الإثنين, نوفمبر 25, 2024
Homeمقالاتليست مجرد ذکرى : منى سالم الجبوري

ليست مجرد ذکرى : منى سالم الجبوري

لم تمی ذکرى ثورة تشرين العراقية بردا وسلاما على الميليشيات الموالية للنظام الايراني، حيث أضرم المتظاهرون في هذه الذکرى في جنوب العراق النار في مقرات تلك الميليشيات، وبهذا الصدد، فقد إستولى الاهالي والشبان في الناصرية على جميع مقرات الميليشيات الموالية لإيران وأضرموا النار فيها، بما في ذلك بدر وعصائب وحكمة وحزب الدعوة. كما شن المحتجون هجوما على منزل “ياسر المالكي” من حزب الدعوة في كربلاء.

التعرض لمقرات الميليشيات المذکورة الى جانب حزب الدعوة، تبين بکل وضوح مدى الکراهية التي يکنها الشعب العراقي لهٶلاء وعدم قبولهم بالعمالة والتبعية للنظام الايراني بل وکأن لسان حال الجماهير الغاضبة تقول إنهم يتضامنون مع إنتفاضة الشعب الايراني.

في مدينة بغداد، تحركت حشود من الشباب والمواطنين الأخرين باتجاه ساحة التحرير التي تعد رمزا لثورة تشرين في العراق، واشتبكوا مع القوات الأمنية على الطريق. وحاول المتظاهرون في ساحة التحرير التوجه نحو المنطقة الخضراء عبر عبور الحواجز التي نصبتها القوات الأمنية على الجسور وأسقطوا الثوار بعض الجدران الاسمنتية وإزالة الحواجز المعدنية. وانسحبت القوات الأمنية أمام الشباب في الحاجز الأول لجسر الجمهورية. ولاتزال المعارك مستمرة. وهذا کله يدل على إن المتظاهرين لم يحتفلوا إحتفالا عاديا ورمزيا بهذه المناسبة بل إنهم قد قد أثبتوا عمليا بأن روح الثورة مازالت مستعرة في أعماقهم ولازالوا مصرين على المضي قدما في تحقيق الاهداف الوطنية لها.

من المفيد جدا هنا أن نشير الى إنه وفي الاول من تشرين الاول 2019، وخلال تظاهرات واسعة النطاق طالب المتظاهرون بطرد النظام الايراني من العراق وإنهاء دوره ونفوذه في هذا البلد کما طالبوا أيضا بمحاسبة الفاسدين وسحب أياديهم من المسٶوليات التي يشغلونها في غير صالح الشعب والعراق، غير إن هٶلاء الفاسدين قاموا بإطلاق النار على المتظاهرين وقتلوا أکثر من ألف شخص وأصابوا أکثر من 30 ألفا بالجراح، ويمکن القول بأن الاسلوب الدموي الذي تم من خلاله التصدي للمتظاهرين کان أسلوبا مشابها لذلك الذي يستخدمه النظام الايراني ضد الشعب عندما ينتفض ويحتج ضده.

الحقيقة التي صارت واضحة من خلال الذي جرى في الاول من تشرين الاول الجاري، إن الشعب العراقي لم يتخلى أبدا عن المبادئ التي طالبت بها إنتفاضة تشرين بل وإنه”أي الشعب العراقي” لايزال مصمما ومصرا أکثر من أي وقت آخر على الاستمرار في مقارعته للفاسدين والعملاء الذين يکرسون کل جهودهم لخدمة أسيادهم وليس شعبهم ووطنهم.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular