هل يلج إلى عقلك أنه قد تكون اغلب معتقداتك الفكرية المتعلقة بالحياة خاطئة؟
دائماً ما تسعى السلطة فى دولة العقل البشري إلى الاستقرار الفكري داخل شوارع العقل حتى لا تثور خلايا العقل مُنتجةً حالةً من الفوضى داخل العقل والذى يترتب عليه بحث خلايا العقل البشرى عن سلطة أخرى تجلب لهم الاستقرار،فيصبح العقل البشري هو أكثر الحكومات ديكتاتورية فى العالم فالديكتاتورية دائماً ما تكون مصاحبة للاستقرار وهدم الديكتاتورية هو هدم الاستقرار والبدء فى بناء إستقرار آخر تجلبه سلطة اخرى.
لذلك عند استماع الإنسان إلى فكرة مخالفة للفكرة السائدة ( السلطة) فى العقل البشرى تجد بعض خلايا العقل وقد بدأت بالحديث وبمطالبة مجلس خلايا العقل بالبحث فى أمر الفكرة الجديدة التى قد يتم إشراكها فى حُكم العقل البشري ولكن سرعان ما تقوم السلطة بقمع الفكرة حتى لا يحدث أزمة تُسبب ثورة لخلايا العقل البشرى وقد تؤدى إلى إزاحة الفكرة السائدة عن حكم العقل.
ولكن ماذا لو كانت الفكرة الجديدة هى الأصح؟
من وجهة نظر الديمقراطية لابد للسلطة العقلية إسكات خلايا العقل الباحثة عن إثبات مدى صحة الفكرة الجديدة عن طريق الوصول لنهاية الطريق حيث يجب على الفكرة القديمة تقبل البحث فى مدى صدق وصحة ومنطق الفكرة الجديدة وطرح ما تم التوصل إليه إلى خلايا العقل لتختار الأغلبية القرار الصحيح فى اختيار الفكرة القديمة أو الجديدة.
وتُشغل الفكرة القديمة خلايا العقل فى خطوات البحث فى الفكرة الجديدة ومناقشتها من كافة نواحيها والاستعانة بالمصادر الخارجية والأجنبية على دولة العقل البشرى أى الكتب أو الأشخاص أصحاب العقل البشرى الذى تحكمه الفكرة الجديدة، ومن هنا تتجنب سلطة العقل البشرى أى اضطراب لشوارع العقل وتكون الأمور منظمة من حيث البحث والتفكير.
وهذه الطريقة قد تؤدى إلى إختيار الفكرة الحديثة بتحكيم خلايا العقل بالرغم من أنه قد يكون خلايا العقل الرافضة للفكرة الجديدة أقل من النصف بمقدار بسيط ولكن الأغلبية تحكم حسب الوجهة الديمقراطية..
وقد تكون الفكرة الحديثة خاطئة تماماً وهنا يقع الذنب على الفكرة القديمة التى قد حبذت منع بعض المصادر الخارجية من الولوج إلى العقل حتى لا تصل إلى الخلايا وتقتنع بالفكرة الجديدة،والذنب أيضاً يقع على خلايا العقل الراغبة فى إتخاذ حكم التغيير حتى ولو لم تكفى الأدلة..على أى حال بهذه الطريقة الديمقراطية تُصبح الفكرة الجديدة سواء أكانت صحيحة أن خاطئة هى من تجلس فى سُدة الحكم.
ولكن ماذا لو أصرت السلطة العقلية قمع الفكرة الجديدة؟
حين حدوث قمع الفكر الجديدة داخل العقل سيتحول الوضع داخل العقل البشرى إلى ثورة داخل كل خلية مكمونة قد تنفجر فى أى لحظة ..
ولكن الوضع الحالي سيتحول إلى إستقرار ظاهري حيث ستؤدى قمع الفكرة الجديدة إلى إجبار خلايا العقل البشرى بالبدء فى تشجيع باقي البدن فى تنفيذ كل ما يتعلق بالفكرة القديمة من حيث الأمور البدنية وسيظهر الاستقرار الخارجى للشخص وهى وظيفة العقل البشرى الرئيسية.
وهذه الطريقة الديكتاتورية فى بعض الأحيان قد تؤدى -على المدى البعيد -إلى انهيار شامل للفكرة المسيطرة على العقل حين تتأجج الثورة المكمونة داخل كل خلية ووصول نيران البركان إلى الفوهة وعندها ستعم الفوضى داخل العقل ما يترتب عليه إرسال أوامر مشوشة إلى باقي البدن ما يؤدى إلى خمول وفشل فى أداء الأمور المتعلقة بالفكرة القديمة ويبدأ التمرد من العقل البشرى على جميع الأفكار المطروحة أمامه بحجة الوصول إلى فكرة جديدة افضل من القديمة وهنا يحدث ما كانت تخشاه سلطة العقل القديمة وخلايا العقل كلاهما…الفوضى.
هل كل الطرق تؤدى إلى الفوضى؟ وهل هناك الحل؟