بقلم / د. وسيم وني – مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث في لبنان
مسلسل يومي يقوده كيان الإجرام بآلة القتل لديه بصورة تكاد تكون شبه يومية ضد شعبنا الأعزل وخاصة جيل الشباب، فلا يمر يوم دون أن نشاهد ما يقوم به هذا الكيان الإرهابي، من عدوان على شعبنا الفلسطيني، باستخدامه كلّ أنواع الأسلحة، من صواريخ، وقنابل، وعبوات، وعقوبات، وجدار فصل عنصري وكل ما هو همجي، إذ يعمل هذا الوحش البربري بكل الأساليب للتنكيل بأبناء شعبنا، ومصادرة قضيَّتهم وحقوقهم.
لم يتصوّر هذا الكيان في يوم من الأيام، أن تخلق أساليبه العدوانية بيئة خصبة للمقاومة الفلسطينية و بأن إرهاب شعبنا يمكن أن تردعه أو تجعله يرضخ لإملاءات الاحتلال، وتحول بينه وبين مقاومته الشعبية من أجل تحقيق حقوقه الوطنية الثابتة التي اقرتها القوانين والأعراف والقرارات الدولية، وهي حقه في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين إلى أراضيهم وقراهم ومدنهم التي هُجروا منها .
فها نحن على أعتاب مرحلة جديدة تحمل عنوان ” المقاومة ثورة الإنسان والحجر …والسكين والبندقية والقلم.. حتى دحر هذا الكيان “، كون محاولات هذا الكيان كلها هي النيل من صمود شعبنا الفلسطيني من خلال آلة القتل الإسرائيلية سواء من اجتياحات وقتل بدم بارد أو عمليات اغتيال التي عاد إلى استخدامها، فكل هذه المحاولات لن تثني شعبنا الفلسطيني الذي يتطلع إلى الحرية وتقرير المصير عن العدول عن أهدافه الوطنية وتحقيق ما يصبو إليه من العيش بسلام واطمئنان في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وما قامت به ويقوم به كيان الاحتلال سيزيد من إصرار شعبنا على تحقيق كامل حقوقه الوطنية الثابتة، بل على العكس من ذلك فإن المنطقة ستشهد المزيد من التطورات والأحداث، التي ترغم دول المنطقة العربية منها والإسلامية والمُطبعة على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، واتخاذ مواقف واضحة من كيان الاحتلال الذي يستهدف شعبنا بالقتل والدمار على مرأى ومسمع العالم أجمع الذي غض الطرف عن هذه الجرائم.
.
وبالرغم من هذه الجرائم إلا أن مقاومة شعبنا لهذا الكيان في تصاعد مستمر لنثبت لهذا الكيان بأنه كلما زادت جرائمك وسرعة إطلاق الرصاص على شعبنا الأعزل – وفي مقدمتهم الشباب والصغار والكبار والنساء والاطفال – لن تزيدنا إلا اصراراً على مواجهة هذا الكيان البربري الذي يعيث فسادا ويستبيح الأرض والدماء والشجر والحجر والمقدسات وكل شبر من أرض فلسطين.
وأمام ذلك فإنه ليس أمام كيان الاحتلال سوى الرحيل عن أرضنا ومقدساتنا والإقرار بحقوق شعبنا الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف أو الإلغاء، وإلا فإن المنطقة مقبلة على انفجار كبير سيدفع ثمنه كيان الاحتلال الذي يرفض الجنوح للسلام، بل على العكس من ذلك يعتقد أن قوته العسكرية الإرهابية يمكن أن تحقق له أهدافه في حين أنه لا يواجه جيوشاً بل شعباً لا يُهزم – طال الزمن أم قصر – حتى دحر هذا الاحتلال واستعادة أرضه المغتصبة.
ووفق النهج الصهيوني الذي يرتقي إلى مرتبة العقيدة الأمنية والعسكرية فإن عمليات الاغتيال التي ضمت قافلة من الصحفيين والمفكرين والعلماء (فلسطينيين وعربا) فضلا عن السياسيين والقادة ورموزنا وشعبنا الأعزل وليس آخرها أقمار فلسطين الستة ، تندرج ضمن “الحرب الاستباقية” و”الضرورات الأمنية” وطمس الحقائق لتسود السرديات الصهيونية ، وإسكات الأصوات الفلسطينية والأصوات الحرة واغتيال أي شيء ينطق بتحرير فلسطين .
وأختتم مقالتي بالمجد والخلود لأقمار فلسطين الستة، الذين ارتقوا فجر اليوم في نابلس ورام الله، وقد حفروا أسماءهم في قلوب أبناء شعبنا الفلسطيني والعربي بأنهم المعتصمين باليقين وبحتمية انتصار صاحب الأرض على هذا الكيان، والخزي والعار لهذا الكيان المجرم الذي يمّول انتخاباته بالدم الفلسطيني، وندعو الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية التدخل العاجل لوقف العدوان الذي يستخدم فيه هذا الكيان القذائف المضادة للدروع، والطائرات المسيرة في استهداف الآمنين في منازلهم دون أي رادع قانوني أو حتى أخلاقي فتصاعد الجرائم الإسرائيلية إثبات على التطرف وغريزة القتل .