١
الحديث عن الوفاء ..
قبل ما يقرب شهر من الان وبألم شديد وحزن عميق ودع في مقبرة العائلة عند (مزار شيبلقاسم) في شنكال فقيدهم المرحوم خيري شنكالي من قبل ذويه واصدقائه ورفاقه، هنا لست مخولا بتدوين سيرته ونشاطه في مختلف الميادين حيث يحتاج المهمة إلى الكثير من المعلومات الدقيقة منذ بداياته في التنظيم الحزبي منتصف الثمانينات من القرن المنصرم ومن ثم التحاقه بصفوف الحركة التحررية الكوردية بداية ايام الانتفاضة آذار المباركة لشعب كوردستان في عام ١٩٩١ ومن ثم العمل محررا في قسم الإعلام والثقافة في (ملبند) مركز تنظيمات بهدينان لاتحاد الوطني الكوردستاني والعمل منذ الايام الأولى لتأسيس مركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك آيار عام ١٩٩٣ في مختلف اقسامه بنشاط منقطع النظير ولغاية أندلاع الاقتتال الكوردي الداخلي عام ١٩٩٤ ومغادرته وعائلته مدينة دهوك مرغما بعد الأحداث الماساوية (اب ١٩٩٦) وبعدها خدمته في السلك ألامني والعسكري لاعوام وانخراطه في الدراسة الأكاديمية ونيله شهادة البكالوريوس في قسم الاعلام / جامعة سليمانية عام ٢٠٠١ وتسنمه منصب اول مدير عام ايزيدي في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية/ حكومة إقليم كوردستان عام ٢٠٠٥ لحين تقاعده نهاية عام ٢٠٠٨ نتيجة تفاهمات كوادر الايزيديين من ممثلي الحزبين الحاكمين في إقليم كوردستان العراق ودوره البطولي في مقارعة (عصابات داعش) أعداء الإنسانية، أصحاب النهج القذر والفكر العفن منذ الايام الأولى لحملة الابادة على شنكال (٢٠١٤/٨/٣) ليستقر به المقام لاجئا في أوروبا – ألمانيا نهاية المطاف عام ٢٠١٥ ومن ثم رحيله الابدي في (١٦ من أيلول هذا العام) حيث اترك الموضوع لمن لديه كامل المعلومات عن جميع محطات نضاله وتدوين صفحات سيرته بالتفصيل كونه يستحق الإشادة به لما قدمه لابناء ديانته من الايزيديين بكل إخلاص وتفان.
اللافت في الامر الصمت المطبق لإدارة مركز لالش – الهيئة العليا في دهوك وكذلك الحال لاعلام وزارة اوقاف والشؤون الدينية في إقليم كوردستان- العراق وعدم مشاركتهم او من ينوب عنهم والتضامن المعنوي مع أهله وذويه اثناء استقبال جثمانه من منفذ ابراهيم خليل الحدودي او المشاركة ايام عزائه في مسقط راسه خانه سور – سنوني / شنكال او في قضاء الشيخان ولو ببرقية تعزية او لافتة عزاء متواضعة احتراما لخدمته كونه موظفا وكادرا نشيطا وخدم لسنوات من عمره في تلك المؤسستين حيث كانت لا تكلفهما شيئا، هذا الصمت العجيب والإهمال المعتمد من قبلهم له تفسير واحد لا غير حسب فهمي للحالة، حيث يمكن وصفها موقف سلبي تجاهه وشعور بعدم الوفاء له كونه عضوا فعالا على ملاكهم الوظيفي الدائم وكادر متميز لكل من مركز لالش والوزراة وله الدور النشط والمشرف والخدمة الفعلية في مؤسساتهما لاعوام خلت، لا أكثر ..
