أعاد الجيش الأميركي نشر الفرقة 101 المحمولة جوا في أوروبا لأول مرة منذ ما يقرب من 80 عاما، وسط تصاعد التوتر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وعلى بعد نحو 3 أميال فقط من حدود رومانيا مع أوكرانيا، تمركزت القوة الأميركية في قاعدة جوية رومانية حيث ينتشر نحو 4700 جندي لتعزيز الجناح الشرقي للحلف الأطلسي.
جاهزية ومناورات مستمرة
وعلى طول ساحل البحر الأسود في رومانيا، أجرت القوات الأميركية والرومانية مناورة هجومية برية وجوية مشتركة تضمنت قصف أهداف ومحاكاة المعارك التي تخوضها القوات الأوكرانية كل يوم ضد القوات الروسية عبر الحدود مباشرة.
ونقلت شبكة “سي بي إس نيوز” عن نائب قائد الفرقة، جون لوباس: “نحن مستعدون للدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو، وأتينا بقدرات فريدة من قدراتنا وأصولنا الجوية، نحن قوة مشاة ولكن مرة أخرى نجلب قدراتنا وأصولنا معنا”.
وأضاف لوباس أن المناورات الحربية القريبة جدا من تلك الحدود هي رسالة واضحة لروسيا وحلفاء أميركا في الناتو، بأن الجيش الأميركي موجود هنا.
بدوره، قال الجنرال الروماني لوليان بيرديلا إن “المعنى الحقيقي بالنسبة لي، لوجود القوات الأميركية هنا، هو كما لو كان لديك حلفاء في نورماندي قبل وجود أي عدو هناك”، في إشارة إلى معركة الحرب العالمية الثانية التاريخية على الساحل الشمالي في فرنسا.
ما هي الفرقة 101؟
• هي فرقة الهجوم الجوي الوحيدة في جيش الولايات المتحدة، وتلقب بـ “النسور الصارخة”
• تظهر أعلى معايير الاحتراف العسكري منذ تأسيسها 16 أغسطس عام 1942، لتستنفر في دقيقة واحدة
• تشتهر الفرقة 101 بقدرتها على الهجوم الجوي الذي لا مثيل له، وقدرتها على تنفيذ أي مهمة قتالية أو طوارئ في أي مكان في العالم
• لا تزال تثبت قوتها على أنها “فرقة الغد في جيش اليوم”، وفقا لموقع قيادة الجيش الأميركي
أبرز عملياتها العسكرية
• بعد تفعيلها وتدريبها الأول في الولايات المتحدة، انطلقت الفرقة إلى مسرح العمليات الأوروبي في سبتمبر 1943، حيث واصلت القوات تدريبها في إنجلترا
• 6 يونيو 1944، هبطت “النسور الصارخة” بالمظلة في شبه جزيرة كوتنتين، لتصبح أول جنود الحلفاء الذين تطأ أقدامهم فرنسا المحتلة آنذاك
• كانت مهمتها تمهيد الطريق لإنزال فرقة المشاة الرابعة على شاطئ يوتا، وربطت أخيرا بين يوتا وأوماها وحررت مدينة كارنتان
• بعد شهر من القتال، عادت الفرقة إلى إنجلترا للتحضير للعمليات المستقبلية
• في 17 سبتمبر 1944، توجهت الفرقة إلى هولندا، وقادت عملية ماركت جاردن
• وفي أواخر نوفمبر 1944، عادت الفرقة إلى فرنسا لقضاء فترة راحة لكن الراحة لم تدم طويلا، وتوجهت بعدها لمواجهة الهجوم الألماني الضخم عبر غابة آردين في منتصف ديسمبر 1944
• كانت مسؤولة عن الدفاع عن تقاطع الطريق الحرج في باستون ببلجيكا، محاطة بقوات معادية قوية طالبت باستسلامها الفوري
• لم تستسلم الفرقة واستمر القتال العنيف حتى منتصف يناير 1945 حيث قللت وحدات الحلفاء مكاسب النازية في منطقة آردين
• تابعت الفرقة مهاجمة قلب ألمانيا عبر وادي الرور، ولحقت بالقوات الألمانية المتراجعة إلى بافاريا
• في ربيع عام 1945، حررت “النسور الصارخة” معسكر اعتقال لاندسبيرج ومعتزل هتلر على قمة جبل في بيرشتسجادن، بألمانيا
• بعد عودتها من أوروبا، ظلت الفرقة تكلف بمهام بين حين وآخر، حيث شاركت في حروب فيتنام وعاصفة الصحراء (العراق) وعمليات بالصومال وهايتي والبوسنة
• قبل أن تشارك إلى حد بعيد في حرب أفغانستان بعد هجمات سبتمبر ٢٠٠١ وفي حرب العراق وضد تنظيم داعش بالعراق.
استفزازات غربية
المحلل السياسي الروسي، ماكلويد شولمان، قال، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن اقتراب القوات الأميركية من هذه المنطقة يمثل تهديداً مباشرا للجيش الروسي وأحدث استفزاز من الغرب في محاولة لإطالة أمد الصراع.
وأضاف شولمان أنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والاستفزازات تتواصل من الناتو بزعامة الولايات المتحدة سواء عبر الدعم بأسلحة ثقيلة أو مزيد من العقوبات لحصار موسكو.
وأشار إلى أن كل تصرفات الغرب لا تشي بأن هناك رغبة في إنهاء أزمة أوكرانيا، فبدلا من أن يتلقفوا دعوة الرئيس الروسي للتفاوض وإنهاء الحرب يغذون الحرب لتستعر وتستنزف قدرات روسيا وأوكرانيا أيضا.
خاص – سكاي نيوز عربية