قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، خلال زيارتها إلى الدوحة، إنها تشيد “بالقوانين الجيدة للغاية” في قطر في مجال حقوق الإنسان، وذلك في تحول واضح عن تصريحات سابقة كانت معاكسة وفقاً لما ذكرته الوزيرة، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.
فقد كانت فيزر قد أدلت بتصريحات انتقادية ضد قطر الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تستعد فيه الدولة الخليجية لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم والتي تنطلق يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
تصريحات تسببت بخلاف دبلوماسي
الوزيرة الألمانية قالت في تصريحاتها السابقة، التي تطورت إلى خلاف دبلوماسي بين الدوحة وبرلين، في مقابلة تلفزيونية، إنه “سيكون من الأفضل عدم منح البطولات لمثل هذه الدول”؛ بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، مضيفة أن اختيار قطر لاستضافة كأس العالم كانت “صعبة للغاية” بالنسبة للحكومة الألمانية.
كانت هذه التصريحات مزعجة لقطر بشكل واضح، فقد علق المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري على تصريحات فيزر وقال إنها “غير مقبولة واستفزازية للشعب القطري”.
وأضاف الأنصاري: “من غير المقبول أن يحاول السياسيون تسجيل نقاط سياسية محلياً على حساب علاقاتهم مع الدول الأخرى”.
يذكر أن فيزر وصلت هذا الأسبوع إلى الدوحة مع وفد من الاتحاد الألماني لكرة القدم وعدة نواب للتعرف على “قضايا حقوق الإنسان التي تتم مناقشتها حول البطولة”، بما في ذلك حقوق المثليين والعمال المهاجرين، بحسب بيان صادر عن الداخلية الألمانية.
حملة منظمة تستهدف قطر
ومع اقتراب انطلاق كأس العالم، انتقدت منظمات حقوق الإنسان وجماعات مجتمع الميم قطر بشكل متزايد، بينما شهدت بعض المدن في فرنسا وألمانيا حملات لمقاطعة البطولة.
وقال مسؤولون قطريون إنه منذ فوزها باستضافة مونديال 2022، تواجه بلادهم حملة غير مسبوقة وصلت إلى حد الكذب وتشويه الحقيقة، بينما يتم تجاهل إصلاحاتها القانونية في مجال حماية حقوق الإنسان.
في السياق ذاته، أثارت تصريحات وزيرة الداخلية الألمانية غضب مسؤولين سابقين ببرلين، فقد وصف زيجمار غابرييل وزير الخارجية الألماني الأسبق، انتقادات المسؤولين الألمان لقطر بـ”الغطرسة”، قائلاً إنها تأتي في وقت تشيد فيه الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية بإصلاحات الدوحة.
وكتب غابرييل على موقع تويتر: “ما مدى نسياننا؟ كانت المثلية الجنسية جريمة يعاقب عليها القانون في ألمانيا حتى عام 1994. كانت والدتي لا تزال بحاجة إلى إذن زوجها للعمل. تعاملنا مع العمال الزائرين في حالة بائسة وأسكناهم بشكل بائس” .
الدبلوماسي المخضرم قال أيضاً: “لقد استغرق الأمر منا عقوداً حتى أصبحنا دولة ليبرالية. التقدم لا يأتي بين عشية وضحاها، بل يأتي خطوة بخطوة”.
وأضاف غابرييل أنه بينما تشيد الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية بقطر، “نحن فقط الألمان من يوجه لها الاتهامات كل يوم”.
ودفعت تصريحات فيزر المنتقدة لقطر وزارة خارجيتها إلى استدعاء السفير الألماني في الدوحة، كلوديوس فيشباخ، وتسليمه مذكرة اعتراض على تصريحاتها.