الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتزلزال  في أوروبا  : تقع في أحضان أحزاب  اليمين المتطرف : جمعة...

زلزال  في أوروبا  : تقع في أحضان أحزاب  اليمين المتطرف : جمعة عبدالله 

 
منذ ما يربو على عقد من الزمان أو اكثر قليلاً  , بدأت تظهر الاحزاب اليمن  الاوروبي المتطرفة , تأتي  من الحديقة الخلفية والهامشية الى الواجهة السياسية المتقدمة والى التنافس الانتخابي . وبدأت  تملك القوة والنفوذ المتصاعد في تغيير  الخريطة السياسية , وأصبحت تهدد احزاب  اليسار والوسط واليمين المعتدل . وأخذت تصعد نحو القمة بطفرات كبيرة وتحوز النجاحات الكبيرة في الانتخابات التشريعية . ان هذه الاحزاب وريثة الفاشية الجديدة في أوربا , التي طمرت منذ الحرب العالمية الثانية , وتظهر مجدداً  خلال هذا العقد المنصرم , في أحياء نشاطها السياسي والشعبي  , وتنجح في التنافس في  النتائج الانتخابية التشريعية  , وتتسلم مقاليد    الحكم من الأحزاب الأوروبية  التقليدية . وتصبح احزاب حاكمة كما حدث في هنغاريا وبولندا والسويد . وجاء الدور على إيطاليا اليوم ,  لتقع في احضان اليمين المتطرف , العنصري المعادي للهجرة  والمهاجرين .
ان المناخ السياسي السائد في أوربا  نتيجة الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها , تؤهل أحزاب اليمين المتطرف ان تأخذ زمام المبادرة , في التعهد في الانقاذ والانفراج في الازمة الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها أوروبا في هذه الظروف الحرجة . وتروج في دعايتها الانتخابية والسياسية , بأنها ستنقذ البلاد من العبء الثقيل في تدفق الهجرة والمهاجرين , وهي تحملهم المسؤولية الكبيرة في  الازمة الاقتصادية والمعيشية , وتتعهد في انقاذ البلاد من جرائم وارهاب اللاجئين , واستهتارهم بالمجتمع الأوربي ثقافته وطابعه الاجتماعي  , من السلوك الشاذ والشائن من بعض المهاجرين في فرض ثقافته وعقليته السلفية على المجتمع الأوربي . 
Kan vara en bild av 8 personer och personer som står
والأحزاب اليمينية المتطرفة تحمل لواء العداء للهجرة والمهاجرين . وما حدث في ايطاليا باكتساح نتائج الانتخابات التشريعية جاء كشيء طبيعي ومنطقي , في الحزب اليميني المتطرف الايطالي ( إخوة إيطاليا ) بقيادة زعيمته ( جورجيا ميلوني  / 45 عاماً ) قد حصل في الانتخابات التشريعية السابقة على 4% من أصوات الناخبين , طفر في الانتخابات التشريعية الحالية  الى 26,44% من أصوات الناخبين هذا الفوز الساحق يؤهل زعيمته ( جورجيا ميلوني ) أن تصبح أول امرأة في إيطاليا  تتولى منصب رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة من أحزاب اليمين المتحالف معها .
أن زعيمة حزب ( إخوة إيطاليا ) متأثرة بأفكار موسوليني الفاشية  ومعجبة به , وهي تحمل لواء الفاشية الجديدة . وقد مارست مختلف الأعمال والنشاطات  الحياتية  قبل ان يصعد نجمها السياسي , وأن تصبح عضوة برلمان ووزيرة الشباب في حكومة ( برلسكوني ) فقد بدأت عملها الحياتي من بائعة الخضار في سوق شعبي , الى ساقية في حانة , الى مربية الاطفال .الى  من  المؤكد  أن  تتولى  رئاسة الوزراء .  وتعهدت بأنها ستغلق  ابواب إيطاليا في وجه الهجرة والمهاجرين براً وبحراً , وكذلك ستنظف إيطاليا من المهاجرين بترحيلهم الى بلدانهم , عكس بريطانيا التي تنوي ترحيل اللاجئين الى رواندا .
ان سياسة العداء للهجرة والمهاجرين أصبحت مقبولة في المجتمع الأوربي , ويفكر بأي طريقة التخلص منهم , بعدما كان يستقبلهم في الماضي بترحاب  ويمنحهم التسهيلات في الإقامة والعمل والسكن والمعونة الشهرية . لكن الجماعات الاسلامية السلفية والمتطرفة , أساءت الى هذه المساعدات الانسانية وتسهيلات اللجوء ,   وبدأت تفرض ثقافتها السلفية والمتطرفة والإرهابية  على المجتمع الأوروبي , وأصبحت منبوذة من المجتمع الأوروبي  برفض تدفق الهجرة والمهاجرين   , وأحزاب اليمين المتطرفة  والعنصرية  , استغلت هذا المناخ السائد  لصالحها , بعدما كانت في الماضي هامشية ومنبوذة بسبب افكارها الفاشية  , أصبحت اليوم المنقذ في  أوروبا , بعد يأس المجتمع الأوروبي من أحزاب اليسار والوسط واليمين المعتدل وخاب أمله فيها  في حل معضلة الهجرة والمهاجرين . تأتي هذه الأحزاب اليمين المتطرف كالبديل المناسب لحل الازمة , وان اوربا آجلاً   أم عاجلاً ستسقط في احضان اليمين المتطرف الأوروبي .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular