الأزمات في العراق تسببت بارتفاع نسبة البطالة في البلاد
أفاد تقرير صحفي ، اليوم الخميس ، بأن الأزمة العراقية دفعت العديد من الشباب العراقيين للهجرة بحثاً عن فرص جديدة ، لكن الأخطر هو ما بات معروفاً من انتقال بعضهم إلى روسيا والتطوع في القتال إلى جانب القوات الروسية في حربها المتواصلة ضد أوكرانيا.
صحيفة “النهار العربي” اللبنانية ، ذكرت في تقرير لها طالعته (باسنيوز) ، ان الظروف الصعبة في العراق دفعت الشاب علي المسعودي (26 عاماً) للذهاب إلى روسيا، ولم تعلم أسرته أنه كان ينوي التطوع مع الجيش الروسي للقتال ، إذ أخبرها أن زيارته لموسكو هي بهدف السياحة.
وبعد تقصي مراسل الصحيفة في العاصمة بغداد عن قصة الشاب العراقي، تبين أن هناك عمليات تجنيد تحدث بشكل سري داخل البلاد.
ونقل التقرير عن شقيق المسعودي ، إن “شقيقي أخبرنا أنه يريد الذهاب الى روسيا لغرض السياحة وبعدما وصل الى هناك أبلغنا أنه لن يعود الى العراق”.
وأضاف: “بعدما سألناه: لماذا لا تعود الى العراق؟”، أجاب بأنه تطوّع بصفوف الجيش الروسي براتب شهري يتراوح بين 1000 و1500 دولار أميركي إضافة الى “إغراءات أخرى”، لم يوضحها.
تجنيد عبر “فيس بوك”
ويلفت شقيق المتطوع إلى وجود عراقيين وسوريين معه، “فقد أتت فكرة شقيقي للذهاب والتطوع في صفوف الجيش الروسي عن طريق عراقيين مقيمين في موسكو كانوا على تواصل معه عبر فيس بوك”.
وفي آذار/ مارس 2022، أعلنت القنصلية العامة لروسيا الاتحادية في محافظة البصرة (جنوب العراق) عن استمرارها بتلقي طلبات من مواطنين عراقيين للانضمام إلى صفوف الجيش الروسي للمشاركة في القتال في أوكرانيا.
صورة بوتين التي رفعت في منطقة الجادرية في بغداد مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط الماضي
وذكرت القنصلية في بيان أنها “مستمرة بتلقي طلبات الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة الروسية التي تقوم بعملية عسكرية ضد النظام النازي في أوكرانيا المدعوم من طرف أميركا وحلفائها من الناتو”.
وأضافت: “بهذا الصدد نود إبلاغكم أن القوات الروسية لديها القوة الكافية لحل هذه المشكلة. نشكركم على التفاهم والتضامن معنا”.
وحينها رفعت صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منطقة الجادرية وسط العاصمة مع تعليق باللغة الإنكليزية جاء فيه We Support Russia “نحن ندعم روسيا”.
الأسباب الاقتصادية
وينقل التقرير عن المحلل السياسي العراقي ربيع الجواري ، اشارته الى أن “استمرار الأزمات في العراق ومنها السياسية أثّر بشكل كبير في واقع البلاد وتسببت بارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب”. ولا يستبعد الجواري وجود “عراقيين ذهبوا إلى روسيا للتطوع مع الجيش والحصول على إقامة وغيرها من الأمور”.
ووفقاً لرئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق دنبوس براك، فإن “هناك 6 ملايين عاطل من العمل في العراق، ولا يحظى هذا الملف بالاهتمام والمعالجة الحكوميين”،لافتاً في تصريح لقناة “العراقية” الإخبارية الرسمية، إلى أن “أزمة العاطلين عن العمل تتفاقم في البلاد”.
ويؤكد الجواري في هذا الصدد ، أن “ذهاب بعض الشباب العراقيين سواء الى روسيا أو أوكرانيا ومشاركتهم في القتال بعد الانضمام إلى الجيشين يُعد بمثابة انتحار ولا يعود بمنفعة لهم … لا شأن للعراقيين بحرب روسيا وأوكرانيا مهما كانت الظروف في العراق”.
ويضيف أن “العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي منقسمون حول الحرب، فمنهم من يروّج للجيش الروسي والبعض الآخر متضامن مع الجيش الأوكراني”، لافتاً الى أن “هذه الانقسامات الطاغية في مواقع التواصل الاجتماعي تقف خلفها جهات سياسية وأفكار مشوّهة ومريضة”.
من جهته، يقول النائب العراقي صائب خدر، إن “العراق يقف على الحياد حول الحرب الروسية – الأوكرانية ويتمنى أن تتوقف ويعم السلام بين البلدين”.
ويضيف أن “السياسة العراقية الرسمية لن تسمح بإرسال شباب عراقيين للتطوع أو للانضمام إلى جيش روسيا أو جيش أوكرانيا، كما أنها لا تسمح لما تروج له مواقع التواصل الاجتماعي لتطوع العراقيين لأن هذا يُعد مساساً بالسيادة العراقية”.