نفى الكاتب المصري، عماد الدين أديب، أن يكون مقاله “14 سبباً لسقوط الحكّام والأنظمة!”، الذي نشره قبل أسبوع في موقع “أساس ميديا” اللبناني، له علاقة بالحالة المصرية، وفق ما صرح به أديب لشبكة “بي بي سي” البريطانية، الإثنين 22 أغسطس/آب 2022.
كما أشار أديب، إلى أن المقال الذي جاء بعنوان “14 سبباً لسقوط الحكام والأنظمة”، منشور منذ 14 أغسطس/آب الجاري، وقال: “مقالي يتحدث عن الأنظمة السياسية في العالم عبر التاريخ، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالحالة المصرية”، على حد تعبيره.
توضيحات عماد الدين أديب جاءت بعد أن أثار المقال، الذي يلخص أسباب سقوط الأنظمة الاستبدادية، ردود فعل واسعة النطاق من المسؤولين والشخصيات الإعلامية التابعة لحكومة عبد الفتاح السيسي، وفق ما ذكره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.
حيث بدأ أديب مقاله متسائلاً: “ما هي آفة الحكّام العرب؟ ولماذا تسقط أنظمتهم بشكل تراجيدي؟ ولماذا لا ينتقل الحكم سلميّاً دون أن يتمّ ذلك بأكلاف باهظة في المال والأرواح؟”، وعدّد 14 سبباً يمكنها أن تؤدي لإسقاط الحكام والأنظمة.
بينما اختتم أديب مقاله قائلاً: “يا خوفي الشديد على كثير من أنظمتنا وشعوبنا من الآن حتى منتصف العام المقبل، حينما تصبح لقمة العيش وسوء الخدمات واستحالة الحياة اليومية هي وقود اضطرابات اجتماعية مدمّرة”.
الموقع البريطاني وصف عماد الدين أديب، الذي يبلغ من العمر 66 عاماً، بأنه من أشهر الصحفيين والشخصيات العامة الموالية للحكومة في مصر.
انتقاد مقال عماد الدين أديب بمصر
كما قال إن المسؤولين الذين اتبعوا موقف الحكومة وصفوا مقال أديب مؤخراً بأنه “مسيء”، وزعموا أن جماعة المعارضة المحظورة، الإخوان المسلمين، يمكن أن تستغلها.
حيث قال محمود مسلم، الصحفي وعضو مجلس الشيوخ المصري، في تصريحات تلفزيونية، الأحد 21 أغسطس/آب: “إنني حزين لمثل هذا المقال باسم الكاتب عماد الدين أديب، ولا أستطيع أن أفهم حتى الآن أنه كتب هذه الكلمات الصعبة”.
في عام 2013 دعم أديب انقلاب السيسي ضد حكومة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي المنتخبة، ومع ذلك، حذر في السنوات الأخيرة من الاضطرابات المدنية في مصر إذا لم يتم التصدي للفساد، واستمر الاقتصاد في التدهور.
كتب أديب، المقيم حالياً في أبوظبي، في مقال بعنوان “14 سبباً لسقوط الحكام والأنظمة”، أن الفساد، وقلة الاهتمام بالصالح العام للناس، وتفضيل أفراد الأسرة في المناصب الحكومية، جزء منها وصِفات لعدم استقرار الأنظمة في الشرق الأوسط وسقوط القادة.
وكتب أديب يقول: “أخشى كثيراً على أنظمتنا وشعوبنا من الآن وحتى منتصف العام المقبل عندما تصبح سبل العيش وسوء الخدمات واستحالة الحياة اليومية وقود اضطرابات اجتماعية مدمرة”.
على الرغم من أن أديب لم يذكر الحكومة المصرية أو الرئيس السيسي، فقد فُسرت مقالته على أنها تحليل للوضع السياسي والاقتصادي في مصر. وقال أديب لشبكة CNN العربية إن مقالته تتحدث عن “الأنظمة السياسية في العالم عبر التاريخ، ولا علاقة لها بالحالة المصرية”.
كما قال مصطفى بكري، وهو نائب مصري ومؤيد للسيسي: “لماذا يكتب عماد الدين أديب بهذه اللغة المتشائمة؟ كأنه يريد أن يقول للعالم إن مصر على حافة فوضى كبيرة يمكن أن تأكل كل شيء، أخضر وجاف”.
“نعم نعاني من واقع صعب، وهناك مجموعات كثيرة تعاني من ارتفاع الأسعار، ولكن لماذا تنشر هذه المقالات في هذه اللحظة؟ هل هي محاولة لإثارة الإحباط؟”. قال بكري.