الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتخالد ديريك : حوار أجراه مع الشاعر والكاتب تورجين رشواني

خالد ديريك : حوار أجراه مع الشاعر والكاتب تورجين رشواني

تورجين رشواني: لم أطبع الكثير من كُتبي لأسباب اقتصادية … والمرأة هي العالم وهي الخليقة

الشاعر والكاتب تورجين رشواني: أنا متأثر بالشاعر الكُردي “ملاي جزيري” حتى الثمالة

ينتمي حسن عز الدين شيخموس الملقب بـ “تورجين رشواني” إلى عائلة كُردية كادحة وفقيرة من مواليد مدينة قامشلو ـ سوريا عام 1958

درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في قامشلو ثم ألتحق كلية الآداب بجامعة دمشق ـ قسم الجغرافيا، لكنه لم يكمل دراسته الجامعية لظروف خاصة.

بدأ بكتابة الشعر في الثمانينيات من القرن الماضي ثم دخل في ميدان كتابة القصة القصيرة والمسرح، ترأس فرقة “نوجين” الفلكلورية عام 1984

له من الكتب المطبوعة: ـ ديوان شعر كُردي بعنوان “ليلاز” ـ مجموعة قصصية كُردية بعنوان “ديمنك نو” ـ كتاب بحث ونقد وترجمة كُردي عربي بعنوان “جكرخوين إلى أين” ـ كتاب بحث بعنوان “اومريان تاريخ وجغرافيا “

الكتب غير المطبوعة: له أكثر من خمسة عشر ديوان شعر كُردي جاهز للطبع، والعديد من المقالات عن المرأة وأمير السينما الكُردية “يلماز كوني” وعدة مسرحيات وتمثيليات صورت في الثمانينيات مثل مسرحية “دينو”

 كما إن الكثير من قصائده تم تلحينها وغناءها من قبل الفنانين الكُرد. ولا يزال قلمه ينبض إلى هذه اللحظة.

حوار مع الشاعر والكاتب تورجين رشواني/ خالد ديريك

عن بداية نشأته وتكوينه الأدبي، يقول: وضعت اللبنة الأولى لتكويني الأدبي عندما كان والدي يناولني مصروفي اليومي الذي لم يكن يتعدى (فرنك) سوري أي خمسة قروش وأنا كنت بدوري أضعها في جرة صغيرة، وكل فترة كنت أكسر الجرة وأذهب إلى المكتبات لأشتري بها كتبًا لكي أقرأها، وبعد اطلاعي على دواوين الشاعر الكُردي جكرخوين، صممت أن أدرس اللغةالكُردية إلى جانب العربية ولم يساعدني أحد أبدًا، وعند قراءتي للشعر الكُردي ولا سيما كنت شغوفًا ومحبًا للشعر والفن إلى حد بعيد وعليه بدأت بكتابة بعض الأبيات الشعرية فرأيت إنها جيدة، خصوصًا عندما كتبت قصيدة (سورتي دوستي من دي) وصارت أغنية مشهورة، أدركت حينها إني وضعت اللبنة الأولى لمشواري الأدبي.

برى الأستاذ رشواني أنه يجب أن يتوفر في الشاعر والكاتب عدة الشروط وهي: لا يولد شيء من الفراغ وأيضًا الشعر والكتابة يجب أن تتوفر فيهم عدة شروط بحيث تتوحد في بوتقة واحدة حتى تستطيع أن تكون شاعرًا وكاتبًا، أما شرط أو شرطين لا يمكنك منها فمثلًا الموهبة هي من شروط الشعر والكتابة، لكن الموهبة وحدها لا تجعلك تصل إلى ما تريد بالإضافة إلىالموهبة وصقلها يجب أن يكون لك خلفية ثقافية أيضًا، أكثر الأحيان تتفتق الموهبة من المعاناة فكل ما ذكرته يجب أن يتحد في شخص الشاعر والكاتب فالموهبة وحدها أو الخيال وحده أو الثقافة وحدها أو العلم وحده لا تسطيع أن تكون أو تصنع منك كاتبًا وشاعرًا فالكاتب والشاعر يجب أن يكون مثقفًا وملمًا وموهوبًا بالفطرة، أي أن يتصف بواسع الخيال والإكثار منالمطالعة العامة في كل شيء.

