قامت الحرب الروسية الأوكرانية لأسباب ذكرتها روسيا وهي أسباب بالإمكان التوصل لحلول منطقية عن طريق الحوار والتفاهم بدون إراقة دماء آلاف المواطنين الأوكرانيين أو الروس، نقول كان بالإمكان الوصول الى حلول تبعد شبح الحرب ونتائجها الكارثية والشعوب السوفيتية “سابقاً” عانت منها في الحرب العالمية الثانية وما قامت به الدولة الألمانية النازية ، وقد تكون النتائج الراهنة التي ستفرزها الحرب في أوكرانيا ليس باقل من النتائج السابقة وبخاصة وجود هذا الكم من السلاح الفتاك المتطور ووجود السلاج النووي الذي هو هلاك البشرية الحتمي، الحجج التي ساقتها روسيا وعلى راسها فلاديمير بوتين ممكن الاتفاق عليها كونها مشروعة في البعض منها وبخاصة مسالة الانقلاب الذي حدث 2014 من قبل الحزب القومي الأوكراني ذا النهج النازي في التعامل مع المواطنين الروس والاصطفاف مع حلف الناتو العدواني هذا التوجه صوب حلف الناتو من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحكومة أوكرانيا له دلالة خطيرة وهذا يعني نقل الحرب بين طرفين الى عدة اطراف وبصريح العبارة تكون المعادلة الحرب بين روسيا وحلف الناتو وهي حرب عالمية ثالثة مصغرة، وإلا كيف ترى الأمور مع تدفق مليارات الدولارات الغربية والأسلحة المتطورة من دول حلف الناتو وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية وإرسال آلاف المرتزقة لينظموا تحت لواء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، الهزائم التي لحقت بالجيش الروسي مؤخراً هو مؤشر خطر للغاية لأنه اذا قورن بالفشل الذي سيستمر في الجانب الروسي وتهديد بوتين بالسلاح النووي ليس للدعاية إذا ما ارتبط باستمرار الهزائم في الحرب التقليدية ولم تجابه البشرية مثل هذا التحدي والتهديد بالأسلحة النووية منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 وتلك الازمة التي انتهت بسحب الصواريخ السوفيتية حينها وتأمين استقلال كوبا وحمايتها، أما اليوم فتهديد الرئيس الروسي بوتين يختلف في الزمان والمكان، روسيا اليوم الرأسمالية ليس الاتحاد السوفيتي ونظامه الذي حاول بناء الاشتراكية والقيادة السوفيتية السابقة ليس الرئيس بوتين الذي لا يمزح عندما يهدد باستخدام الأسلحة النووية لان ضعفه في الحرب وعدم الحسم بالقدرات العسكرية التقليدية الروسية سيجعلها اكثر اعتماداً على الأسلحة النووية وهذا أمر خطر للغاية فأي استعمال لهذه الأسلحة حتى لو كان محدوداً سوف تشتعل اوربا لأن حلف الناتو سيكون على اتم الاستعداد لاستعمال السلاح النووي، وهو جوهر الرأسمالية العدوانية، ومن هنا لا يمكن ان تبقى الحرب ( اذا قامت!) محصورة في اوربا فحسب لأنها ستنتقل إلى كافة أرجاء المعمورة، والسلاح النووي لم يعد مختصراً على الولايات المتحدة الامريكية وروسيا وبريطانيا وفرنسا فحسب فهناك الصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية ويقال اسرائيل، وقد يتوهم البعض من روسيا الضعيفة في الحرب التقليدية ستستسلم لقدرها لأنها ستتحول بشكل سريع إلى روسيا الوحش والخطر بزيادة التركيز على استعمال الأسلحة النووية وحسب القول ان روسيا التي عزلت بقرارات الولايات المتحدة والبعض من الدول الاعضاء في حلف الناتو لن تخسر الشيء الكثير سياسياً وبخاصة الاستفزازات الغربية وفي هذا الصدد تعتقد الباحثة هيلان لارسن في جامعة أوسلو/ النرويج “أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدى محرمات الأسلحة النووية من خلال خطاباته عن استخدام الأسلحة النووية” هذا الاعتقاد له أسبابه الموضوعية وبخاصة الأوضاع العسكرية في أوكرانيا وتدخلات العديد من أعضاء الحلف الناتو ودول أخرى متحالفة مع الولايات المتحدة، ثم لن تبقى حرباً محصورة وبما ان تأثيراتها السياسية تدل على مدى تبعيتها الاقتصادية، فتظهر جلياً كأنها حرب عالمية مصغرة تحتاج الى فتيل نووي صغير لتكون حرباً نووية عالمية وعند ذلك سيكون الدمار الشامل واقرأ على البشرية والكرة الأرضية السلام، فلن تبقى روسيا ولا أوكرانيا ولا الولايات المتحدة الامريكية ولا اوربا ولا آسيا فحسب بل سوف تكون البشرية في خبر كان، ان تطور احداث الحرب يبشر بالأسوأ وبخاصة تدخلات الرئيس الأمريكي بايدن والعديد من أعضاء الناتو ولا يبدو واضحاً بعد تعرض جسر ” كريتش ” الذي يبلغ طوله 18 كيلومترًا وهو أطول جسر في أوروبا وبدأ البناء عام 2015 الذي يربط روسيا بجزيرة القرم وهو الرابط الوحيد بين الطرق والسكك الحديدية والأراضي الروسية وجزيرة القرم وهو” طريق إمداد حيوي للقوات الروسية في حرب أوكرانيا”
ـــــ كيف ستتصاعد الأوضاع ومدي اتساع رقعة الحرب وتطوراتها اللاحقة بما فيه قضية عدم الثقة بالحرب التقليدية ؟
هذا ما ستكتشفه التطورات القادمة للحرب وكيف سيتم حل الاشكال عن طريق الابتعاد عن التهديدات الغربية وإيقاف ضخ مليارات الدولارات وأنواع الأسلحة المتطورة، وهناك زعم روسي بأن الجسر أصيب بقنبلة في شاحنة ،مع وجود نظريات في وسائل الاعلام باحتمال وجود غواصة انتحارية او صاروخ اوكراني، إلا أن الاحتمال الأكثر واقعية ان الجسر الذي انهارت أجزاء منه سيحتاج الى وقت أطول لعودة المرور بشكل طبيعي وبما ان اعتراف سيرجي شويغو وزير الدفاع الروسي ” بأن حرب موسكو ضد أوكرانيا لن تسير وفقًا للخطة بعد ما يقرب من سبعة أشهر من القتال” والمغزى اتضح عن حشد الاحتياط للذين لديهم خبرة قتالية، وعلى ما يبدو ان روسيا تستعد لحرب من نوع آخر وهو استعداد له احتمالات عديدة واقربها ستكون الحرب على اشدها وبخاصة استفزاز الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وطلباته السلاح والمال والانضمام الفوري للناتو ثم دعوة حلف الناتو لضرب مواقع معينة في عمق الأراضي الروسية وكأنه يلعب دوراً كوميدياً فوق خشبة المسرح والجمهور وبخاصة حزبه القومي ذو النهج النازي يصفق ويشجع بدون اعتبار ان ذلك يعني تدمير الشعب الأوكراني قبل أي حركة مسرحية من ممثل فاشل فإن مصير البشرية سيكون على كف عفريت
لأن استمرار الحرب المتمثلة بروسيا من جانب واوكرانيا وحلف الناتو من الجانب الآخر سوف يؤدي إلى الانزلاق نحو تجربة الأسلحة النووية التكتيكية المحددة وذلك هو الاحتمال نحو توسعها اكثر مما يتصوره شلة الاغبياء وعلى رأسهم بايدن وحلف الناتو وبوتين والرئيس الأوكراني ، ولهذا يجب أن تدرك قوى الخير والسلام في العالم أن الأوضاع اخطر مما يتصورها البعض لأن الشرارة الصغيرة جداً ممكن أن تكون أوسع واشمل مثلما حدث في السابق والتاريخ يشهد على ذلك وهجوم روسيا الأخير وضرب عشرات المناطق بما فيها العاصمة كييف رداً على قصف جسر ” كريتش ” عبارة عن نقطة تحول في أسلوب الحرب ومن شدّة الهجوم الصاروخي فقد استغاث الرئيس الأوكراني انهم يسعون إلى تدمير أوكرانيا ومحيها من وجه الأرض ، يدمرون كل شيء حتى أولئك الأشخاص الذين ينامون في منازلهم وبدلاً من إيجاد طريق لانتقاد أوكرانيا والشعب الاوكراني ما زال الرئيس فولوديمير زيلينسكي يهدد ويطالب بالسلاح المتطور من الناتو والولايات المتحدة الأمريكي ثم يكتب مستشاره ميخائيل بودولجاك “لم تعد روسيا قادرة على القتال في ساحة المعركة بل قتل المدنيين بدلاً من الحديث نحتاج الى دفاع جوي وصواريخ (MLRS ) وصواريخ بعيدة المدى” كما يريد أن يصور للعالم كذباً انهم طردوا الروس من كل أوكرانيا لأنهم اصبحوا غير قادرين في ساحة الحرب، انها دعاية مسمومة وقذرة لأن المستشار يستهين بالواقع والحقائق وهي محاولة لخداع العالم “كأنهم على حافة الانتصار” ولا يحتاجون إلا صواريخ بعيدة المدى بهدف ضرب موسكو على الأقل وإنهاء النظام الروسي والقضاء على بوتين!! الذي لا يقل شراسة ولا نذالة عن نظيره الأوكراني وغيره من دول العالم الرأسمالي. لن نكررها ونحذر: أنها حرب خطرة ولا يمكن حصرها الآن بين روسيا وأوكرانيا فحسب بعد دخول الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو كطرف واضح وهذا يعني أن البشرية قاب قوسين وأدنى من الانفجار الكبير الذي سينهي وجود البشرية والكرة الارضية.