٢
جەمایا شيخادي
مقدمة اقدم اعتذاري للقراء الكرام اولا وللسادة المهتمين بشؤون وشجون ابناء ديانتي من الايزيديين في حالة عدم صواب معلومتي هذه خاصة أن اشد ما اخشاه هذه الايام ان تخني ذاكرتي في مسالة دقة ترتيب الأحداث دون أن انتبه لحالي، رغم ذلك سادون هنا ذكرى ليست ببعيدة الحدث زمنا (قبل الألفية الثالثة بسنة او سنتين لا اكثر) حيث اتذكر جيدا اللقاء والزمان والمكان وحتى وجوه الحاضرين جيدا كأنه الحدث وقع البارحة ..
ذات مرة وفي أحد الايام حضرت مجلس المرحوم العالم الديني (بابا فقير حجي فقير شمو) في مناسبة دينية خاصة بأهل بلدتنا (باعدري) وسألته عن يوم تعميد (ال-تخت / بەرێ شبایکێ) وعن تحديد يوم عيد (جما شيخادي) …
جاوبني سماحته رحمة الله عليه قائلا :
‘ لابد من غمس (بەرێ شبایکێ) ليلة (١٤/١٣ من تشرين الأول من كل عام في ماء كانيا کەلۆکێ الموجودة في معبد لالش المقدس وتعميده ليلة 14 من تشرين الأول الميلادي اول يوم تشرين الأول حسب الحساب الشرقي الايزيدي المتبع.. )’ .
وأضاف (رحمة الله عليه بابا الفقير حجي فقير شمو) يومها ‘ لابد من التعميد ب ماء التشرين – ئاڤا چریێ) ‘.
بهذه الحالة وحسب قوله يكون التاريخ الصحيح لإحياء مراسيم (جما شيخادي) والطقوس الدينية التي تجري في معبد لالش المقدس اعتبارا من (٨ تشرين الأول لغاية ١٤ منه) حيث يحتفل بالعيد المشاركين في (جما شيخادي) من رجال الدين وبقية المتواجدين في المعبد من الحجاج الايزيديين يوم (14 من تشرين الأول الميلادي حيث يصادف اليوم الأول من شهر تشرين الأول حسب التقويم الشرقي المتبع للاعياد والمناسبات أبناء الديانة الايزيدية) وفي اليوم التالي اي يوم (١٥ من تشرين الأول) ينقل (بەرێ شبایکێ) الى بلدة عين سفني (مركز قضاء الشيخان) اولا ومن هناك الى قصبة بحزاني وبذلك يكون ذلك اليوم اي (١٥ من تشرين الأول حسب التقويم الميلادي) عيدا للأهالي في منطقة (وەلاتشێخ) اي بقية قرى وقصبات واماكن تواجد أبناء الديانة من الايزيديين في (مەرگەها شیخادی).
في هذه الحالة يفهم من خلاصة الموضوع ان الايام السبعة ل (جمایا شیخادی) خاص برجال الدين والذين يؤدون المراسيم والطقوس الدينية وللمتواجدين (الحجاج) في معبد لالش حصرا اما يوم العيد (١٥ تشرين الأول من كل عام) عطلة رسمية لعموم أبناء الديانة الايزيدية وليست سبعة ايام حيث يتوقف مسيرة الحياة و يتعطل الدوام الرسمي في جميع الدوائر الحكومية في مناطق تواجد الايزيديين ومنها المدارس وغيرها من المؤسسات الخدمية وبذلك توثر سلبا على اتمام المناهج المحددة بسقف زمني محدد وتاخر في اكمال البرامج المعدة سلفا.
وأخيرا، لا اخفيكم سرا إذ اقول اضطررت الالتحاق بالدوام ليومين خلال( سبعة ايام – اسبوع الجماعية) الخاصة بالايزيديين رغم عطلتي الرسمية وذلك لتدارك الأمر ولمنع تأخر اكثر لمعاملات المراجعين الذين لا ذنب لهم بسبب (مناسبة دينية لموظف ايزيدي لمدة سبعة ايام ولم يشارك مراسيمها هذا العام هو وعائلته فيها) ..