بنية الشعر الكُردي مميزة، وللشعر الكُردي خصوصية، ويشرح بالأمثلة: بنية الشعر الكُردي مميزة وتختلف عن بنية الشعر العربي والتركي والأوربي ويتجلى ذلك في ثلاثية ورباعية وخماسية وسداسية الأبيات، ويتجانس مع الشعر الكُردي فقط الشعر الفارسي، ونشاهد ذلك في رباعيات الخيام والجامي والشيرازي.

وللشعر الكُردي خصوصية مميزة حيث جميع أنواع الشعر الكُردي يصلح للغناء بينما في اللغات الأخرى لا يتحقق هذا الشرط، ثانيًا، ما يميز الشعر الكُردي عن بقية الأشعار هي القافية فالقافية الكُردية تأتي الكلمة كاملة قافية بينما الأخرى تأتي حرفًا فقط، مثال للشعر العربي

(وَأطْلَسَ عَسّالٍ، وَما كانَ صَاحباً،  دَعَوْتُ بِنَارِي مَوْهِناً فَأتَاني

فَلَمّا دَنَا قُلتُ: ادْنُ دونَكَ، إنّني  وَإيّاكَ في زَادِي لمُشْتَرِكَانِ)

نرى القافية فقط هو حرف النون والياء لتثنية بينما نرى في مثال للشعر الكُردي (صباح الخير خاني من                     شاهي شيرين زباني من) نلاحظ أن كلمة “خاني من” وكلمة “زباني من” كلها قافية وهذا ما لا يتجلى في أشعار الشعوب الأخرى.

يتابع: الشعر الكُردي عامة والغنائي خاصة لهما خصوصية جميلة فلننظر إلى غناء الملاحم (شر) نرى كلماتها لا تدخل في سياق الشعر لكنه غناء فالكلمة الواحدة في اللغة الكُردية هي حروف صوتية موسيقية صالحة للغناء.

أهم الفنانين الذين غنوا من أشعاره: الذين غنوا من أشعاري بالحقيقة هم كثر لدرجة لا أذكر أسماء الكثيرين منهم لكن أذكر منهم:

1-محمد أمين جميل 2-سيبان 3 ـ لقمان داري 4-عدنان سعيد 5-حمزة حاجان 6ـ روني جزراوي 7-سليمان نذير 8-حسن يوسف 9 -ريزان أوسي  10 ـ شيرين  11 ـ الفنانة دانة 12 -فريد زيدان 13 -رضوان حقي وغيرهم.

كتب بعض المسرحيات وتم تمثيلها وتوزيعها منذ الثمانينات: كتبت بعض المسرحيات والتمثيليات وقد مثلت وصورت ووزعت ضمن كاسيتات فيديو في عام 1985 مثل تمثيلية بعنوان (دينو) أي المجنون والتمثيلية هي باللغة الكردية.

يوضح الفروقات بين الكتابة المسرحية والقصصية على الشكل التالي: وما يميز المسرح عن القصة هناك فروقات واسعة وكتابة المسرحية أصعب من كتابة القصة لأن المسرحية هي قصة ويضاف إليها سيناريو وتوزيع أدوار وانتقاء المكان والزمان، ولغة المسرحية غير لغة القصة فلغة المسرحية حركية الجسد والروح بينما القصة أما أن تكون سردية أو محكية نثرية.

يعرف الأستاذ تورجين رشواني الشاعر الكُردي جكرخوين من خلال الكلمات التالية: جكرخوين هو لقب لشاعر كُردي سوري مشهور واسمه الحقيقي شيخموس حسن تأثر بالشاعرين الكُرديين أحمدي خاني وملاي جزيري، وله أكثر من عشرين عمل كتابي بين شعر وقاموس ودراسة التاريخ، وله الفضل الأكبر بتفتق الوعي القومي للشعب الكُردي في سوريا.

