فوزه بجائزة أفضل نص مسرحي في (مهرجان طقوس المسرحي)
فاز نص مسرحية (المركب) من تأليف الفنان المسرحي سلام الصكر كأفضل نص مسرحي وحاز على شهادة ودرع الفوز في الدورة 15 لمهرجان طقوس المسرحي في الاردن، والذي تشرف عليه وزارة الثقافة ونقابة الفنانين بالمملكة الاردنية،
هذا العمل المسرحي قدمته فرقة أجيال المسرحية الليبية في المهرجان، وسبق للعمل المشاركة في المهرجان المغاربي بتونس عام 2018 وحصل علي جائزة أفضل عرض والمسرحية من اخراج الفقيد شرح البال عبد الهادي، وتمثيل الفنانين يقين عبد المجيد وعز الدين الدويلي، أما النص فهو من تأليف سلام الصكر.
تحدث البرفسور بلال الذيابات رئيس قسم الدراما بجامعة اليرموك الأردنية عن مسرحية المركب، وفي معرض تحليله لها خلال الندوة النقدية الخاصة بالعرض، أشاد بنص المسرحية مؤكدا على ما أمتاز به النص كونه كتب بلغة سلسة، ومتانة تسلسل الأحداث وعنصر التشويق المستمر طيلة عرض المسرحية، كون الحوار في النص رائع وله تأثير مباشر على المتلقي، حيث كانت فكرة العمل ومضمونه يحمل قيما إنسانية، فهو عمل نسيجي متسلسل بانتظام، كما أشاد بالتمثيل.
هذا الإنجاز يدعونا للفخر بالفنان القدير سلام الصكر حيث عرفناه ممثلا ومخرجا مبدعا، واليوم يفوز بأفضل نص مسرحي مما يعني أنه يملك مواهب متعددة، لكن للأسف غاب الإعلام عنه ولم يسلط الضوء على منجزه الإبداعي هذا، وخصوصا إعلام الدولة الرسمي وغير الرسمي، من أجل ذلك نلتقيه اليوم لنبارك له هذا الفوز ونتوجه اليه ببعض الأسئلة:
- من أين نبدأ، لنقول كيف طرقت باب التأليف المسرحي ومتى، وماذا كتبت من نصوص…؟
- ان ما دفعني لكتابة النص المسرحي هي ظروف تاريخية عشتها في جبال كردستان العراق أجبرتني على محاولاتي الأولى لكتابة النص المسرحي هناك وأنا مطارد من سلطة دكتاتورية، كنت مفتقدا ليس للنص المسرحي، بل حتى لأوراق بيضاء لأدون أفكاري فيها.. ظروف صعبة أجبرتني على محاولاتي الأولى في كتابة النص المسرحي، فكانت مؤلفاتي (مذكرات نصير) و(كاوة والتنين) و(جداريات) وكانت (قصة حب) وغيرها من النصوص التي استنبطتها من حكايات وأساطير الشعب الكردي، وأي سعادة وأنت تقدم أعمالك في القرى للفلاحين وعوائلهم.. إنها مرحلة شكلت أسلوبي في المواضيع التي أقدمها، حيث أفتقد لأغلبية عناصر العرض المسرحي.. حيث أخضعتها للمتوفر من عناصرها في الطبيعة الجبلية.. فكان الفقر في السينوغرافيا والإنارة وخشبة المسرح، إلا الجمهور الذي كان يحضر العروض ليشاهد ويتساءل عن هذا الفن ويتساءل عن الأجوبة المطروحة ومواقف الشخصيات ودوافعها.. معتمدا على قدرات الممثلين في الصوت والألقاء وليونة الجسم، أنه مسرح فقير بإمكانياته ليس برغباتنا، وهذا ما شكل أسلوبي اللاحق في طريقة إخراجي لأعمالي اللاحقة في سوريا ومن ثم في السويد، فكتبت عدة أعمال منها (العارف) وهي سيرة ذاتية للعالم عبد الجبار عبد الله، ومسرحية (الواهب) وهي سيرة الشهيد ستار خضير، وتوالت النصوص لأكتب (عند الحافة) و(المركب)، ان ما يجمع نصوصي هو المواضيع الإنسانية وما يعانيه شعبنا، طارحا الأسئلة المتعددة والعميقة لتشكل حافزا للتفكير والوعي.
