رئيسي الذي قال في مطار مهرآباد في طهران: “إذا كان لدى أحد ما يقوله، فسوف يسمع، لكن لن يتحمل أحد الاضطراب أو العبث بأمن البلاد وأمن الشعب”، لکنه تناسى أو يتظاهر بالنسيان بأن الشعب قد قال مالديه مرارا وتکرارا للنظام ولکن من دون أية نتيجة وإن هذه الاحتجاجات هي في الحقيقة نتيجة وإنعکاس لحالة اليأس الکامل للشعب من هذا النظام الذي ليس لايستجيب للمطالب المشروعة للشعب الايراني فقط بل وحتى إنه يتصرف على الضد منها.
قيام القوات الامنية بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين في مدن مختلفة، ووصف هذه الاحتجاجات بشتى النعوت السلبية من جانب مسٶولي النظام وکذلك التهديدات المستمرة من جانب قادة الحرس الثوري والجيش الايراني، تدل على حالة الخوف والتوجس السائدة لدى النظام الايراني من جراء هذه الاحتجاجات التي يسعى النظام الايراني کعادته من أجل قمعها بإستخدام العنف والقسوة المفرطة خصوصا وإن الخطاب السائد للنظام منذ إندلاع هذه الاحتجاجات يستند على التهديد والوعيد والمحاسبة والقصاص.
أکثر مايجعل النظام يشعر بحالة من الخوف غير العادي مما يجري حاليا في إيران، هو تخوفه من أن تعود منظمة مجاهدي خلق لتلعب نفس الدور الذي لعبته لإسقاط نظام الشاه خصوصا وإنه يعترف بأن مجاهدي خلق لها الدور الاهم والاکبر بهذه الاحتجاجات وإمکانية أن تأخذ بزمام المبادرة، وهذ هو سر التهديدات شديدة اللهجة للنظام ضد المسارکەن بهذه الاحتجاجات.
43 عاما من من الظلم والحرمان غير العادي الذي عانى ويعاني منه الشعب الايراني وتمادي النظام في الإيغال بظلمه وقيامه بتوظيف أغلبية إمکانيات وموارد البلاد من أجل إستمرار نهجه وضمان بقاء وإستمرار النظام، جعلت الشعب الايراني يفقد الکثير من جميع النواحي بل وحتى يمکن القول بأن الشعب الايراني صار يقترب أکثر من أي وقت مضى للمرحلة التي لايمتلك فيها شيئا لکي يفقده سوى القيود االتي تکبله منذ 43 عاما.