على أثر تلويحه الأخير بـ”خيارات أخرى”؛ يلتزم زعيم “التيار الصدري“، مقتدى الصدر، الصمت إزاء الأزمة السياسية في العراق، والتي يعد هو أحد قطبيها، ما أثار قلقاً لدى خصومه “تحالف الإطار التنسيقي” الحليف لإيران، الذي يخشى تصعيدا جديدا للصدر، لا سيما وأن المحكمة الاتحادية “تماطل” في اتخاذ قرار بشأن حل البرلمان.
وكان الصدر، الذي يعتصم أنصاره داخل المنطقة الخضراء ببغداد، للأسبوع الرابع على التوالي، قد أعلن عقب قرار المحكمة تأجيل البتّ بطلب حل البرلمان حتى نهاية الشهر الجاري، أن لديه خيارات أخرى، رافضاً أي حوار سري مع “الإطار التنسيقي”.
وحتى قيادات تيار الصدر لا تعلم بتلك الخطوات التي يعتزم زعيمها التوجه نحوها، إلا أنها مؤمنة بها ومستعدة لتنفيذها، وقالت إحدى القيادات الصدرية من المنسقين للاعتصام، إن “الصدر له رؤيته الخاصة للمشهد السياسي في البلاد، وأنه لا يريد التصعيد إلا لأجل الإصلاح ومنع الفاسدين من تولي زمام الأمور مجدداً والتحكّم في البلد”.
وقال القيادي الصدري، لـ”العربي الجديد”، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إنه “من المتوقّع أن تصدر توجيهات قريبة من الصدر إلى المعتصمين وأنصار التيار، خاصة وأن محاولات الحلول السياسية وصلت إلى طريق مسدودة”، مشدداً: “نحترم القرار القضائي، ونتمنى أن تسهم المحكمة الاتحادية بدعم الإصلاح باتخاذ قرار حل البرلمان، للمضي بانتخابات مبكرة، وألا تماطل أو تحاول كسب الوقت”.
وأشار إلى أن “زعامات الإطار قلقة جداً من التوجهات الأخرى للتيار، وما زالت تضغط وتحاول التوصل إلى صيغ لأجل الحوار مع الصدر، وعقد تفاهمات جديدة، لا تفضي إلى حل البرلمان”، مشيراً إلى أن “الإطار بات مقتنعاً بأنه في حال حل البرلمان فستكون خسارته كبيرة جداً، ولن يستطيع العودة إلى البرلمان المقبل، لذا يعمل جاهداً على المحافظة على مكتسباته الحالية”.
في الأثناء، أعلنت قيادات ضمن “الإطار التنسيقي” بشكل فردي، القبول بمناظرة الصدر، إذ إنه سبق وأن أعلن أنه كان قد طلب مناظرة علنية مع “الإطار”، إلا أنه لم يتلق جواباً.
وقالت النائبة المقربة من زعيم “دولة القانون” نوري المالكي، حنان الفتلاوي، في تغريدة لها: “استجابة لدعوة سماحة السيد مقتدى الصدر أعلن قبولي بالمناظرة باعتباري أحد قادة الكتل في الإطار التنسيقي، شرط أن يضمن سماحته (الصدر) سلامتي بعد انتهاء المناظرة”.
كما أعلن القيادي في مليشيا “العصائب” محمود الربيعي، تأييده للمناظرة، معتبراً أنها “أكثر الأساليب الديمقراطية وضوحاً”، وكذلك أعلن القيادي في “تيار الحكمة” بليغ أبو كلل، تأييده وقبول المناظرة العلنية.
لكن القبول الفردي من قبل شخصيات في “الإطار” لا يمثل “الإطار”، وهو أمر “لا يقدم شيئاً”، وفقا لما رآه القيادي في “التيار الصدري”، مبيناً أن “الإطار يحاول إلقاء الحجة على التيار من خلال زجّ هؤلاء نحو المناظرة، وهو يعلم عدم قبول الصدر بمناظرتهم، كون الإطار لا يلتزم بمخرجات المناظرة معهم، على اعتبار أنهم ليسوا من قيادات الخط الأول لديه، ولم يخولهم رسمياً بتمثيله”.
من جهته، علق الباحث في الشأن السياسي العراقي عصام حسين، على القبول الفردي بالمناظرة، وقال في تغريدة له: “يبدو أن الإطار فهم المناظرة أنها مثل اللقاءات التلفزيونية نشر غسيل. الحوار المباشر هو جلوس كل قادة الكتل السياسية، مثل ما حدث في حوار الكاظمي ويتم نقل هذه الجلسة على التلفاز أمام الشعب العراقي، أما مناظرة حنان أو محمود عصائب، فهذه نحن من نتصدى لها وليس القيادة الصدرية”.
وكشف زعيم “التيار الصدري”، مقتدى الصدر، السبت، عن تقديم مقترح إلى الأمم المتحدة لإجراء “مناظرة علنية” تبث على الهواء مباشرة، بين جميع الفرقاء السياسيين، مجدداً في الوقت نفسه، رفضه أي حوار سري مع من وصفهم بـ”الفاسدين” أو من “يريد قتل الصدر” أو من يحاول النيل ممن ينتمي إلى التيار الصدري”.