أعلنت أمريكا، الجمعة 2 سبتمبر/أيلول 2022، عن صفقة أسلحة جديدة قيمتها 1,1 مليار دولار لتايوان، وذلك في محاولة لتعزيز دفاعاتها وسط تصاعد التوتر مع الصين، التي تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها.
تأتي صفقة بيع الأسلحة الجديدة هذه بعد شهر على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، في خطوة أثارت آنذاك غضب بكين، التي أطلقت إثر الزيارة أهم مناورات عسكرية بتاريخها حول الجزيرة.
الإدارة الأمريكية وافقت على هذه الصفقة مع تايوان، والتي تشمل 60 صاروخاً من طراز “هاربون” القادرة على إغراق سفن حربية، وتبلغ قيمة هذه الصواريخ (355 مليون دولار)، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك شملت الصفقة 100 صاروخ قصير المدى من طراز سايد ويندر بقيمة (85,6 مليون دولار)، وهذه الصواريخ قادرة على اعتراض صواريخ أو طائرات بدون طيار.
تضمنت الصفقة أيضاً عقد صيانة لنظام الرادارات التايواني بقيمة 665 مليوناً، بحسب ما أوضحت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان.
الصين تُهدد
من جانبها، توعدت الصين، الجمعة 2 سبتمبر 2022، على لسان المتحدث باسم سفارتها في واشنطن، ليو بينغيو، باتخاذ “إجراءات مضادة”، إذا لم تتخلَّ الولايات المتحدة عن الصفقة الجديدة لبيع أسلحة لتايوان.
المتحدث بينغيو قال في بيان إن “الصين ستتخذ بحزم إجراءات مضادة، مشروعة وضرورية، في ضوء الوضع المستجد”.
أضاف بينغيو أن الصين تدعو الولايات المتحدة إلى “الإلغاء الفوري” لمبيعات الأسلحة إلى تايوان “خشية أن تؤثر بشكل أكبر على العلاقات مع الولايات المتحدة وكذلك على السلام والاستقرار في مضيق تايوان”.
في المقابل أكد متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن هذه المبيعات “تخدم المصالح الاقتصادية و(مصالح) الأمن القومي للولايات المتحدة من خلال دعم جهود (تايوان) لتحديث قواتها المسلحة”.
أضاف المتحدث الأمريكي أن مبيعات الأسلحة هذه “ضرورية لأمن تايوان وسنواصل العمل مع صناعة الدفاع لدعم هذا الهدف”، كما وجه دعوة إلى الصين لـ”إنهاء ضغوطها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية على تايوان والدخول في حوار بدلاً من ذلك” مع تايبيه.
يُشار إلى أنه لإتمام هذه الصفقة يجب أن تحصل على موافقة الكونغرس، وهو أمر شبه مؤكد، لأن الدعم العسكري لتايوان يتمتع بتأييد واسع في صفوف المسؤولين المنتخبين من كلا الحزبين.
تعكس هذه الصفقة دعم إدارة الرئيس جو بايدن المستمر لتايوان، مع مواجهتها ضغوطاً من الصين، التي لم تستبعد أبداً استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة.
يُذكر أن الصين تقول إن علاقاتها مع تايوان شأن داخلي، وتحتفظ بالحق في إخضاع الجزيرة، فيما ترفض تايوان مزاعم الصين، وتقول إن شعب تايوان هو الوحيد الذي يمكنه تقرير مستقبله.