سبع مقابر جماعية في البوكمال
أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاربعاء أن بلاده ستنفذ في غضون أيام عملية جديدة في سوريا ضد قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة، ما يهدد بتوتر اكبر في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة. وهذه العملية ستكون الثالثة التي تنفذها تركيا في سوريا بعدما نفذت عمليتين في 2016 وبداية 2018 لإبعاد تنظيمداعش من حدودها ومثلهم المقاتلين الاكراد في وحدات حماية الشعب.فيما عثر الجيش السوري على سبع مقابر جماعية تضم مئات الجثث في منطقة البوكمال في محافظة دير الزور في شرق البلاد والحدودية مع العراق، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الثلاثاء.
وأوردت سانا أن “عثرت الجهات المختصة على سبع مقابر جماعية تضم المئات من الجثامين لأشخاص مجهولي الهوية في منطقة البوكمال”، التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش، في ريف دير الزور الشرقي. والقوات الكردية المذكورة تشكل المكون الابرز في قوات سوريا الديموقراطية التي تتصدى لداعش بدعم من الولايات المتحدة، لكن أنقرة تصنفها “ارهابية” وتخشى قيام “دولة كردية” على حدودها.
والتعاون بين واشنطن ووحدات حماية الشعب الكردية لا يزال السبب الرئيسي في توتر العلاقات الاميركية التركية. وواظب إردوغان على التهديد بشن عملية جديدة على وحدات حماية الشعب رغم وقوف القوات الاميركية الى جانبها، وأكد في 30 تشرين الاول/اكتوبر الفائت أن بلاده مستعدة لعملية مماثلة. وقال إردوغان في أنقرة الاربعاء “سنبدأ عملية لتحرير شرق الفرات من المنظمة الارهابية الانفصالية خلال الأيام القليلة المقبلة” في إشارة إلى الأراضي التي تنتشر فيها وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا. وتعتبر أنقرة أن وحدات حماية الشعب تشكل امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا داميا على الاراضي التركية منذ 1984 وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي “إرهابيا”.
“حماية الارهابيين”
واذا كان إردوغان لم يدل بأي تفاصيل تتصل بالمدى الجغرافي للعملية شرق الفرات، فان الرائد يوسف حمود المتحدث باسم “الجيش الوطني”، وهو تحالف لفصائل سورية معارضة موالية لانقرة، أوضح ان “العملية ستشمل كل المنطقة، من منبج الى تل أبيض من دون استثناء”. وأضاف أن “فصائل الجيش الوطني تبلغت منذ زمن (بالعملية العسكرية في شرق الفرات)، ومن قبل أن نبلغ نُعد العدة، لدينا معسكرات تدريب فتحت لكافة الفيالق العسكرية في الجيش الوطني، اخضعت العناصر لدوريات تدريب، وانتدب الى المعسكرات خيرة الضباط والمدربين”. وأوضح أن “ضباطا أتراكا يشرفون على التدريبات التي يقوم بها ضباط منشقون عن النظام” السوري.
بدوره، قال سيف ابو بكر، قائد “فرقة الحمزة” الموالية لانقرة “نحن نتجهز لخوض العملية شرق الفرات مع حلفائنا الأتراك لتطهير شرق الفرات من التنظيمات الإرهابية، ونحن في الجيش الوطني على أهبة لاستعداد للبدء بالعملية”.
وجاءت تصريحات إردوغان غداة إعلان واشنطن إقامة مراكز مراقبة لمنع أي احتكاك بين الجيش التركي ووحدات حماية الشعب الكردية، وذلك رغم معارضة أنقرة الشديدة.
واعلن متحدث باسم البنتاغون الثلاثاء ان مراكز المراقبة أقيمت “في المنطقة الحدودية في شمال شرق سوريا بهدف تبديد القلق الامني لتركيا”.
ورد إردوغان الاربعاء “من المؤكد أن الغاية من الرادارات ومراكز المراقبة التي اقامتها الولايات المتحدة ليست حماية بلادنا من الارهابيين بل حماية إرهابيي تركيا”.
واعتبرت اليزابيث تومان المحللة في معهد أبحاث الحروببحسب وكالة الانباء الفرنسية أن هذه التهديدات يمكن أن تكون أسلوبا يعتمده إردوغان “لفرض تغيير في السياسة يشمل مراكز المراقبة الاميركية”.
وأضافت “يمكن لتركيا في نهاية المطاف أن تحاول عرقلة توسيع مراكز المراقبة الاميركية (…) لتقويض الشراكة بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديموقراطية”. ورأت ان تركيا تستطيع ايضا استهداف المناطق الخلفية لانتشار وحدات حماية الشعب الكردية والتي تخلو من أي مراكز اميركية.
وفي تشرين الاول/اكتوبر، شنت تركيا هجمات متقطعة على وحدات حماية الشعب في شمال سوريا، ما دفع المقاتلين الاكراد الى وقف عملياتهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية لعشرة ايام وتسبب باحراج كبير لواشنطن.
لم يكن هناك توتر بين تركيا وامريكا ولن يكون , تركيا مسيطرة على أمريكا , والكورد لا يعرفون عدوهم من صديقهم هذه هي سياستهم ولن تتغير ولن تفلح أبداً