ماذا بعد ذوبان الجليد السياسي؟
سلام محمد العبودي
Ssalam599@yahoo.com
بعد انتخابات تشرين 2021 تعرض العراق, لانسداد سياسي غريب, لم يعهده العراقيون بعد كل الانتخابات الماضية؛ ليصل درجة الانجماد السياسي, خصوصا بعد انسحاب أعضاء التيار الصدري, من البرلمان حسب أوامر السيد مقتدى الصدر, إضافة لمطالب صاحب الانسحاب, بتظاهرات تم التحشيد لها, واقتحام بناية البرلمان, لمنع انعقاد أي جلسة, ما زاد من الإرباك الساسي, ثم أعقب تلك الإجراءات تصعيدية أخرى, كالاعتصام أمام البرلمان, بهدف منع دخول أعضاء البرلمان, والتهديد بالاعتداء عليهم..
ازدادت سخونة التحركات فتم التظاهر والاعتصام, أمام مجلس القضاء الأعلى, ليتخذ القاضي فائق زيدان قراراً بإيقاف الدوام, لكل دور القضاء في العراق, ليضطر التيار الصدري لإنهاء الاعتصام والعودة إلى امام البرلمان, وتحت شعار السلمية والحفاظ عليها.. لكن حدث ما لم يكن متوقعاً, فقد دخلت المنطقة الخضراء, قوات مسلحة بعجلاتٍ قتالية ترفع رايات سرايا السلام, ومسلحين آخرين بزي مدني, لتبدأ أخطر عملية كادت تؤدي لفتنة إقتتال داخلي, واستمرت المواجهات بين المسلحين, والقوات الأمنية داخل المنطقة الدولية, يوماً ونصف اليوم تقريباً, بل وقيل وحسب ما نقلته وكالات الأنباء والمحللين وبعض المسؤولين, أن هناك انقلاباً تم إفشاله, حيث لم يكتمل بالتوقيت المحدد..
كان زعيم التيار الصدري, منذ بدء القتال قد أعلن, دخوله في إضرابٍ عن الطعام. حتى انتهاء العنف واستعمال السلاح, أما القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي؛ فقد وجه بفتح تحقيقٍ عاجل, بشأن الأحداث الدامية مشدداً كعادته, بعدم استخدام السلاح ضد المتظاهرين, بغض النظر عن ذكر المسلحين المهاجمين.. خطابٌ انهى القتال بسقف زمني, أمده 60 دقيقة فقط, لانسحاب مسلحي التيار الصدري, ليدفع الباري جَلَّ شأنه فتنة تحرق الأخضر واليابس, من جنوب العراق ومحافظات الفرات الأوسط, وقد تتجاوزها أبعد من ذلك.
خلال تلك الأيام المفصلية العصيبة, كان مرشح الإطار التنسيقي, المهندس محمد شياع السوداني, المعلن اسمه كخيارٍ وحيد لرئاسة مجلس الوزراء, يجري لقاءات مكثفة لشرح برنامجه الحكومي, الذي يتضمن في مواده محاربة الفساد, وتحسين المستوى المعاشي للمواطن والعمل على تقديم الخدمات, وبسط الأمن في العراق, برفقة رفض من قبل التيار الصدري, وناشطي حركة تشرين.. لكن يوم الخميس 13/10/2022, حقق مجلس البرلمان العراقي, أكبر إنجازين بتصويته خلال جلستين, على مرشح منصب رئيس الجمهورية, وتكليف رئيس مجلس الوزراء, بالرغم من قصف المنطقة الخضراء، بتسعة صواريخ كاتيوشا، من قبل ارباب الأزمات، ومن المؤمل أن تنعقد جلسة, يوم السبت 22/10/2022 لتقديم, الكابينة الوزارية ونيلها ثقة أعضاء البرلمان العراقي, ليبدأ مشوارها الجديد, الذي ينتظره العراقيون منذ عام.
هنا يتساءل المواطنون في كل محفل, هل سيتنجح الحكومة المرتقبة في برنامجها, أم إننا سنشهد اضطراباً, كالذي جرى زمن تولي السيد عادل عبد المهدي؟ ومن الذي سيقوم بإثارة الشارع العراقي, هل هي حركة تشرين, أم سيتصدى التيار الصدري علانية في هذه الفترة؟ أم انهما سيتظاهران معاً في مكانين مختلفين؟ ذلك ما ستنبئنا الأيام القادمة عنه.