المساعي المختلفة التي بذلها ويبذلها القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى مر أکثر من 4 عقود من أجل فرض نفسه کأمر واقع على الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم، والتي جند النظام من أجلها إمکانيات هائلة، وصلت اليوم الى طريق مسدود تماما، وهو ماقد وضع النظام أمام موقف صعب ومعقد وخصوصا بعد تنصيب ابراهيم رئيسي کرئيس للجمهورية وعقد الامال عليه لإخراج النظام من أزمته الخانقة لکن الذي حدث هو إنه وبعد مرور عام على توليته لمنصبه إزداد الامور سوءا بل وحتى صارت أسوء من السابق بکثير.
النهج القمعي التعسفي الذي إتبعه ويتبعه النظام الايراني تجاه الشعب الايراني والذي ذاق الشعب من جرائه الامرين ودفع ولازال يدفع ثمنا باهضا من دماء أبنائه في سبيل ذلك والسياسات المشبوهة الاخرى التي إنتهجها تجاه دول المنطقة والتي بنيت على أساس تصدير التطرف الديني والارهاب إليها والتدخلات السافرة في شٶونها، إنعکست سلبا على الاوضاع الداخلية وعلى النظام القائم نفسه في طهران، حيث لم يعد في مستوى النظام البقاء على قوته وتماسکه فقد صار العالم کله يدرك بإن قبضة النظام على الشعب الايراني تتراخى ونفوذه وهيمنته على دول المنطقة تتراجع بدرجة ملفتة للنظر، وهذا هو سر تهافت النظام الايراني على تقديم التنازلات تلو التنازلات في المفاوضات النووية الجارية معه، إذ وبعد أن کان متعنتا ومصرا على مطالب محددة تنازل عنها لأنه صار يعلم جيدا بأن أوضاعه الداخلية لاتسمح له وقد تنفجر في أية لحظة.
قادة النظام الايراني الذين شددوا طوال الاعوام الماضية على إن نظامهم باق وسيستمر کأمر واقع، يجدون أنفسهم اليوم وفي ظل الاوضاع والتطورات الجارية أمام سياق وإتجاه يجبرهم على أن يبذلوا مابوسعهم من أجل بقاء وإستمرار النظام، بمعنى إن قضية فرض النظام کأمر واقع قد صار شيئا من الماضي، والانکى من ذلك إن المعارضة الايرانية النشيطة والمتواجدة في الساحة والمتمثلة في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يزداد ويتصاعد دوره على مختلف الاصعدة قد بدأ يفرض نفسه کرقم صعب لايمکن تجاهله أبدا في المعادلة السياسية القائمة في إيران.
المعلومات التي تمت إثارتها في تقارير خبرية بشأن تنازلات قدمها النظام الايراني في المحادثات النووية وتلهفه من أجل إعلان العودة للإتفاق النووي، إنما هو من أجل أن يقوم مرة أخرى بإستخدام العامل الدولي ضد إرادة شعبه وضد شعوب المنطقة من خلال فرض تدخلاته المشبوهة عليهم، ولکن لو عدنا الى الوراء قليلا ونظرنا الى إتفاق عام 2015، والذي إستغله النظام أيما إستغلال من أجل فرض نفسه وقهر الرفض الشعبي ضده والقضاء على المقاومة الايرانية، لکن ومع ذلك إستمر الرفض الشعبي وإستمرت نشاطات المقاومة الايرانية ضده على قدم وساق وإن العودة للإتفاق النووي في لو حدثت فإنها لن تغير شيئا من عزم وإصرار الشعب والمقاومة الايرانية على مواجهة النظام للنهاية والاطاحة به،