.
تنظم جنازة آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، ميخائيل غورباتشيف، السبت، في موسكو في مراسم محدودة لن يحضرها الرئيس فلاديمير بوتين ما يدل على إرثه المثير للجدل في روسيا، وفقا لفرانس برس.
ومن المقرر أن يدفن جثمان غورباتشيف، الذي أطلق إصلاحات جذرية ساعدت في إنهاء الحرب الباردة وعجلت بتفكك الاتحاد السوفييتي، في مراسم جنازة متواضعة نسبيا، وفقا لأسوشيتد برس.
ويعكس رفض الكرملين إعلان جنازة رسمية عدم ارتياحه بشأن إرث غورباتشيف، الذي قوبل باحترام في جميع أنحاء العالم لإسقاطه الستار الحديدي، لكن الكثيرين هاجموه في الداخل بسبب انهيار الاتحاد السوفييتي والتراجع الاقتصادي الذي أعقب ذلك وأوقع الملايين في الفقر.
ووضع بوتين، الخميس، زهورا على نعش غورباتشيف في مستشفى بموسكو. وقال الكرملين إن جدول الرئيس المزدحم سيمنعه من حضور الجنازة.
ويتوجه رئيس الوزراء المجري القومي، فكتور أوربان، الذي يتبع سياسة منفردة في أوروبا عبر تجارة الغاز مع روسيا، إلى موسكو، السبت، لحضور جنازة غورباتشيف، كما أعلن سكرتير الدولة للاتصالات الدولية.
وقال السكرتير غداة إعلان مجموعة غازبروم الروسية العملاقة الإبقاء على إغلاق خط أنابيب الغاز نورد ستريم 1 الحيوي لأوروبا، إن أوربان الذي سيرافقه وفد، يريد أن “يحيي الراحل ميخائيل غورباتشيف”.
من جهته أعلن الكرملين أن لا لقاء مقررا بين أوربان والرئيس بوتين.
وتنظم جنازة آخر زعيم للاتحاد السوفياتي السابق، السبت، في موسكو.
وتوفي غورباتشيف مساء الثلاثاء “بعد صراع طويل مع مرض خطر”، حسب ما أفاد المستشفى التابع للرئاسة الروسية حيث كان يعالج.
ويحظى غورباتشيف الذي وصل إلى السلطة في 1985، باحترام كبير في الدول الغربية، فيما يأخذ عليه جزء من الروس مساهمته في انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 عند محاولته إنقاذه مع إصلاحات ديمقراطية واقتصادية، وفقا لفرانس برس.
وحرر الجيش السوفياتي بودابست من الاحتلال النازي عام 1945 ثم أصبحت المجر تحت هيمنة السوفيات. في 1956 تم سحق تمرد بالدبابات.
وتأتي زيارة أوربان إلى موسكو فيما أعلنت شركة غازبروم، الجمعة، عن تمديد إغلاق أنبوب الغاز نورد ستريم 1 بسبب أعمال صيانة.
وكانت المجر أعلنت، الأربعاء، عن اتفاق مع شركة غازبروم الروسية العملاقة لمدها بشحنات إضافية من الغاز في وقت تواجه الدول الأوروبية الأخرى انخفاضا حادا في الإمدادات.
وأقام رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان علاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ عودته إلى السلطة في 2021، وحافظ على هذا التعاون رغم الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأدى انهيار الاتحاد السوفياتي الذي وصفه بوتين بأنه “أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين” إلى انتهاء الحرب الباردة.
رغم الإصلاحات الكبرى التي قام بها من أجل حرية التعبير، حمّله العديد من الروس مسؤولية انهيار قوة عظمى وسنوات من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تلت ذلك.
في دليل على هذا الأمر، لم يتم إعلان يوم حداد وطني رغم أنه ستكون هناك “عناصر جنازة رسمية” أثناء تشييع غورباتشيف، خصوصا مشاركة “حرس الشرف” بحسب ما أعلن الكرملين.
وفي إطار من التوتر الشديد بين روسيا والدول الغربية حول النزاع في أوكرانيا، لم يعلن حضور أي زعيم أجنبي إلى موسكو للمشاركة في الجنازة، باستثناء أوربان.
وتبدأ الجنازة بحفل وداع في مجلس النقابات، وهو مكان رمزي في العاصمة الروسية سجيت فيه جثامين عدة قادة شيوعيين مثل، جوزف ستالين، عام 1953.
وستكون المراسم التي بدأت عند السابعة صباحا بالتوقيت المحلي ، مفتوحة أمام العموم كما أعلنت مؤسسة غورباتشيف.
ثم يوارى الزعيم السوفياتي السابق الثرى في مقبرة “نوفوديفيتشي” إلى جانب زوجته، رايسا غورباتشيفا، التي توفيت عام 1999 والتي كان قريبا جدا منها.
وغداة وفاته وجه بوتين له أول تحية في رسالة تعزية. بلهجة حيادية، قال إن غورباتشيف “ترك تأثيرا كبيرا على تاريخ العالم” وكان “يجهد لعرض حلوله الخاصة للمشاكل”.
وكانت العلاقات بين الرجلين معقدة وتتأرجح بين علامات التقدير والمآخذ المتبادلة قبل أن تصبح لامبالاة ودية، وفقا لفرانس برس.
في المقابل فإن العواصم الغربية من واشنطن إلى برلين مرورا بباريس وروما وجهت تحية تقدير لذكرى غورباتشيف بسبب عمله على التقارب بين الغرب والشرق وخفض الترسانات النووية ما أدى إلى منحه جائزة نوبل للسلام في 1990.
وأعلنت ألمانيا التي أتاح سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي إعادة توحيدها، أنه سيتم تنكيس الأعلام، السبت، في العاصمة.
في المقابل، يظهر التكريم المحدود الذي خص به الروس غورباتشيف ضعف شعبيته في البلاد. ويرى كثيرون أنه ساهم في انهيار القوة السوفياتية العظمى التي كانت تتنافس مع أميركا والتي فتحت نهايتها المجال أمام عقد من الأزمات والعنف.