السعي المبذول من قبل النظام الايراني من أجل تخطي وتجاوز المرحلة الحالية، سعي يغلب عليه الاحباط والخيبة ذلك إنه أشبه مايکون بالدوران في حلقة مفرغة دونما جدوى، ومع إن هناك العديد من التهديدات والاخطار والتحديات التي تحاصر هذا النظام لکن ليس من بينها مايرقى الى مستوى الخطر والتهديد الداخلي المحدق بالنظام والمتمثل في الانتفاضة الشعبية التي لايتمکن النظام من حسم أمرها وتزداد خطورة عليه يوما بعد يوم.
حادثة مهسا أميني مع الاقرار بأنها تکشف وتفضح الوجه اللاإنساني للنظام وتبين معدنه القرووسطائي، لم تکن إلا شرارة لإنفجار الغضب الشعبي الايراني بوجه النظام، ذلك إن ماقد إرتکبه وجناه بحق الشعب الايراني من جرائم ومجازر وإنتهاکات فظيعة لايمکن ذکره وحصره بسهولة بل إنه يحتاج الى کتب وکتب من أجل توثيقه، وإن إستمرار الانتفاضة دليل على الغضب الشعبي قد وصل الى ذروته ولم يعد بالامکان تحمل مايصدر عن هذا النظام، ولأن ماقد قام به وإرتکبه هذا النظام من أخطاء وجرائم وتجاوزات وإنتهاکات طوال ال43 عاما الماضية لن يتمکن هذا النظام أبدا من معالجته وتجاوزه والتغطية عليه وفي نفس الوقت فإن الشعب أيضا من جانبه لايمکن أبدا أن يغفر للنظام ويترکه لحاله من دون أن يجعله يدفع الثمن، ولذلك فإن الذي يجب ملاحظته هنا هو إن مستوى الاختلاف والافتراق بين الشعب والنظام في تزايد وإتساع ولايمکن معالجته أبدا وهو يستدعي بالضرورة حسمه لصالح أحد الطرفين.
التقارير المختلفة التي تتحدث عن إستقدام النظام لبعض من ميليشياته العميلة في العراق ولبنان من أجل مواجهة الشعب المنتفض بعدما ظهر الوهن والعجز وإنعدام المعنوية على أفراد وتشکيلات أجهزته القمعية، تدل على الوضع الصعب والمعقد الذي صار النظام يواجهه وإن هذه التقارير لو کانت صحيحة فإنها تثبت بأن أوضاع النظام قد وصلت الى مستويات بات مصيره مهددا بموجبها، ولاسيما بعدما ثبت بأن الانتفاضة کما ذکرنا في مقالات سابقة منظمة ولها هياکلها ومن إنها ليست عبثية أو فوضوية کما يسعى النظام الى تصويرها.
عدم جدوى إرتکاب قوات النظام القمعية لجرائم قتل العشرات من المنتفضين بالرصاص الحي وإعتقال الالاف منهم قسريا وحتى إن نشر مقاطع فيديو تبين بکل وضوح مدى القسوة والعنف المفرط الذي تقوم هذه القوات بإستخدامها ولاسيما ضرب المنتفضين بکل وحشية وإطلاق الرصاص عليهم بصورة مباشرة، تدل على أن النظام الايراني قد إستنفذ معظم خياراته وهو کمن يبدو يتجه الى مفترق الحسم!