بعد أسابيع من ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية تسببت في موجة جفاف غير مسبوقة، كانت مجموعة من الدول الأوروبية على موعد مع عواصف ضربت السواحل الشمالية للبحر المتوسط ووسط أوروبا، الخميس 18 أغسطس/آب 2022، وتسببت في سقوط قتلى وجرحى وخسائر مادية.
فقد ضربت عاصفة عنيفة وغير متوقعة جزيرة كورسيكا الفرنسية الواقعة في البحر المتوسط الخميس؛ مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل بينهم فتاة في سن المراهقة، ويتوقع خبراء الأرصاد مزيداً من سوء الأحوال الجوية.
بينما اجتاح البرد والأمطار الغزيرة والرياح، التي بلغت ذروة سرعتها 224 كيلومتراً في الساعة، الجزيرة في وقت مبكر من الخميس، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
فيما أوضح خبير في هيئة الأرصاد الجوية أن “العواصف المتكونة في البحر ستؤثر على أجزاء كبيرة من ساحل كورسيكا الغربي خلال الليل من الخميس إلى الجمعة”.
كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه دعا إلى اجتماع طارئ للحكومة عبر تقنية الفيديو مساء الخميس؛ للتصدي للأزمة.
من جهته، قال وزير الداخلية الزائر جيرالد دارمانان، إن 350 شخصاً اعتُبروا بعداد المفقودين في مرحلة ما، بسبب انقلاب قوارب التنزه أو انجرافها، لكن تم التأكد الآن من أنهم على قيد الحياة وبخير.
فيما قال شهود خلال العاصفة التي ضربت أماكن التصييف في الصباح، إنها تسببت بتأخير القطارات واقتلعت الأشجار، وهو ما لم يروا مثيلاً له في الجزيرة من قبل.
كما تسبب سقوط أشجار في مقتل خمسة أشخاص بالنمسا في حادثين منفصلين الخميس، إذ وصلت العواصف التي ضربت السواحل الشمالية للبحر المتوسط، في وقت سابق من الخميس، إلى الدولة الواقعة في جبال الألب بعد الظهر.
حيث قالت الشرطة إن طفلتين في الرابعة والثامنة من العمر لقيتا حتفيهما عندما سقطت عليهما أشجار على حافة بحيرة قرب بلدة سانت أندريه في جنوب النمسا، على مقربة من الحدود مع سلوفينيا.
يبدو أن العاصفة التي بلغت سرعتها أكثر من 100 كيلومتر في الساعة، فاجأت من كانوا يسبحون لتلطيف أجسادهم بالبحيرة في يوم حار، على الرغم من مقتل شخصين بإيطاليا في وقت سابق من الخميس، عندما أسقطت العواصف أشجاراً هناك.
كما تسببت العواصف الشديدة في انقطاع التيار الكهربائي، مما أجبر شركة السكك الحديدية الوطنية النمساوية على وقف جميع خدمات القطارات في معظم الولايات المتاخمة لسلوفينيا وإيطاليا، حسبما ذكرت الشركة في بيان.
حيث قال متحدث باسم الشرطة، إن ثلاثة لقوا حتفهم أيضاً في سقوط شجرة ببلدة جامينج بولاية النمسا السفلى، رافضاً الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وأضاف أنه لم يتضح ما إذا كانت الشجرة سقطت بسبب البرق أو الرياح القوية.