الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتانتفاضة الشعب الإيراني ومطالبهم المشروعة من الدول الديمقراطية :نظام مير محمدي

انتفاضة الشعب الإيراني ومطالبهم المشروعة من الدول الديمقراطية :نظام مير محمدي

من السمات البارزة لانتفاضة الشعب الإيراني خلال الأسبوعین الأخيرین واستمرارها طبيعتها القومية والاشتباکات المستمرة. حیث عمّت هذه الانتفاضة 163 مدينة في 31 محافظة إيرانية خلال 14 يومًا.
على الرغم من القمع الوحشي لقوات الأمن القمعیة في طهران والمدن الكبرى، استمرت المظاهرات والهجمات التي يشنها المنتفضون على رموز النظام، مثل الصور الكبيرة لخامنئي وقاسم سليماني، وحرقها وتمزيقها، كل يوم في مختلف أجزاء العاصمة طهران التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة. وبحسب تقرير أعضاء المجموعات المنتفضة، وقد شارك في الانتفاضة المواطنون في 64 من مناطق متفرقة في طهران.
عملیاً، في العديد من المدن، يهاجم شبان متمردون شجعان قوات الحرس القمعيين والمدججين بالسلاح ويجبرونهم على الفرار. وهتف المتمردون في وحدة كاملة للقوى القمعية “خافوا، خافوا، نحن جميعًا معًا”.
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في 24 سبتمبر الحالي أن هذه المظاهرات هي أعنف المظاهرات وأكثرها جرأة التي يتذكرها الناس في إیران. لم يعد الناس يعتقدون أنه يمكن إصلاح النظام.
ميزة أخرى لهذه الانتفاضة هي التركيبة الطبقية ذات المعنى للمتمردين من الكادحين والفقراء إلى الطبقات الوسطى وحتى سكان المناطق المزدهرة. شعارات موحّدة وعامة في عموم البلاد “الموت للطاغية سواء كان ملكا أو زعيما” أو “لا نريد ملكا ولا زعيما” أو “خامنئي قاتل ولايته باطلة”، وكذلك “الموت لخامنئي”…. يمكن سماع هذه الشعارات في الشوارع في جميع أنحاء إيران..
ميزة أخرى لهذه الانتفاضة هي المشاركة الواسعة والفعالة للنساء والرجال، وخاصة الشباب، والتنوع العرقي والقومي والديني في الأراضي الشاسعة لإيران من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال. النساء، وخاصة في العديد من المدن ومناطق الصراع، لهن دورخاص في قيادة الانتفاضة. دور النساء يثبت الكلمات التي قالتها السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية للفترة الانتقالية، في خطابها في 30 حزيران (يونيو) 1995 في تجمع للإيرانيين في قاعة إيرلز كورت بلندن:
«التزم الملالي القامعون للنساء بالقضاء على حقوق المرأة وحرياتها ويسحقون كرامتها الإنسانية. وبهذا يعززون أسس حكومتهم الاستبدادية. لكن يجب أن أقول للرجعيين المعادين للنساء إنك مخطئة جدًا، فلن تحصل أبدًا على ما تريد.
أنتم استخدمتم كل ما في جعبتكم من إذلال وقمع وقهروتعذيب وقتل ضد النساء الإيرانيات، لكن كونوا على ثقة أنكم ستتلقون الضربة القاتلة من نفس المكان الذي لا تفكر فيه على الإطلاق، وبالطبع طبيعتكم المتخلفة لا يسمح لكم بالحساب، ولكن کونوا علی ثقة بأن مشروع الظلم والقهرالذي فرضتم علی الشعب سیتم القضاء علیه کاملة بأيدي النساء الحرائر…
