في اكتشاف “ثوري” جديد توصلت دراسة علمية إلى أن اختبار دم بسيطاً يمكنه الكشف عن السرطان بمختلف أنواعه لدى المرضى قبل أن تظهر عليهم أعراض واضحة، حسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الأحد 11 سبتمبر/أيلول 2022.
أُجريت دراسة The Pathfinder، التي تقوم على اختبار “غاليري” Galleri لفحص الدم، على أكثر من 6600 بالغ، تتراوح أعمارهم من 50 عاماً، وما فوق، وقد تمكن الفحص من الكشف عن إصابة محتملة بالسرطان لدى 92 حالة منها.
كانت كثير من تلك الحالات لا تزال في مراحل مبكرة من الإصابة، ونحو 75% منها لم تُفحص بانتظام من أجل الكشف عن السرطان.
الكشف عن السرطان بشكل مبكر
يعتمد اختبار “غاليري” للكشف المبكر عن الإصابة بالسرطان على البحث عن الحمض النووي لخلايا السرطان في الدم. وهذه أول مرة يكشف فيها عن نتائج الاختبار للمرضى وأطبائهم من أجل توجيه فحوص السرطان وسبل العلاج المتاحة.
فيما أكَّدت الفحوص بعد ذلك وجود أورام أو إصابة بسرطان الدم لدى 35 شخصاً، أي نحو 1.4% من المشاركين في الاختبار. وكشف الفحص أيضاً عن نوعين من السرطان لدى امرأة مصابة بورم في الثدي وفي بطانة الرحم.
بينما وصفت “هيئة الخدمات الصحية البريطانية” NHS اختبار “غاليري” للدم بأنه “إنجاز غير مسبوق”، وأشارت إلى أنه من المقرر أن تعلن الهيئة العامَ المقبل عن نتائج دراسة كبرى للاختبار شارك فيها 165 ألف شخص.
يأمل الأطباء في أن يسهم الفحص الجديد في إنقاذ الأرواح؛ من خلال الكشف عن السرطان في وقت مبكر يجعل الجراحة والعلاج أكثر فاعلية، إلا أن التقنية لا تزال قيد التطوير.
قالت الدكتورة ديب شراغ، الباحثة البارزة في الدراسة من مركز ميموريال سلون كِترينغ لأبحاث السرطان بالولايات المتحدة، في اجتماع للجمعية الأوروبية لطب الأورام، في باريس: “الرائع في هذا النموذج الجديد أنه كشف عن أنواع مختلفة من السرطان لم يكن لدينا فحص قياسي لها”.
الوصول إلى المكان المحتمل للمرض
لا تقتصر قدرات الاختبار على الكشف عن السرطان، وإنما الإشارة إلى مكانه المحتمل أيضاً، ما يُتيح للأطباء متابعة الفحوص اللازمة لتحديد مكان السرطان والتثبت منه.
كما قالت شراغ: “إن الإشارة إلى منشأ الورم في غاية النفع لنا من جهة تقليص الوقت والمجهود. فالعادة أنه عندما كانت تظهر نتيجة فحص الدم إيجابية، كنا نحتاج إلى نحو 3 أشهر بعدها من الفحوص قبل إجراء عملية جراحية”.
فيما كشف الاختبار عن 19 إصابة بورم صلب في أنسجة الثدي والكبد والرئة والقولون، وتمكن من تحديد إصابات بسرطان المبيض والبنكرياس، والتي عادة ما تُكتشف في مراحل متأخرة، وتكون معدلات النجاة منها ضعيفة.
مع ذلك، أشارت شراغ إلى أن اختبار الدم الجديد ليس جاهزاً لفحص المرضى على نطاق واسع، لكنه “ينطوي على لمحة عما قد يحمله المستقبل لنا من نهج مختلف تماماً لفحوص السرطان”.