انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، سلوك ألمانيا في أزمة الطاقة التي تشهدها أوروبا حالياً، واتهمها بالعمل على عزل نفسها، بعد رفضها وضع سقف لأسعار الغاز.
وقال ماكرون على هامش قمة زعماء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الخميس: “أعتقد أنه ليس من الجيد لألمانيا، أو أوروبا، أن تعزل ألمانيا نفسها”.
أضاف: “بالتأكيد، يجب أن نحافظ على وحدتنا”، مشيراً إلى أنه يعتزم العمل مع المستشار الألماني أولاف شولتز، على إيجاد حل.
تواجه ألمانيا في الوقت الراهن انتقادات داخل الاتحاد الأوروبي لأسباب، من بينها أنها ترفض وضع سقف لأسعار الغاز في أوروبا، وهي الخطوة التي تطالب بها غالبية الدول الأعضاء في التكتل.
تعد فرنسا من بين الدول التي تؤيد وضع مثل هذا السقف، لا سيما للغاز الذي يجري استخدامه في إنتاج الكهرباء، ووصف ماكرون هذه الخطوة بأنها “آلية لفصل أسعار الغاز والكهرباء عن بعضهما البعض بصورة أفضل”.
وقال ماكرون إنه يعتزم العمل من أجل إعداد برنامج لتحمُّل ديون أوروبية بشكل مشترك، غير أن شولتز يرفض هذه الخطوة، وقال المستشار الألماني إنه لا يزال بتوافر كثير من الأموال من برنامج الدعم الذي تم إنشاؤه إبان أزمة كورونا.
وكانت الحكومة الألمانية أطلقت برنامجاً بقيمة 200 مليار يورو للتخفيف من الأعباء الناجمة عن ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء، وفي المقابل اعتبرت العديد من دول التكتل الأوروبي أن هذه الخطوة ستؤثر على المنافسة، لأنها لا يمكنها أن تطلق برنامجاً بهذا الحجم، فيما اتهمت هذه الدول ألمانيا بأنها تسلك مساراً منفرداً في أزمة الطاقة.
تعاون فرنسي إسباني برتغالي
يأتي ذلك في الوقت الذي توصلت فيه فرنسا مع إسبانيا والبرتغال إلى اتفاق على بناء خط أنابيب للطاقة يربط شبه الجزيرة الإيبيرية ببقية أوروبا، في إحياء لمشروع لطالما عارضته باريس. وقد يساعد المشروع الجديد الاتحاد الأوروبي على تعزيز وارداته مع خطوط ربط أفضل.
قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إن إسبانيا وفرنسا والبرتغال اتفقت الخميس على بناء خط أنابيب للطاقة يربط شبه الجزيرة الإيبيرية ببقية أوروبا.
ويستبدل المشروع الجديد الذي أطلق عليه سانشيز اسم “ممر الطاقة الخضراء” مشروعاً سابقاً يحمل اسم “ميدكات” كان قد ظهر قبل نحو عقد ولكن تم التخلي عنه عام 2019 بسبب قضايا تنظيمية وتمويلية.
ولكن مع وقف روسيا تسليم الغاز إلى معظم أوروبا رداً على العقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها أوكرانيا، عاد الاهتمام بإنشاء رابط لنقل الإمدادات من إسبانيا إلى بقية القارة.
مع ارتفاع أسعار موارد الطاقة، ضغطت مدريد بشدة لإحياء المشروع بدعم كامل من برلين التي انقطعت إمدادات الغاز عنها عبر “نورد ستريم”.
وأوضح سانشيز لدى وصوله إلى بروكسل لحضور قمة للاتحاد الأوروبي حول الطاقة قائلاً: “اتفقنا على (…) مشروع جديد يسمى ممر الطاقة الخضراء لربط شبه الجزيرة الإيبيرية بفرنسا، وبالتالي بسوق الطاقة الأوروبية بين برشلونة ومرسيليا”.
وقال سانشيز إن خط الأنابيب سينقل الهيدروجين والغاز “خلال فترة انتقالية تحتاج إليها سوق الطاقة الأوروبية”.
تملك إسبانيا ست محطات للغاز الطبيعي المسال لمعالجة الغاز الذي يصل عن طريق البحر. وقد يساعد المشروع الجديد الاتحاد الأوروبي على تعزيز وارداته مع خطوط ربط أفضل.
وليس لدى إسبانيا حالياً سوى رابطين منخفضي السعة مع شبكة الغاز الفرنسية المتصلة بباقي أوروبا.