أخطاب جميع اخواتي في عموم أرجاء إيران، و أؤكد مرة أخرى أن النساء اللواتي عانين من تاريخ ومعاناة الاضطهاد الجنسي قبلكم، وكذلك أطفال ورجال ونساء المستقبل، ينظرون إليكم اليوم ويطلبون منكم للقيام بدوركم وتولى المسؤولية في هذا المضمار. التاريخ يعتمد عليكم وأنتم من تتحملون هذه المسؤولية. وأنتم من سيدخل تاريخنا في العصر الذهبي للمساواة والسلام والديمقراطية والتنمية.
تحية لكل الأحرار من الرجال والنساء الذين يدفعون الثمن الباهظ للحرية في كل مكان في العالم.
النصرأمامكم وبانتظاركم وسیکون حليفكم. نعم المستقبل سیکون لصالح ضحایا القهر والقمع ، ودويّ صوتكم سیبقی إلى الأبد.»
لكن ميزة أخرى مهمة للغاية للانتفاضة الأخيرة هي الاعتقاد السائد بين المتمردين من جميع الشرائح والطبقات في حقيقة أن هذا النظام مبني على أسس الجريمة والمجازر ولا يفهم أي لغة سوى لغة القوة والحسم ولا يمكن مواجهته إلا باستخدام قوة ثورية. وانعكست هذه الحقيقة بوضوح في شعارات المشارکین في الثورة في جميع أنحاء البلاد، في شعارات مثل “سأقتل، سأقتل من قتل أختي” و “كلّنا مهسا، نتحدّاکم للقتال”.
بالإشارة إلى هذه الملامح، ذكرت وكالة رويترز للأنباء في 27 إیلول 2022:
“لثلاثة أسباب، تختلف الاحتجاجات الأخيرة في إيران عن الاحتجاجات السابقة.
1- التأييد الشعبي لهذه الاحتجاجات أكثر انتشارًا.
2- الاحتجاجات الأخيرة تقودها النساء.
3- الشجاعة التي ظهرت في هذه المظاهرات غير مسبوقة.
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أنه هذه الثورة ضد نظام یردّ بالرصاص والقتل والمجازر علی صوت معارضة تطالب بالحقوق والمقاومة من أجل حرية وسيادة الشعب، فإن استراتيجية الانتفاضة وإسقاط النظام هي التي تحقق إرادة الشعب.
وفيما يتعلق بشرعية النضال العنيف ضد الحكومات القمعية، قال المهاتما غاندي، الزعيم الراحل لاستقلال الهند: “أعتقد أنه كلما اضطررنا إلى الاختيار بين اللجوء إلى العنف من جهة والتراجع بسبب الخوف من جهة أخرى، يجب أن نقول بکل تأکید”دعونا نختار العنف”.
قال نيلسون مانديلا، الزعيم الراحل لاستقلال جنوب إفريقيا، في جملة ذات مغزى: “المقاومة اللاعنفية فعالة طالما أن خصمك یقبل بنفس القواعد”. لكن إذا قوبل الاحتجاج السلمي بالعنف، تنتهي فاعلیته. بالنسبة لي، النضال اللاعنفي ليس فضيلة أخلاقية بل استراتيجية. ”
الاضمحلال السريع للديكتاتوريات في مواجهة انتفاضة الشعب وثورته حقیقة واقعة. في حالة نظام الملالي، فإن تصريحات زعماء النظام واعترافاتهم وقادة القوات القمعیة في قت لم يمر فيه أقل من أسبوعين على انتفاضة الشعب، یؤکد أن الخوف والرعب مسیطر على جميع افراد وعناصر النظام و قادة القوات القمعية.
لذلك، حان الوقت للدول الديمقراطية الملتزمة بالحرية والديمقراطية للوقوف إلى جانب شعب ومقاومة إيران للإطاحة بالفاشية الدينية الحاكمة في إيران والاعتراف بمقاومة الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام. وفيما يتعلق بانتفاضة وطنية تحرریة هذا هو الحد الأدنى من المهام.
nezammirmohammadi@gmail.com

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular