ينمو صغار بعض الحيوانات. داخل قشرة البيضة الصلبة التي تسمح بمرور الأكسجين الأساسي للوظائف الحيوية؟ وتوفر بيضة الطيور والحيوانات التي تبيض البيئة المناسبة لنمو صغارها من حيث الحرارة والغذاء، الأمر الذي يشابه وظيفة الرحم عند الإنسان بالنسبة للأجنة لحمايتها وتأمين نموها إلى حين خروجها إلى العالم. أما بالنسبة للتنفس فتلك مسألة أخرى.
يلعب بياض البيض دوراً وقائياً بالإضافة إلى أنه مصدر للبروتين، بينما يحافظ الصفار – أو المح – في البيضة على الدفء وتوفير العناصر الغذائية اللازمة لنمو الجنين داخلها. لكن ماذا عن الأكسجين؟ هل سبق لك أن تساءلت كيف بإمكان الفرخ/ الكتكوت، أو صغير بعض الزواحف كالسحالي أو التماسيح، التنفس أثناء وجوده داخل البيضة؟
الكتكوت الموجود داخل بيضة سيختنق ويموت إذا وضعت البيضة في الماء، ما يؤكد قدرة الجنين داخل البيضة على امتصاص الأكسجين من الهواء خارج البيضة عبر مسام ضيقة في قشرة البيضة الخارجية والغشاء الرقيق تحتها، ويحقق ذلك بمساعدة حقيبة غشائية (غشاء المشيمة chorion، وغشاء الأمنيون amnion، وغشاء السقاء allantois)، التي ترتبط في أحد طرفي أمعاء الكتكوت، في حين تقع النهاية الأخرى على مقربة من السطح الداخلي لقشرة البيضة. ثم ينتشر الأكسجين عبر القشرة وعبر الأوعية الدموية في الكيس. كما يطرد ثاني أكسيد الكربون الناتج خارج البيضة بنفس الطريقة، وهذا الأمر ضروري لصحة الكتاكيت، إذ أن الاحتفاظ بتلك الفضلات داخل البيضة والسماح لها بالتراكم بمرور الوقت قد لا يكون ما يفضله الكتكوت. وعندما يفقس الكتكوت، يترك غشاءه المشيمي خلفه مرتبطًا بقشرة البيضة من الداخل، بحسب ما نشره موقع صحيفة “الغارديان” البريطانية.
هذه هي إحدى أروع الأشياء في علم الأجنة، إذ تكتشف المزيد من القواسم المشتركة مع الحيوانات الأخرى أكثر مما كان الإنسان يعتقد في السابق. بشكل مماثل للثدييات المشيمية، في الرحم، تسمح المشيمة والحبل السري بالحصول على الغذاء والأكسجين الذي تحتاجه الأجنة من دم الأم، والتخلص من الفضلات بنفس الطريقة.