6 أمور جرى تمييز الأوكرانيين بها عن غيرهم من اللاجئين
الكومبس – ستوكهولم: لفت الاختلاف بين استقبال الفارين من القنابل الروسية في سوريا والفارين من القنابل الروسية في أوكرانيا انتباه كثيرين في السويد وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي. وبُررت الاختلافات التي رأى فيها البعض حفاوة باستقبال الأوكرانيين، بأن الاتحاد الأوروبي أصدر توجيهاً جماعياً لدوله باستقبال الأوكرانيين في الربيع الماضي. لكن لماذا لم يتم تفعيل التوجيه الجماعي للسوريين؟
بعد ثمانية أيام من الهجوم الروسي على أوكرانيا، فعّل الاتحاد الأوروبي التوجيه الجماعي لقبول اللاجئين للمرة الأولى في تاريخه. ويعني التوجيه الجماعي أن الأوكرانيين الذين تقدموا للجوء في 24 فبراير أو بعده يجب أن يحصلوا فوراً على تصريح إقامة وعمل مؤقت في دول الاتحاد الأوروبي.
وكان الاتحاد الاوروبي أقر مبدأ “التوجيه الجماعي” في 7 أغسطس 2001 في أعقاب حرب يوغوسلافيا، حيث دفعت الأعداد الكبيرة من اللاجئين في التسعينيات الاتحاد الأوروبي إلى التفكير بحلول مشتركة. واستغرق الأمر أكثر من 20 عاماً قبل تفعيل التوجيه للمرة الأولى في ازمة أوكرانيا. والسؤال الآن: لماذا لم يتم تفيذ التوجيه الجماعي عندما جاء ملايين الأشخاص إلى الاتحاد الأوروبي هاربين من الحرب في سوريا؟
يقول الباحث في سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي بيرند باروسيل “الوحدة التي نراها الآن داخل الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق باللاجئين الأوكرانيين كانت مفقودة عندما جاء كثير من السوريين إلى الاتحاد الأوروبي في العام 2015”. ويضيف “لم ترغب عدد من دول الاتحاد الأوروبي في قبول طالبي اللجوء آنذاك. ولم تكن هناك إرادة سياسية مشتركة، وبالمناسبة، فهذه الإرادة لا تزال مفقودة فيما يتعلق باللاجئين غير الأوكرانيين الذين يأتون من أوكرانيا”.
ويرى باروسيل أيضاً أن “التفاعل الإيجابي مع لاجئي أوكرانيا هو جزء من رد فعل الاتحاد الأوروبي على العدوان الروسي. فهم يتعاطفون مع أوكرانيا ويريدون إظهار التضامن”.
وكان بعض السياسيين الأوروبيين مارسوا التمييز العنصري علناً بين الأشخاص الفارين من أوكرانيا وأولئك الذين فروا من بلدان أخرى، ومنهم رئيس وزراء بلغاريا الذي قال “هؤلاء نوع مختلف من اللاجئين. فهم أناس أذكياء ومتعلمون. هم ليسوا من نوعية اللاجئين الذين اعتدنا عليها ومنهم أشخاص ماضيهم غير واضح، وربما يكونوا إرهابيين “.
وقال السياسي الهولندي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز الذي اشتهر بتصريحاته العنصرية “النساء والأطفال الأوكرانيون هم لاجئون حقيقيون، لذلك يجب علينا خلق مساحات من خلال طرد مستغلي اللجوء واللاجئين المزيفين مثل السوريين”.
كيف يُعامل اللاجئ الأوكراني بشكل أفضل من اللاجئ السوري؟
أولًا، لا يحتاج الأوكرانيون إلى تأشيرة للسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي والبقاء لمدة 90 يوماً، لأن المواطنين الأوكرانيين لا يحتاجون للتقديم على تأشيرة شنغن. عبر اللاجئيين الأوكرانيين حدود الاتحاد الأوروبي حتى دون جواز سفر بسبب توجيه اللجوء الجماعي.
ثانياً، تلقى الأوكرانيون تصاريح الإقامة في غضون أسابيع قليلة وفي بعض الحالات خلال أيام، لكن بالنسبة للجنسيات الأخرى، يستغرق التصريح مدة أطول بكثير قد تصل إلى سنوات عدة.
ثالثًا، وفقاً لصحيفة داغينز نيهيتر، سعت العديد من الشركات السويدية لتعيين مواطنين أوكرانيين وسهلت دخولهم إلى سوق العمل السويدية.
رابعًا، كُتبت العديد من الالتماسات للضغط على الحكومة لزيادة الدعم المالي للاجئين، بعد أن اشتكى الأوكرانيون من قلته. ويحصل الأوكراني البالغ على 61 كرون في اليوم الواحد وهو نفس ما يحصل عليه اللاجئين الآخرين منذ فترة طويلة.
خامساً، تغير موقف دول مثل هنغاريا والدنمارك وكذلك الأحزاب اليمينية في السويد، والتي لا ترحب باللاجئين عادة، لكنها كانت مُرحبة للغاية باستقبال الأوكرانيين.
وأخيراً، يستطيع كل من لديه جواز سفر أو هوية أوكرانية ركوب وسائل نقل SL وشركات النقل الأخرى مجاناً.
أكثر من نصف الفارين أوكرانيا طلبوا اللجوء في بولندا، الأمر الذي وضع البلد بأكمله أمام تحديات كبيرة. ورغم ذلك كانت الاستجابة الشعبية إيجابية ولم تظهر المعارضة التقليدية للاجئين. وفي الوقت نفسه، كانت بولندا تبني جداراً بينها وبين بيلاروسيا لمنع القادمين من الشرق الأوسط وأفريقيا من عبور الحدود إلى الاتحاد الأوروبي. وانتهى بناء الجدار في نهاية شهر يونيو وسط اعتراضات ناشطي حقوق الإنسان.
وقالت ناتاليا جيبرت، الرئيسة التنفيذية لمنظمة Dom Otwarty، وهي منظمة بولندية غير حكومية تساعد اللاجئين “إذا قمت بتوصيل لاجئ من الحدود الأوكرانية فأنت بطل، أما إذا قمت بذلك على الحدود البيلاروسية، فأنت مهرب ويمكن أن تُعاقب بالسجن ثماني سنوات”.
يذكر أن جميع أحزاب البرلمان السويدي رحبت باللاجئين الأوكرانيين منذ فبراير الماضي، بما في ذلك حزب ديمقراطيي السويد (SD)، الذي أعتبر استقبال الأوكرانيين “أمراً ضرورياً” لكن اللهجة بخصوص القادمين من سوريا والبلدان الأخرى لم تكن كذلك.
وفي العام 2014 قام رئيس الوزراء عن حزب المحافظين حينها، فريدريك راينفيلد، بتشجيع الناس على فتح قلوبهم لاستقبال اللاجئين، لكن بعد ذلك بعدة سنوات، سعى حزب المحافظين لتقليل اللجوء إلى السويد بنسبة 80 بالمئة.
كما أن رئيس الوزراء السابق ستيفان لوفين (اشتراكي ديمقراطي) قال في العام 2015 إن أوروبا التي تستقبل لاجئي الحرب وتتضامن معهم تمثله، لكن بعد شهرين فقط، اقترحت حكومة لوفين قراراً للحد من استقبال اللاجئين.