- برأيك ما هي المضامين الأساسية والمهمة لاختيار مسرحية المركب كأفضل نص مسرحي من قبل لجنة التحكيم …؟
- عند الحديث عن نص مسرحية المركب، لابد ان أذكر ان هذا النص قدمته فرقة ينابيع المسرحية بكادرها المبدع ((نضال عبد الكريم وسلام الصكر وصلاح الصكر ورتاب الاميري))، فهو نظرة تحليلية للصرعات التي تتولد لدوافع ثانوية كالطائفية والعرقية والمناطقية ودوافعها والمؤججين للخلافات والمستفيدين منها.. فالمركب المتهالك والممزقة أشرعته هو العراق لتقدمه فرقة ينابيع في دول ومدن متعددة، والمركب هو ذاته كانت ليبيا والفرقة الليبية والفنانين ((يقين وعز الدين الدولي ومخرجهم الراحل شرح البال))، التي أبدعت حقا في تقديمه، ليعيش فيه النقيضان في وحدة لا يمكن لحياتهما أن تستمر دون ان يكونا متعاونين ومتحابين، لتزول الكراهية ويكتشفا جمال بعضهما البعض وليسير مركبهما فهو يتسع للأثنين.
- أي أن المسرحية أرادت أن تقول (لتزول الكراهية ويكتشف الجميع جمال بعضهم وليسير مركبهم وسط أمواج البحر الهائج).. كيف استقبلت الفوز، وما تقييمك للمهرجان…؟
- إن سماعي لاختيار نص المركب من قبل لجنة حكام رفيعة المستوى وفي مهرجان مسرحي هام في عمان عاصمة الأردن، أفرحني وأسعدني جدا، فهو ثمرة جهد فكري وإبداعي كبير، وكنت أظن وهذه أخلاقية فنانينا ومبدعينا الفرح لأي منجز يرفع من سمعة العراق وفنانيه، الا أن ما حصل بعد الاعلان هو تهميش أسم الحائز على جائزة أفضل نص (المركب) إعلاميا من قبل الوفد العراقي المشارك في المهرجان ومديرية السينما والمسرح ووزير الثقافة، وهذا ما حصل بعدما تم نشر الخبر في النشرات الاعلامية ليحزنني، وأخيرا أقول ان مستوى التطور الحضاري والأخلاقي لأي شعب يعكسه الفنان وأخلاقيته، وان الوطنية وحبنا للعراق توجب سعادتنا بكل منجزات شعبنا وخصوصا في المجال الثقافي..
في الوقت التي تدعى فيه فرقة ينابيع المسرحية الى مهرجانات مسرحية أوربية وعربية وتحصد الجوائز، ألا انها لا تدعا لبلدها العراق لتقديم عروضها فيه.
- ما هو جديد الفنان سلام الصكر، وما تود قوله…؟
- نشكر كل محبي مسرحنا العراقي الأصيل ودعمهم غير المحدود لفرقتنا للاستمرار في تقديم عروضها في دول ومدن متعددة، ولا يسعني الا ان أحيي فريق فرقة ينابيع المسرحية، وهم يبذلون أقصى الجهود لتلبية الدعوات التي نتشرف بها، وأولها دعوة كريمة من المغرب وفي مدينة مراكش الحمراء لتقديم مسرحية (المركب) ونحن بصدد التمارين على مسرحيتنا اللاحقة وهي (سوادين عراقية).
صور للمقال: