بعد الخطب والتصريحات المتشددة لقادة النظام الايراني ومسٶوليه وفي مقدمتهم خامنئي ورئيسي بشأن ماسموه ب”إحباط المٶامرة والمخطط الامريکي الصهيوني” ضدهم، وخصوصا بعد کل ذلك التهديد والوعيد ضد کل من يخرج في هذه الانتفاضة، فإن الذي جرى ويجري هو إن الانتفاضة قد دخلر أسبوعها الثالث على الرغم من هذه الخطب والتصريحات وکل ذلك البطش الجاري بحق المتظاهرين ضد النظام.
المشکلة التي يواجهها النظام ويتخوف منها الى أبعد حد هو دخول الطلبة خصوصا والشبان عموما في هذه الانتفاضة وتخوف النظام يأتي لأنه يعلم جيدا بأن الاساليب التي يستخدمها الطلبة والشبان هي نفس الاساليب التي کان يستخدمها نظرائهم ضد نظام الشاه عند إندلاع الثورة الايرانية ذلك إنه من الهتافات على أسطح البنايات، الى الاغاني، وحرق صور خامنئي ووصولا الى أبواق السيارات. وهذا يجري في وقت نزل فيه الشبان الى الشوارع مرددين هتافات ضد السلطة، وصارخين “المرأة، حياة، حرية”، و “الموت للدكتاتور” في إشارة إلى خامنئي.
إرتفاع أعداد القتلى والمصابين وکذلك المعتقلين بصورة تعسفية، لم يتمکن من ردع شرائح الشعب الايراني المختلفة عموما والشبان منهم خصوصا بل إن الانتفاضة تزداد سعيرا ولهبا يوما بعد يوم وإن طلبة جامعة فردوسي في مدينة مشهد المقدسة عندما هتفوا يوم الثلاثاء الماضي قائلين: “هذا لم يعد احتجاجا.. بل بداية ثورة”، فإن هتافهم هذا قد عبر عن مايجري بکل وضوح ودقة وأعاد للأذهان مجريات الثورة الايرانية في أواخر عام 1978 وبدايات عام 1979، ذلك إن الاجراءات القمعية التعسفية للأجهزة الامنية لم تتمکن من ثني الشعب عن المضي قدما في ثورته ضد النظام الى النهاية، والذي يجعل النظام يشعر بالرعب هو إن إسقاط النظام الذي هو الشعار المرکزي لمنظمة مجاهدي خلق صار الهدف الرئيسي للإنتفاضة وخصوصا بعف إنضمام الطلبة والشباب إليها.
إنضمام الطلبة والشباب عموما للإنتفاضة ضد النظام يمکن إعتباره بمثابة إن الانتفاضة الايرانية کسبت أهم وأقوة شريحة الى جانبها ذلك إن هذه الشريحة يمکن بوصفها ببيضة القبان التي تحسم الامر وتحدد النتيجة النهائية ولاريب من إننا يجب أن ننتظر قيام النظام بتصعيد ممارساته القمعية الى أقصى حد ممکن خصوصا وإن الذي يعرفه الجميع هو إن هذا النظام متمسك بالسلطة وغير مستعد للتنازل عنه لکن قيامه بذلك سيوسع دائرة الرفض والکراهية ضده الى أبعد حد وسيدفع بالمزيد والمزيد من أبناء الشعب الايراني للنزول الى الشوارع والميادين والساحات خصوصا وإن ظلم وجور هذا النظام قد جعل جميع شرائح وطبقات الشعب الايراني تعاني منه الى أبعد حد، وإن الساعة قد حانت لجعله يدفع ثمن کل ماقد عاناه الشعب على يده.