التصاريح والاجراءات الأمنية الأخرى باتت تشكل عائقاً أمام عودة النازحين الى سنجار وهو ما اثار استياء مواطني ومسؤولي القضاء ودفعتهم للمطالبة برفعها كلياً.
بحسب متابعة أجراها (كركوك ناو) خلال الأسابيع الماضية، العديد من العوائل الايزيدية التي كانت تنوي العودة الى ديارها في سنجار تم منعها من العودة في نقطة تفتيش حي توبال بحجة عدم حصولها على تصاريح أمنية.
وتقع نقطة التفتيش التي يشرف عليها الجيش العراقي بين ربيعة وناحية سنوني غربي محافظة نينوى.
هناك نازحون أرادوا العودة الى سنجار لكنهم اضطروا للانتظار 10 ايام أو شهر لكي للحصول على تصريح أمني
” أي عائلة نازحة تريد العودة يجب أن يكون لديها كتاب من القائممقامية و دائرة الهجرة والمهجرين العراقية يتم ارسالها عن طريق البريد الى قيادة عمليات غرب نينوى، حيث تخشع هناك لعملية تدقيق مطولة قبل منح الموافقة وإدراج أسماء العائدين في نظام الكتروني لكي يسمح لهم بالدخول عبر نقاط التفتيش”، حسبما أوضح خوديدا جوكي، مدير ناحية سنوني وكالةً.
التدقيق الأمني لمواطني سنجار يتم من قبل قيادة عمليات غرب نينوى ويهدف للتأكد مما إن كانت العوائل ذات صلة بتنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام- داعش” أم لا.
وشدد جوكي لـ(كركوك ناو)، “أتحدى أن يكون لأي ايزيدي صلة بتنظيم داعش”، ويرى بأن هذه الاجراءات الأمنية لا حاجة لها.
” هناك نازحون أرادوا العودة الى سنجار لكنهم اضطروا للانتظار 10 ايام أو شهر لكي للحصول على تصريح أمني من قبل الجيش، فضلاً عن ذلك يتم تأخير العوائل العائدة لـ10 ساعات في نقاط التفتيش تحت الشمس لكي تكتمل الإجراءات الأخرى”، بحسب مدير ناحية سنوني.
تتواجد في قضاء سنجار أكثر من ثمان قوى مسلحة بعضها ضمن إطار قيادة عمليات غرب نينوى، على رأسها قوات الجيش العراقي.
سعد قاسم، مسؤول إعلام الفرقة 20 في الجيش العراقي بسنجار، قال لـ(كركوك ناو)، ” يتوجب على كل عائلة تريد العودة الحصول على تصريح أمني، وهذا إجراء احترازي لن يسبب مشكلة لأحد ونحن نقدم المساعدة للمواطنين في نقاط التفتيش”.
وأوضح بأن القائمين على نقاط التفتيش يوفرون التسهيلات للمواطنين وأن هدفهم هو عودة النازحين.
يتواجد أكثر من 600 ألف نازح في اقليم كوردستان، يتوزع قسم منها على 26 مخيماً، ويشكل الايزيديون نسبة 30 بالمائة من مجموع النازحين، أغلبهم من قضاء سنجار.
يقول حامد مجو، نازح عائد الى مجمع سيبا شيخ خدر بسنجار أن العوائل النازحة تواجه عراقيل في نقاط التفتيش تعيق عودتها، متمثلة بكثرة الاجراءات الأمنية، “هذه خطوة سلبية و تحبط عودة النازحين الى ديارهم”.
مجمع سيبا شيخ خدر، تابع لناحية القحطانية (تل عزير) بقضاء سنجار، قبل مجيء داعش كان المجمع يضم أكثر من ثمانية آلاف عائلة، عادت منها حتى الآن 100 عائلة فقط.
كل عائلة نازحة بحاجة للحصول على تصريح من قيادة عمليات غرب نينوى لكي تتمكن من العودة
(كركوك ناو) لم يتمكن من أخذ تصريح من العوائل العائدة التي واجهت عراقيل أثناء عودتها بسبب الاجراءات الأمنية.
حول الاجراءات الأمنية، قال خوديدا ألياس، مسؤول مجلس الادارة الذاتية في سنوني لـ(كركوك ناو)، “التصاريح الأمنية ليست ضرورية، هذه الإجراءات تخلق مشاكل للنازحين وتجعلهم يترددون في العودة الى ديارهم”، ولفت خوديدا ألياس الى أن المجلس سيناقش الموضوع مع قادة الجيش لكي تُقَدم تسهيلات لعودة النازحين.
مجلس الادارة الذاتية تأسس قبل سنوات من قبل عدد من الأحزاب و الجهات السياسية الايزيدية والعربية والمكونات الأخرى ويعد من الجهات المقربة من حزب العمال الكوردستاني .
مصدر في شرطة سنجار، طلب عدم الكشف عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح، قال لـ(كركوك ناو)، ” كل عائلة نازحة بحاجة للحصول على تصريح من قيادة عمليات غرب نينوى لكي تتمكن من العودة، هذه هي تعليمات الأجهزة الأمنية ولا مجال للتغاضي عنها، بالرغم من أن العديد من المواطنين طالبوا برفع هذه الإجراءات إلا أنها بقيت على حالها”.
قضاء سنجار (120 كم غربي الموصل)، من المناطق المتنازع عليها ويتبع محافظة نينوى إدارياً. هاجم مسلحو تنظيم داعش القضاء في 3 آب 2014 وتعرض الآلاف من سكان القضاء للقتل والاختطاف والنزوح قبل أن تتم استعادته في 13 تشرين الثاني 2015.
عمار عزيز – دهوك