قالت كوريا الشمالية، الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إنه لم يعد من الممكن التسامح مع “التهور والاستفزاز” بسبب التدريبات العسكرية المشتركة بين جارتها الجنوبية والولايات المتحدة، مطالبة بوقفها، في حين يؤكد البيت الأبيض أن القلق “لا يزال شديداً” إزاء احتمال إجراء بيونغ يانغ تجربة نووية.
تأتي تصريحات التحذير من كوريا الشمالية، بعد بدء أكبر تدريبات جوية على الإطلاق بين أمريكا وكوريا الجنوبية، أمس الإثنين، بمشاركة مئات الطائرات الحربية لشن هجمات وهمية على مدار الساعة تستمر لعدة أيام.
وفي معرض تنديده بالتدريبات، حذّر أمين اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية، باك جونغ تشون، الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من أي محاولة للهجوم.
“ستدفعون أغلى ثمن في التاريخ”
وقال تشون في بيان: “إذا حاولت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية استخدام القوات المسلحة ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية؛ فإن الوسائل الخاصة لقواتنا المسلحة ستنفذ مهمتها الاستراتيجية دون تأخير، وسيتعين على الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مواجهة وضع مروع ودفع أغلى ثمن في التاريخ”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية.
كما طالب البيان واشنطن وسول “بوقف المناورات العسكرية المحمومة والتصريحات الاستفزازية”. مضيفاً: “في الوضع الحالي، سيكون خطأ فادحاً استقبال هذا باعتباره مجرد تحذير.. لم يعد من الممكن التسامح مع هذا التهور والاستفزاز العسكري”.
واشنطن “قلقة”
في المقابل، لا تزال واشنطن “قلقة” حيال تجربة نووية محتملة قد تجريها كوريا الشمالية في أي وقت، وحينما سُئل المتحدث الأمني بالبيت الأبيض جون كيربي في إفادة دورية، الثلاثاء، عما إذا كان هناك قلق من ذلك عندما تجتمع مجموعة العشرين في بالي في منتصف الشهر الحالي، أجاب قائلاً: “بشكل عام، لا يزال قلقنا شديداً”.
يُذكر أن أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان، تعهدت أواخر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم برد “لا مثيل له” إذا أجرت كوريا الشمالية سابع اختبار نووي، حيث تعتقد واشنطن وحلفاؤها أن بيونغ يانغ يمكن أن تكون على وشك استئناف اختبار القنابل النووية لأول مرة منذ عام 2017.
يُذكر أن كوريا الشمالية تجري اختبارات الأسلحة بوتيرة غير مسبوقة هذا العام، إذ أطلقت أكثر من 20 صاروخاً باليستياً، حلق أحدها فوق اليابان.
وثار غضب بيونغ يانغ الشهر الماضي من الأنشطة العسكرية لكوريا الجنوبية، مما دفعها لإطلاق مئات من قذائف المدفعية من سواحلها فيما سمته تحذيراً شديداً لجارتها الجنوبية.
تجربة نووية محتملة
كانت كوريا الشمالية أعلنت في 10 أكتوبر/تشرين الأول، أنها أجرت محاكاة لضربات “نووية تكتيكية”، بإشراف الزعيم كيم جونغ أون شخصياً، رداً على “التهديد العسكري” الذي قالت إن الولايات المتحدة وحلفاءها يمثلونه.
إذ أطلق نظام بيونغ يانغ سبعة صواريخ باليستية. وحلق أحد هذه المقذوفات فوق اليابان للمرة الأولى منذ 2017. ويتوقع المجتمع الدولي أن تجري كوريا الشمالية قريباً تجربة نووية ستكون أيضاً الأولى من نوعها منذ خمس سنوات، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
في مواجهة هذا التهديد المتزايد، كثفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تعاونها العسكري. وأجرت الدول الثلاث مناورات بحرية وجوية واسعة حول شبه الجزيرة الكورية في الأسابيع الأخيرة، شملت خصوصاً نشر حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس رونالد ريغان العاملة بالطاقة النووية.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أجرت حاملة الطائرات الأمريكية رونالد ريغان والسفن المصاحبة لها تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات الكورية الجنوبية؛ رداً على اختبار كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً، فيما كان أول تدريب من نوعه يتضمن حاملة طائرات أمريكية منذ عام 2017.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي حذر في 27 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، من أن العالم “يحبس أنفاسه”؛ قبل تجربة نووية محتملة لكوريا الشمالية ستكون “تأكيداً جديداً” على أن برنامج بيونغ يانغ النووي “يتقدم بكامل طاقته”.
غروسي صرح للصحافة على هامش اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن أوكرانيا: “الجميع يحبسون أنفاسهم لأن تجربة نووية أخرى ستكون تأكيداً جديداً لبرنامج نووي يتحرك بكامل قوته بطريقة مثيرة للقلق بشكل لا يصدق”. مضيفاً: “مزيد من الاختبارات يعني بالطبع أنهم يحسّنون الاستعدادات وبناء ترسانتهم. لذلك نحن نتابع ذلك عن كثب. نأمل ألا يحدث ذلك، لكن المؤشرات للأسف تشير إلى الاتجاه الآخر”.