أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الإثنين 10 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن بلاده ستشكل مع روسيا قوة عسكرية إقليمية “مشتركة”، محذراً أوكرانيا من أن فتح جبهة ضد بيلاروسيا هو “عمل جنوني من الناحية العسكرية”.
وقال لوكاشينكو إن بلاده وروسيا ستنشران قوة عمل عسكرية “مشتركة” رداً على ما وصفه بتفاقم التوتر على الحدود الغربية للبلاد، حسبما أفادت وكالة أنباء بيلتا الحكومية.
كما أشار إلى أنهما بدأتا في جمع القوات قبل يومين، على ما يبدو بعد الانفجار الذي وقع على الجسر الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، مضيفاً: “تم تحذيرنا عبر قنوات غير رسمية من هجوم وشيك على بلادنا من الأراضي الأوكرانية”.
حليف مقرب من موسكو
واستخدمت موسكو روسيا البيضاء نقطة انطلاق لهجومها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، حيث أرسلت قوات ومعدات إلى شمال أوكرانيا من قواعد في روسيا البيضاء.
كان تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية في مارس/آذار الماضي بداية الهجوم على أوكرانيا، زعم أن بيلاروسيا قد تنضم “قريباً” إلى روسيا في حربها ضد أوكرانيا.
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين وآخرين في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، أنها (بيلاروسيا) بدأت بالفعل اتخاذ خطوات لفعل ذلك. مشيرين آنذاك إلى أن “بوتين بحاجة إلى الدعم. أي شيء يمكن أن يساعده”، في الحرب.
وصوّت البيلاروسيون في فبراير/شباط الماضي للسماح للبلاد باستضافة كل من القوات الروسية والأسلحة النووية بشكل دائم، رغم أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا لشبكة “سي إن إن” أنهم لم يروا حتى الآن أي دليل على نقل موسكو أسلحة نووية إلى أوكرانيا أو الاستعداد لفعل ذلك.
نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا
وفي مطلع يوليو/تموز الماضي، أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أنه طلب من نظيره الروسي بوتين، نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا؛ وذلك رداً على طلب بولندا من واشنطن نشر أسلحة نووية على أراضيها.
لوكاشينكو أشار في تصريح خلال اجتماع بمناسبة عيد الاستقلال في العاصمة البيلاروسية مينسك، إلى أن هذا الموضوع أثير بعد أن “لجأ البولنديون إلى الأمريكيين وطلبوا منهم نشر أسلحة نووية في بولندا”.
أضاف: “سألت الرئيس بوتين: لماذا نتظاهر بأن شيئاً لم يحدث؟ لقد تشاورنا لفترة طويلة وتوصلنا إلى أننا يجب أن نكون مستعدين للرد على أي خطوة من هذا النوع بشكل موازٍ في غضون 24 ساعة، ولهذا يجب علينا الاستعداد”.
كذلك شدد على أن “مينسك لا تهدد أحداً ولا تبتز أحداً.. لقد سلمنا أسلحتنا (النووية لروسيا)، ولديَّ الحق في أن أسأل وأطلب من رئيس روسيا الشقيقة هذا الطلب؛ لجعلهم يخافون من عبور حدود بيلاروسيا”، وختم قوله: “هذا ما فعلته”.
كان بوتين قد قال في 25 يونيو/حزيران الماضي، إن موسكو ستزود بيلاروسيا بأنظمة صواريخ تستطيع حمل رؤوس نووية، وجاء ذلك في اجتماع مع لوكاشينكو في سان بطرسبورغ، بثه التلفزيون الروسي، وأكد بوتين أن التسليم سيتم في غضون شهور قليلة.
يُذكر أن روسيا أطلقت، فجر الخميس 24 فبراير/شباط 2022، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل غاضبة من عدة دول بالعالم، وهو الأمر الذي دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات مختلفة على موسكو، شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والمالية والرياضية.
يُعد هذا الهجوم الروسي هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، ويُنذر بتغيير نظام ما بعد الحرب الباردة في أوروبا.