الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeاراءشؤون وشجون ايزيدية : عزيز شمو الياس

شؤون وشجون ايزيدية : عزيز شمو الياس

 

1
بوصلة

لا شك في صحة كلام الزعيم الصيني (ماو تسى تونغ ١٨٩١- ١٩٧٦) حينما قال (طريق الف ميل يبدأ بخطوة) لكن أضيف ‘ شرط أن يكون مسيرة المرء نحو قبلته بالاتجاه الصحيح ‘ كي تصبح جملته الشهيرة منطقية اكثر من جهة وتلافيا لما لا نحمد عقباه حينما تكون البوصلة غير سليمة وعاجزة في تحديد الاتجاهات لمجاميع بشرية تسير كل في اتجاه يختاره قدواتهم من جهة أخرى ..؟!
لذا ليس اتهام لاحد حينما ندون’ بهذه الحالة يتحمل مسؤولية ضياعنا نحن أبناء الديانة الايزيدية في المجهول قادتنا الذين اكتسبوا الزعامة وراثيا ابا عن جد، القائمين على قراءة البيانات وتعميم التعليمات الخاصة وإصدار الأوامر بتحديد اتجاه البوصلة لمسيرة الرعية، لا غيرهم لينتهي بنا الحال ما نحن فيه الآن من فوضى وتشرذم رغم المتاعب والتضحيات الجسام التي قدمت وتقدم من أجل الوصول لشاطىء الأمان والالتحاق بركب الحضارة الإنسانية اسوة بغيرها من الشعوب والامم. لقد كانت مهمة شاقة وعسيرة كونها كانت مسيرة الف ميل او اكثر قطعها أجيال الآباء والاجداد ونكملها نحن الجيل الجديد (الجيل الحالي) وربما (سيلحقنا) في إكمال المسير الاجيال القادمة، اجتماع يلي الاخر، ندوات وموتمرات عديدة، جمعيها (السابقة والحالية) كانت عقيمة وغير مجدية بسبب فقدان – (ممثلينا الرسميين) السادة الذين في مواقع المسؤولية عن الايزيدية كديانة وعن الايزيديين كشعب ومجتمع – للبوصلة والاختيار الحر (الاستقلالية)، نعم.. الكلمات التي تلقى في الاجتماعات منطقية، والبيانات الصادرة تثلج الصدور، لكن للأسف تنقصها الأفعال وكما نعلم ان العبرة في تنفيذ الوعود والقرارات لا مجرد شعارات براقة وابواق الاعلام المزيف، والواقع يقول شيء اخر، تعليمات اشبه بأوامر واجب الالتزام بها من جهات متنفذة والحفاظ على التوازن وديمومة المصالح مهما كان الظرف، تمر الأيام والشهور والسنين، لا جديد في الافق غير المزيد من تحطيم الهمم ونزف الجهود وهدر الامكانيات والضياع صوب هاوية اللا-اتجاه، مواطنون عند الطلب خاصة ايام الانتخابات، الخذلان عند تخوم اللاعودة، الشعور السلبي بالإهمال والغبن ثم الاستسلام للمرض المزمن المصاب به شخصية الايزيدي (فقدان الارادة).
اخيرا وليس اخرا ورغم كل هذه المأساة وشعور باليأس، نقول مبارك كل حركة وأي نشاط أيزيدي متى واينما كان خاصة حين تكون في سبيل البدء بعملية الإصلاح ومراجعة الذات وتصحيح المسار نحو الافضل بدلا من الاستمرار على النهج القديم حيث التأجيل وسياسة مسك العصا من المنتصف (رغم تأخر الخطوة) ونتمنى تليها خطوة البحث عن الحلول وتهيئة بيئة مناسبة ومناخ ملائم لبدء مرحلة العلاج الناجع (الخطوة الجوهرية) التي تكمن في (التغير).

٢

الكبش ( بەران)

يروى الكاتب والطبيب والراهب الفرنسي “فرانسوا رابلي 1494- 1553 م ” واحد مؤسسي النهضة الحديثة في اوروبا قصة رجل يدعى “بانورج” كان في رحلة بحريّة على متن سفينة وكان على نفس السفينة تاجر الاغنام “دندونو” ومعه قطيع من الخرفان المنقولة لغرض البيع.
كان “دندونو” تاجرًا جشعًا لا يعرف معنى الرحمة والإنسانية،
وعلى اثره حدث شجار على سطح المركب بين الاثنين، صمم “بانورج” أن ينتقم من التاجر الجشع، فقرّر شراء الخروف الأكبر (الكبش – بەران) من التاجر بسعرٍ عالٍ وسط فرحة وسعادة (دوندونو) بالصفقة الرابحة، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان حين أتت ساعة الانتقام وفي مشهد غريب أمسك “بانورج” بزعيم الخراف ( الكبش – بەران) من قرنيه الاثنين ليلقي به في عرض البحر، فحدثت المفاجأة حيث اصطفت الخرفان جميعا بسلاسة وانتظام ليلقوا انفسهم خلفه وينالوا نفس المصير الهلاك (الغرق).
ومنذ ذلك اليوم تعرفت الإنسانية على تعبير جديد ومصطلح حديث يسمى ب”خرفان بانورج”.
هنا لا تستغرب عزيزي القاريء (عذرا) كونك مواطنا من الشرق اللعين حيث تسوده السلوك العشائري الغير متمدن والولاء الديني الأعمى – العقائدي البغيض، ان يحذو عدوك بافعال السيد (بانورج) بشراء ذمة الكبش (بەران) المعتوه للسيطرة على بقية الرعية وضمان الحفاظ على المصالح.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular