اعتبرت جنازة الملكة إليزابيث من بين أكبر المواكب الجنائزية التي شهدتها بريطانيا خلال عصرنا الحالي، بعد الجنازة المهيبة للأميرة ديانا سنة 1997، حيث استمرت الجنازة 10 أيام ابتداءً من يوم إعلان وفاتها وصولاً إلى يوم جنازتها، في الـ19 من سبتمبر/أيلول سنة 2022.
إثر هذه الجنازة المهيبة التي شهدها عالمنا خلال الأسبوعين الماضيين، هناك أشخاص كان هذا الحدث مصدر دخل جديداً أحسنوا استغلاله، فربحوا من خلاله سيولة مادية جيدة.
أساور طابور رؤية الملكة بـ75 ألف دولار
انتشرت عروض لبيع الأساور التي كانت مخصصة لطابور الانتظار الخاص بتوديع جثمان الملكة إليزابيث الثانية عبر العديد من المنصات المخصصة للبيع عبر الإنترنت، بتكلفة وصلت إحداها إلى 75 ألف دولار.
الأساور تم إعطاؤها خلال مراسم جنازة الملكة مجاناً، وذلك بغية التمييز وتحديد مواقع الزوار في حال خروجهم عن الطابور لغرض معين، فأصبحت الأساور فيما بعد تذكاراً يعرضه الكثيرون للبيع، ما أثار موجة جدل كبيرة عبر المنصات البريطانية.
حسب تقرير نشر على صحيفة “ديلي ستار” فقد امتلأت مواقع مثل “eBay” و”Facebook” بعروض لبيع هذه الأساور بأسعار متفاوتة، لكنها شهدت أرقاماً كبيرة، حيث تجاوز العرض على أحد الأساور 75 ألف دولار أمريكي.
منع موقع “إيباي” بيع السوار فيما بعد، حيث عبر من خلال صفحة حسابه على موقع التويتر أن عرض السوار المجاني للبيع مخالف لقواعد الموقع وسياسته.
هذا التصرف تسبب في عدة ردود أفعال من قبل محبي الملكة إليزابيث، معبرين عن أن هذا التصرف هو قلة احترام لها ولا يليق بمكانتها، فيما يرى البعض الآخر ألا مشكلة في استغلال هذا الحدث لجني بعض الأموال، فحسب قولهم: “الملكة جنت الكثير من الأموال خلال حياتها، فلا مشكلة في بيع أساور طابور جنازتها”.
حيث صرحت مواطنة بريطانية تدعى “أماندا” لصحيفة “ديلي ستار” أنه في ظل أزمة تكاليف المعيشة التي تبدو أنها منسية، يكافح الجميع من أجل إطعام أطفالهم وتدفئة منازلهم، متحججة أن الملكة لن ترضى أن يتضور أبناء شعبها جوعاً، وأن هذا لا يقلل من احترامهم لها.
وأساور أخرى بـ400 يورو
بالإضافة إلى الأساور السابق ذكرها، كان هناك سوار آخر ذي لون أحمر تم إصداره لأولئك الذين اصطفوا لعدة ساعات للاقتراب من نعش الملكة إليزابيث الثانية، قد وصل سعر بيعه في أحد المواقع إلى 400 يورو، حسب تقرير لقناة “bfmtv” البريطانية.
يتميز هذا السوار عن الذي سبق ذكره ببعض الامتيازات التي تسمح لحامله من الاستفادة منه، حيث سمح بتمكن صاحبه من الدخول إلى بعض الحانات التي تظل مفتوحة في الطريق، أو استخدام المراحيض التي تم تركيبها خلال المراسم.
ما جعل منه أحد الرموز التذكارية التي يبحث عنها محبو اقتناء الأشياء التذكارية، ما دفع البعض لعرضه عبر مواقع متخصصة في البيع عبر الإنترنت، إلا أنه يحظر بيعه بحجة أنه كان مجانياً.
عملات مشفرة تحمل وجه الملكة
كشفت صحيفة “The Washington Post” الأمريكية أن عملات مشفرة عدة رأت النور بعد إعلان وفاة الملكة إليزابيث الثانية، وذلك في محاولة لاستغلال هذه الفرصة في تحقيق أرباح سريعة.
وحسب الصحيفة نفسها فإن العملات الرقمية الافتراضية أنشئت من قبل مجهولين لديهم إمكانية الوصول إلى بيانات إنشاء العملات، بالإضافة إلى اسم ذكي مرتبط بالحدث يعلق بذهن الناس بسرعة.
تبلغ قيمة هذه العملة المشفرة الخاصة بالملكة إليزابيث الثانية في الوقت الحالي 0.000003 دولار فقط، حيث فقدت قيمتها مع مرور الأيام على جنازة الملكة، حيث أكد المتخصصون في المجال أن قيمتها تراجعت بنحو 30000%.
حيث أكد مستثمرون في هذه العملة أنهم بدوا متفائلين بخصوص أداء العملة، حيث أكد بعضهم تحقيق ربح وصل إلى 50 ألف دولار خلال يوم جنازة الملكة إليزابيث الثانية.
كما أكد بعض الخبراء لـThe Washington Post أن معظم هذه العملات المشفرة عبارة عن مزحة أو عمليات احتيال، يستغل فيها البعض الأحداث لجني أموال بسرعة.
وأضافت الصحيفة نفسها أن المحللين لسوق العملات الرقمية ببريطانيا صرحوا أن الحكومة ملزمة بالتدخل لوقف حالات الغش التي يتعرض لها من يريدون الاستثمار في العملات الرقمية.
حيث تحدث مثل هذه الحالات كثيراً، مثل عملة رقمية ظهرت فجأة وأقبل الناس على شرائها حتى تجاوزت قيمتها 2860 دولاراً خلال 11 يوماً فقط، وفجأة تخلى عنها منشئوها فانخفضت قيمتها إلى الصفر تقريباً، ما كبّد المستثمرين خسارة هائلة.