قصة مسلسل انتخابات أيار انتهت،بعد إن حملت في حلقاته أحداث درامية معقدة للغاية،جعلت الكل في حالة خوف وترقب من حلقاته الأخيرة ماذا سيكون مشهدها الأخير ، هل تحمل مفاجآت ومتغيرات كبيرة ، ونتائجه النهائية كيف ستكون ، بعد معركةاستمرت لأشهر عديدة ، أما أن كاتب المسلسل حدد مصير كل الأبطال كما في السابق ، ووزع الأدوار عليهم كل حسب دوره في الحكومة القادمة،وما حدث من أحداث مجرد زوبعة في فنجان لأسباب عديدة وانتهت القصة ، على أمل العودة في قصة جديدة في الانتخابات القادمة والله اعلم كيف ستكون قصة المسلسل .
لو استطلعنا رأي الشارع من شقين ، الأولى عن أهمية المشاركة في العملية الانتخابية من اجل انتخاب شخصيات ذو كفاءة وقدرة على حل مشاكل البلد ، والثاني دورها في البرلمان والحكومة القادمة في تلبية حاجات الناس الأساسية في ملف الخدمات،ستكون النتائج 90 % لا تبشر بالخير مطلقا،وبحجة ماذا تغير مجرد تغير في العناوين والأسماء ،وشعارات رننه ترفعها من الجميع وقت الانتخابات ، ووعود كاذبة في الإصلاح والتغيير من الكل ، وبمجرد انتهاء الانتخابات ، تنسى أو تصبح من الماضي ، واليوم كل الكتل تتباحث وتتحاور فيما بينها ، من اجل تقاسم السلطة ( الكعكعة ) ، وحالنا نحو الأسوأ .
لكن نجد نسبة 10% من يشارك في الاستطلاع يعقد ذرة أو بصيص الأمل في التغيير ، وهذا الأمل قائم على ثلاثة أمور ، تغير أو خروج مجموعة لا باس بيه من الوجوه القديمة ، وهذه السابقة لم تحدث في الانتخابات الماضية من حيث العدد والأسماء المعروفة من الجميع . وثانيا دخول أسماء جديدة للعملية السياسية ، وبعضها من الكفاءات الوطنية وأهل الخبرة في مجالات شتى المعقود عليها الأمل ، رغم التحديات والصعوبات التي ستواجههم من ضغط وسطوته الأحزاب الحاكمة ، وفصائلهاالمسلحة بطبيعة الحال دورها سيكون حاضر لو فرضت الظروف تدخلهم .
قد يقول قائل ما أهمية خروج ودخول أسماء جديدة للعملية السياسية ، ذهب س واتى ص نفس الحال ، أو هل يستطيعون العمل مع حيتان الأحزاب الحاكمة و فصائلها المسلحة والأيادي الخارجية ستتدخل في الأوقات المناسبة وحسب مصلحتها ومصلحته شركائها .
ليكون جوابا على هذه التساؤلات ، حقيقية لا تقبل الشك كل أحزاب لديها إمكانيات وقدرات معروفه منا جميعا ، تجربتنا منذ خمسة عشر سنة معهم ومع أعوانهم من الداخل والخارج لا تحتاج إلى دليل ، مقابل وجود بعض الأشخاص من ينتظر منهم الأمل في التغيير ، لان فارق القدرات والإمكانيات كبير جدا في كل شي .
رغم التشيك بعمل المفوضية الآتية من رحم ا لأحزاب ، والاتهامات المستمرة له ليومنا هذا ، بالتلاعب والتزوير بنتائج الانتخابات ، لكن تغيرت بعض الأسماء ودخل الآخرين ، وهي مهمة الجماهير في المرحلة القادمة ، في تشكيل مفوضية مستقلة وتحت أشراف داخلي وخارجي .
لان طريق التغيير نحو الإصلاح طويل جدا في ظل وضع البلد الصعب، وطريق حمل السلاح لن يحل المشكلة بل سيزيد الوضع أكثر سوء ، لذا المرجعية تطلب في أكثر من خطبة من الناس المطالبة بالتغيير والإصلاح عن طريق التظاهر السلمي ، لأنه الخيار أو الحل الأمثل لحل مشاكلنا , فبين ضغط الشارع على الحكومة بالتغيير ووجود شخصيات وطنية داخل قبة البرلمان وفي الفريق الحكومي، قد يحدث التغيير الجزئي نحو الكلي .
و هو بحاجة إلى أرادة حقيقية من خلال تنامي وعي الجماهير وهو الأمر الثالث الذي تحقق في نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة ، ولو حدث العكس وتشكلت مفوضية مستقلة فعلا ، وقانون انتخابي يضمن حقوق الكل مع عادلة احتساب الأصوات ، مع استمرار الشارع بالتظاهر والضغط على الأحزاب لنشهد التغيير الحقيقي من اجل البلد وأهله .