمثيل والسينما في منتصف الستينات، وصوروا فلم في بساتين البصرة وباب الزبير.
عند وفاة الوالد عبود المادح في عام 1967، كان أخونا محمد في منتصف العشرينات من عمره، فأصبح معيلاً للعائلة الكبيرة التي مرت بأزمة اقتصادية، فتوجه للعمل، حيث تَعيّنَ موظفاً في مكتبة جامعة البصرة في التنومة، ليصبح لاحقاً مديراً للمكتبة، كما أصبح رئيساً للهيئة الأدارية لنادي موظفي جامعة البصرة في بداية السبعينات من القرن الماضي.
في تلك الفترة تعرف على رفيقة دربه، ليكوّنا عائلة جميلة اثمرت عن بنتين ثم احفاد وبستان الورد لازال يزدهر.
دعاني أخي محمد للأنتماء لأتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في منتصف السبعينات، وبتوصية منه تم ضمّي الى هيئة العمل المسرحي، تحت قيادة المسرحي القدير الراحل جبار صبري العطية.
بسبب الأنتماء اليساري لعائلة المادح ونشاطاته ورفضه الأنتماء لحزب البعث، تعرض بأستمرار للمضايقات من قبل أجهزة السلطة الأمنية، وبعد سقوط نظام البعث أسس ( جمعية السلام الأنسانية ) بمشاركة زوجته، وقاما بنشاطات أنسانية متنوعة ومن مالهم الخاص، منها دعم ذوي الأحتياجات الخاصة. كتب الشعر والقصة القصير، حيث نشر العديد منها في الصحف ومواقع التواصل الأجتماعي، أصدر مجموعة قصصية بعنوان ( بقايا ضباب )، كتب المسرحيات ومثل أدواراً عديدة، منها (المدمن) في مسرحية (التحقيق مع المدمن توفيق) تأليف توفيق البصري واخراج الراحل عبد المجيد مال الله.
له مخطوطة كتاب ضخم بعنوان ( الحركة الفنية في البصرة – بيبلوغرافيا ميسرة ) نسعى لأخراج الكتاب إلى النور.
وقدم العديد من الأمسيات المتنوعة في أتحاد الادباء والكتاب في البصرة، ملتقى جيكور الثقافي، التجمع الثقافي العراقي الحديث وغيرها من المنتديات، كان له حضوراً متواصلاً في النشاطات الثقافية المتنوعة، وشارك بحماس مع زوجته في الحملات الأنتخابية للحزب الشيوعي، رغم أنه كان في فترة نقاهه بعد أجراء عملية كبرى للقلب، كما شارك في تظاهرات انتفاضة تشرين.
– عضو الأتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق – البصرة.
– مؤسس ورئيس جمعية السلام الأنسانية.
– عضو مؤسس في جماعة كتابات مسرحية.
– مؤسس نادي المسرح والسينما في أتحاد الأدباء والكتاب في البصرة.
– عضو الهيئة الأدارية للتجمع الثقافي العراقي الحديث.
بتاريخ 10 آب 2021 اطلقت نوارس البصرة صرخاتها لفقد الحبيب بحادث دهس مؤلم، وغرد البلبل الحزين نواحه من قفصه في دار محمد المادح، عندما لم يرى صاحبه يُلقي عليه تحية الصباح.
أخي الطيب الخلوق محمد عميد عائلة المادح وشمعتها، نم قرير العين فما خلفته من عائلة رائعة وإرث ثقافي، سيجعلك حاضراً أبدا في قلوبنا وقلوب محبيك من الطيبين.

09-08-2022

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular