بدعوة كريمة من فخامة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح حَطَتْ حمامة السلام والحائزة على جائزة نوبل للسلام السيدة نادية مراد رحالها هذه المرة في بغداد. نادية، التي نقلت مظلوميتها والآلاف من الضحايا أمثالها، لكل بقاع الارض , هذا ماكتب اليوم في صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك الاستاذ سكفان مراد , وان نادية مراد جاءت اليوم الى عاصمة بلادها لتقول لأهلها الطيبين ولكل العراقيين: ليس بوسعي أن أصدق أن ما تعرضت له من سبي واهانة وبيع وشراء كان على يد أبناء بلدي الذين يعيشون بين ظهرانينا، ويشاركوننا الحياة. غير أنه في غفلة من الزمن وفي لحظة غادرة انقلب كل شيء رأساً على عقب. واذا بهذا الجار وذلك المعلم وصاحب الدكان وسائق الباص يتقدمون أصحاب الفكر العفن وخفافيش الظلام ووحوش الغاب بهيئة البشر، ليساهموا معهم في قتلنا وسبينا وتهجيرنا وبيعنا وسرقة بيوتنا وممتلكاتنا، لا بل ومحاولة محونا من الوجود .. نعم، مازلت غير مصدقة أن هؤلاء من بلدي، الذي هو مهد الحضارات و منبع الأفكار النيّرة .
فعلوا كل ما هو وحشي بنا لا لشيء سوى أننا لا نفكر مثلهم، لا نصلي مثلهم، لا نعمل مثلهم ولن نكون مثلهم، لأنهم، بكل بساطة، ليسوا من طينة البشر. ولا استطيع أن أتخيل أن بلاد الرافدين، التي طالما حلمت باكمال دراستي فيها والعيش في قريتي الوادعة وخدمة أهلي أن تقبل لمثل هؤلاء الوحوش العيش فيها ..
أملي وطيد بأبناء بلاد ما بين النهرين بطردهم، مرة والى الأبد، واستئصال أفكارهم الغريبة من جذورها، والقائها في مزبلة التاريخ. ولابد لي من التحذير من أنه إن لم يتحقق ذلك فسيكون هناك دواعش آخرون وبمسميات أخرى قد يكونون أشد إجراماً وهمجية.
نادية الشجاعة، نادية البريئة، نادية الضحية، نادية السفيرة، نادية القروية ونادية الرمز لكل ضحايا إبادة الايزيديين ولكل ضحايا الاتجار بالبشر في أرجاء المعمورة لا تكل ولا تمل من محاولة حث السياسيين ورجال الدين والنخبة المثقفة، وكل ذوي الضمائر الحية والحريصين على حرية الانسان وحقوقه أينما كانوا، على بذل كل ما في وسعهم لمنع ارتكاب الجرائم بحق الأطفال والنساء والتعدي عليهم وانتهاك حقوقهم الأساسية في العيش بحرية وكرامة وسلام.
نادية مراد الرمز .. أنرت سماء بغداد بمثالك الذي يسترشد به الضحايا وكل السائرين الى غد انساني وضّاء ..
أهلاً بك في دار السلام .. وبين أهلك وأحبتك .