الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeاراءمحمود إيزيدي (جيفارا كوردستان) قائد ثورة كولان التحررية والتقدمية : قاسم مرزا...

محمود إيزيدي (جيفارا كوردستان) قائد ثورة كولان التحررية والتقدمية : قاسم مرزا الجندي

 

صاحب المعجزة في العمليات العسكرية البطولية في حرب العصابات في كُردستان، كان مناضلا شجاعاً بكل معنى الكلمة بقدراته البسيطة وأسلحته الخفيفة وإيمانه وإرادته الراسختين القويتين نحو المجد وبلوغ الثرى، بروح ايزيدية (كوردية) تحررية عالية الأصالة والعراقة.
حمل الشعار الوطني القومي (كوردستان يان نه مان). بعد اتفاقية الجزائر في سنة (1975) بين (شاه إيران ودكتاتور العراق) ونكسة ثورة أيلول, وانهيار جميع آمال وطموحات وتطلعات الشعب الكوردي, حيث وصل نضال الكورد الى مراحله الصعبة والتوقف التام، رغم كل التضحيات الجسيمة التي قدمتها الشعب الكوردي في تلك الثورة.
بعد خبية الآمال وانكسار ثورة ايلول وضياع الحقوق الكوردية فيها, بموجبها تخلت الادراة الاميركية وحكومة شاه ايران عن دعم الثورة الكوردية, وبعث البارزاني الخالد برسالة الى كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية حينها، حسب تقرير بايك في (10/3/1975) مذكرا إياه بالوعود التي قطعوها للشعب الكوردي، وانعدام موقفه الأخلاقي إزاء الكورد وقضيته، إن المخابرات الأمريكية وكيسنجر هي التي مهد الطريق لاتفاقية الجزائر وبموجبها أوقفوا كل انواع الدعم للثورة الكوردية بقيادة الخالد مصطفى البارزاني وانهارت الثورة الكوردية.
كان الشهيد البطل محمود ايزيدي هو الذي أطلق الرصاصة الاولى وأشعل شرارة ثورة كولان التقدمية التحررية في (26 /5 /1976) متحديا و متجاوزاً كل الظروف ومشاعر الخيبة والانكسار التي خلفتها اتفاقية الجزائر، ومنذ ذلك التاريخ تحولت كوردستان الى مرحلة أخرى من النضال والثورة الحقيقية ضد الطغاة والجبابرة في بغداد, حتى بات قيادات جيش الطاغية ترتجف عند سماعهم لاسم محمود ايزيدي وعملياته العسكرية والثورية في ذلك الوقت.
تميزت هذه الفترة من النضال حيث تعجز الكلمات والمعاني في وصف الثورة البطولية الكوردستانية التي أبداها وقادها هذا البطل المغوار خلال العمليات العسكرية النوعية ضد النظام البعثي, حتى لقب البطل محمود ايزدي بـ (جيفارا كردستان) لحنكته في التكتيك والتخطيط العسكري والتنظيم والبراعة في مناورة قطعات العدو، وإعلان ثورة كولان المجيدة هي الانطلاقة الاولى ودور القيادي لـلشهيد (محمود الايزيدي) السياسي والعسكري فيها, وإعادة النشاط السياسي والدور الحيوي والنضالي للحزب الديمقراطي الكردستاني في كوردستان.
كانت عمليات (البطل الايزيدي) في كوردستان نوعية تمكن من توجيه ضربات قوية لمفاصل جيش النظام العفلقي في كوردستان, وتحقيق انتصارات عديدة في عدة مواقع وشل حركة العدو بالتقدم وتحقيق مأربه الدنيئة بتعريب المنطقة برمتها, لقد قاد الشهيد محمود ايزيدي عشرات المعارك البطولية والانتصارات التي حققتها في جبهات القتال بالإضافة الى دوره العسكري والسياسي والتنظيمي في عموم كوردستان.
وحين فشل العدو عن مواجهة جيفارا كوردستان في تلك العمليات بكل أشكالها، لجأ الى اساليب الغدر والخيانة, وحاولت الحكومة الفاشية في بغداد بشكل و بآخر اغتيال القائد الكوردي بشتى الوسائل وفي محاولات عديدة, وأبرزها هي خمس محولات فاشلة خطط لاغتياله بكل الوسائل الدنيئة والاغراءات, وكان البطل ينجوا منها بكل حنكة وأعجوبة.

وفي المحاولة السادسة في ليلة (18 ــ 19 / 8 / 1979) وفي الظلام الدامس, اغتاله الفاشيون بيد خائن الامة الكوردية في قرية ردينا التابعة لقضاء العمادية, فقد استشهد قائد ثورة كولان المجيدة والبيشمركة المناضل (محمود الايزدي).
حيث تألم وتأسف عليه الشعب الكوردي كثيرا, وفي أنفاسه الاخيرة ودع زملاءه البيشمركة وأهل منطقة كارة ارضاً وتراباَ وجبالاَ وكل شجرة في ارض كوردستان التي حمتهم من العدو طوال السنوات الماضية.
وقال عندما سلكنا هذا الطريق والنهج كنا في كل لحظة معرضين للاستشهاد او الاعتقال، إن الحياة يجب ان تستمر والمسيرة النضالية لن تتوقف والشعب الكوردي صاحب حق لابد في يوم ما أن يصل الى اهدافه المشروعة وقال لهم ايضا كلكم (محمود ايزدي).
وفي الصباح الباكر قاموا رفاقه بدفن رفاته في مكان سري حسب المراسيم الايزيدية الى ان تم نقله الى قرية كاني مازي في سنة 1985، وبعد تحرير كوردستان نقلت رفاته بتاريخ (18/8/2003) الى تراب لالش المقدس وبمراسيم رسمية عسكرية ومشاركة جماهيرية شعبية واسعة تليق بالمقام.
أحدثت هذه العملية الجبانة هزة كبيرة في نفوس جماهير كوردستان برمتها، أحبه شعبه كثيرا واعتبروه رمزا من الرموز الوطنية في كوردستان ومثالا للتضحية والشجاعة وقدم روحه فداء لوطنه, من أجل ان يعيش شعبه بكل حرية ورفاهية وكرامة.
ولد الشهيد القائد (هاشم الياس سلو) المعروف بـ (محمود ايزدي) سنة 1944 في ناحية باعدري, من عائلة كادحة ومن عشيرة الهكاري، ذهب الى المدرسة في سنة 1951، وكان الشهيد طالباَ نشيطاً حصل على درجات عالية في الصف الاول والثاني الابتدائي، ونظراً للظروف المعيشية القاسية لعائلته ترك محمود ايزيدي المدرسة ليساعد والده في الفلاحة وكسب العيش، وكان له اربعة إخوة واربعة اخوات، وفي سنة 1962 عندما بلغ سن الثامنة عشرة من عمره يلبس محمود ايزدي الملابس العسكرية لتأدية الخدمة العسكرية الالزامية، و نظراً لالتزمه بالواجبات المكلف بها وتدريبه الجيد بالصنوف العسكرية و لتفوقه في التدريب على كافة الاسلحة و ادائه العسكري الجيد يترقى برتبة (نائب ضابط) في مدينة النجف, وفي سنة 1972 إلتحق بصفوف البيشمركة في ثورة ايلول .
الخزي والعار للعمالة والخونة وبائعي الذمة والضمير .. والمجد والخلود لقائد ثورة كولان التقدمية البطل محمود ايزيدي و لشهداء الحركة التحررية الكردية والكردستانية.

قاسم مرزا الجندي
17/8/2022 الاربعاء

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular