أعلنت وزارة الدفاع الروسية الاثنين أن روسيا قصفت منشآت طاقة في أوكرانيا “باسلحة فائقة الدقة” بعدما أشارت كييف الى “هجوم كثيف” أدى خصوصا الى انقطاع المياه والكهرباء.
وقالت الوزارة في بيان إن القوات المسلحة الروسية “تواصل ضرباتها بأسلحة فائقة الدقة وبعيدة المدى على القيادة العسكرية وأنظمة الطاقة في أوكرانيا. كل الضربات بلغت هدفها. كل الأهداف المحددة أصيبت”.
وشُنّ “هجوم مكثّف” روسي صباح الاثنين على منشآت الطاقة في عدّة مناطق أوكرانية، تاركاً أجزاء من كييف بدون كهرباء وماء، بعد يومين على هجوم استهدف الأسطول الروسي في شبه جزيرة القرم، نسبته موسكو إلى أوكرانيا بمساعدة المملكة المتحدة.
في شمال العاصمة، قام حوالى 15 جندياً وشرطي بقطع حركة المرور، ليمنعوا الوصول إلى الطريق المؤدّي إلى أحد المواقع المتضرّرة، حسبما أفاد فريق وكالة فرانس برس.
وقال جندي لوكالة فرانس برس “أصابت ثلاثة صواريخ هدفها على بعد حوالى مئة متر. يجب عدم البقاء هنا، فهذا أمرٌ خطر لأنّه قد تكون هناك ضربات أخرى”.
من جهته، قال مستشار الرئاسة الأوكرانية كيريلو تيموتشنكو “الإرهابيون الروس شنّوا مجدداّ هجوماً كثيفاً على منشآت الطاقة في عدد من المناطق. أسقطت الدفاعات الجوية بعض الصواريخ فيما أصاب البعض الآخر الهدف”.
كذلك صرّح رئيس الحكومة الأوكرانية دنيس شميغال بأنّ “مئات البلدات” محرومة من الكهرباء في سبع مناطق.
وبحسب الجيش الأوكرانيا، فقد “أُطلق أكثر من خمسين صاروخ كروز” على أوكرانيا “باستخدام الطائرات”، من شمال بحر قزوين ومنطقة روستوف الروسية.
كذلك، أعلنت مولدافيا أنّ بقايا صاروخ روسي أسقطته قوات كييف سقطت الاثنين على قرية مولدوفية عند الحدود مع أوكرانيا.
وقالت وزارة الداخلية المولدوفية “وقع صاروخ أسقطته الدفاعات الجوية الأوكرانية على الطرف الشمالي من منطقة نسلافتشي في جمهورية مولدافيا، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. وحتى الآن، لم ترد أنباء عن وقوع إصابات، ولكن تضرّرت نوافذ عدّة منازل”.
وفي كييف، سمع صحافيو فرانس برس صوت خمس انفجارات على الأقل في وقت مبكر.
وأشار رئيس بلدية المدينة فيتالي كليتسشكو عبر “تلغرام”، “جراء الأضرار اللاحقة بمنشأة للطاقة قرب كييف انقطعت المياه عن 80% من المستهلكين في العاصمة” بعد الضربات الروسية مضيفاّ أنّ “350 ألف منزل في كييف من دون تيار كهربائي”.
وكانت العاصمة قد استُهدفت في 10 و17 تشرين الأول/أكتوبر، خصوصاً بطائرات مسيّرة إيرانية الصنع تستخدمها روسيا، والتي استهدفت البنى التحتية الرئيسية للطاقة.
– “حجّة كاذبة” –
ويأتي هذا القصف بعد إعلان موسكو في نهاية الأسبوع تعليق مشاركتها في الاتفاقية الدولية لنقل الحبوب الأوكرانية، والتي تعدّ حيوية للإمدادات الغذائية العالمية.
مع ذلك، غادرت سفينتا شحن محمّلتان بالحبوب الموانئ الأوكرانية الاثنين وسلكتا الممر البحري الإنساني في اتجاه تركيا، بحسب موقع “مارين ترافيك” المتخصّص.
وستغادر 12 سفينة شحن خلال النهار الموانئ الأوكرانية، بينما تتجه أربع سفن أخرى إليها، من بينها واحدة ترفع العلم التركي قد أبحرب بالفعل، حسبما أفاد مركز التنسيق المشترك (JCC) المعني بالإشراف على الاتفاق بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وصباح السبت، استهدف هجوم بالطائرات المسيّرة سفناً عسكرية ومدنية تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود ومتمركزة في خليج سيباستوبول في شبه جزيرة القرم، الأمر الذي أثار غضب موسكو. وقد تضرّر زورق حربي.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية لندن بمساعدة كييف في “تنفيذ هذا العمل الإرهابي”، الأمر الذي نفته المملكة المتحدة بشدّة.
من جهتها، أكدت كييف أنّ تعليق روسيا العمل باتفاق تصدير الحبوب يجعل إبحار الناقلات المحمّلة هذه المنتجات أمراً “مستحيلاً”، واصفة اتهامات روسية بأنّها “حجّة كاذبة”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأحد في مداخلته اليومية عبر الفيديو، إنّ “روسيا وحدها هي المسؤولة عن حقيقة أن الغذاء سيصبح أكثر تكلفة في غرب إفريقيا وشرق آسيا. وروسيا هي السبب في أنّ السكان في إثيوبيا والصومال واليمن، سيتعيّن عليهم مواجهة نقصٍ كارثي (في الغذاء)”.
في هذه الأثناء، ندّدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالانسحاب الروسي من الاتفاق الذي جرى التوصّل إليه في تموز/يوليو برعاية الأمم المتحدة وتركيا، في الوقت الذي أعرب فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلقه البالغ” بهذا الشأن.
كذلك، استنكر الرئيس الأميركي جو بايدن القرار الروسي “المشين”. وقال “لم يكن هناك أيّ سبب للقيام بذلك”.
في اسطنبول، أشار مركز التنسيق إلى أنّ الوفد الروسي المشارك في عمليات تفتيش السفن التي تنقل الحبوب الأوكرانية، سينسحب “إلى أجل غير مسمى”.