أما محتوى كتابه “جكرخوين إلى أين”: محتوى كتابي فيه لمحة عن تاريخ حياته، وقد عالجت مواقف الشاعر جكرخوين في شتى المجالات مثلًا موقفه من المرأة ومن العمال والفلاحين، ونظرته إلى رجال الدين إضافة إلى جانبه القومي والوطني. أيضا تطرقت إلى أسلوبه الأدبي وعاطفته وموسيقاه الشعرية وهكذا طبعًا لكل موقف شواهد بيت أو بيتين من قصائده ذاتالصلة ومكتوبة بالكردية ومن ثم قمت بترجمتها إلى العربية بالإضافة إلى القصة الشعرية والملحمة الشعرية وأشياء أخرى ….

يكتب الأستاذ تورجين رشواني عن المرأة لأنه يعتبرها سبب الوجود وبالتالي هي كل شيء: إذا كان لديك فيلا وقصر لكن غير مسكون ما نفعه، وإذا كان لديك تمثال وليس فيه روح فالمكان الذي لا توجد فيه امرأة اعتبره صحراء قاحلة فالمرأة هي العالم وهي الخليقة لولاها لما كان وجودنا.

وصدق من قال النساء رياحين وكلكم يشتهي شم الرياحين، ولا ننسى إنها المدرسة والمربية والولادة وهي كل شيء فهل هذا قليل لنكتب عنها.

تأثر الشاعر تورجين رشواني بعدد من الشعراء مثلما تأثر بعض به: أنا متأثر بالشاعر الكُردي “ملاي جزيري” حتى الثمالة لدرجة إحدى المرات ألقيت قصيدة من قصائدي وبعد انتهائي قال لي أحد الحضور: والله قصائد ملاي جزيري رائعة! لم يدر إنها قصيدتي. أما من غير الكورد، لقد تأثرت بالشاعر الفرنسي ” بول إيلوار” وبالشاعر عمر الخيام. وأيضًا هناك كثيرونمتأثرين بي ولا أود أن اذكر أسماءهم وبعضهم قد حفظوا قصائدي عن ظهر قلب.

له كتب باللغتين العربية والكُردية وأخرى مختلطة: بعض من مؤلفاتي هي باللغة الكُردية وبعضها بالعربية وأخرى مختلط كُردي عربي، أما جميع دواويني الشعرية هي باللغة الكُردية. ولم أطبع الكثير من كُتبي لأسباب اقتصادية بحتة لا لسبب آخر.

مضامين إبداعاته: مضمون إنتاجي الشعري متنوع وقد تطرقت فيه جميع الأبواب، لقد عالجت فيه الجانب القومي والاجتماعي والديني والفكري والمرأة والعلم …. إلخ.

لا يرى الأستاذ تورجين رشواني نفسه لغويًا، لكنه نظم دورات للغة الكُردية وألف قاموسًا: لا أستطيع أن اسمي نفسي لغويًا لكن أنا أفقه من الذين يتباهون بمعرفتهم باللغة الكُردية، وقد قمت بإعطاء دورات لطلاب جامعيين ومحامين وحقوقيين وتخرج الكثير من هذه الدورات، بالإضافة ألفت قاموسًا ببعض الأسماء الكُردية ومعانيها باللغة الكردية والعربية وقدمت بعضالتنبيهات والنصائح على صفحات التواصل الاجتماعي.

يبدي تفاؤله عن وضع الأدب الكُردي قائلًا: وضع الأدب الكُردي أحسن من قبل وقد تعلم الكثيرون قراءة اللغة الكُردية، مقارنة بالفترة القديمة هي جيدة لكنها لم تصل إلى نصف المستوى المطلوب فأغلب الكتاب يقعون في أخطاء فادحة لذا نحن نسير على الخطا وأتمنى أن نصل إلى ما نريده في القريب العاجل وهناك بوادر إن شاء الله.

طموحاته: لم يصل أي إنسان إلى مبتغاه وأنا واحد منهم وطموحاتي كثيرة لكن اليد قصيرة.

يختم الشاعر والكاتب تورجين رشواني الحوار بالقول: أنا تورجين رشواني أتقدم بالشكر الجزيل على هذا الحوار الممتع متمنيًا لكم في مسيرتكم كل الرقي والتقدم. لكم فائق محبتي وتقديري.

 

حوار أجراه: خالد ديريك

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular