قال وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن الحكومة الجديدة في البلاد “ستنأى بنفسها” عن فصائل مقاتلة في شمال شرق سوريا تصنفها تركيا في قائمة الإرهاب، في الوقت الذي تحاول فيه ستوكهولم الفوز بموافقة تركيا على الانضمام لحلف شمال الأطلسي “الناتو“.
تصريحات بيلستروم جاءت في حديث مع الإذاعة الحكومية، قال فيه إن “هناك صلة وثيقة جداً بين هذه المنظمات وحزب العمال الكردستاني.. الذي يستفيد من العلاقة الجيدة بيننا وبين تركيا”.
وحزب العمال الكردستاني أو منظمة بي كي كي هو فصيل مسلح مصنف ضمن قائمة الإرهاب في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كذلك، منذ خروجه بالسلاح على الدولة التركية عام 1980.
وتنظر تركيا إلى فصائل مثل “قوات سوريا الديمقراطية” و”وحدات حماية الشعب” التي تسيطر على أراض غنية بالنفط في شمال شرقي سوريا، على أنها امتداد لمنظمة بي كي كي. وشنّت القوات التركية عدة عمليات عسكرية ضد تلك التنظيمات.
لكن الولايات المتحدة ودولاً غربية من بينها السويد وفنلندا أيضاً، تفصل بين تلك الفصائل ومنظمة بي كي كي، وكانت تمدها بأسلحة ودعم عسكري كبير لسنوات خلال قتالها مع تنظيم داعش.
السويد تنشد موافقة تركيا
يأتي التحرك السويدي الجديد بعدما شددت تركيا على أنها ستعرقل انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي “إذا لم تتوقف” عن دعم الفصائل “الإرهابية” في سوريا. إذ قال وزير الخارجية السويدي للإذاعة الحكومية إن “الهدف الأساسي هو عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي”.
وتأتي الخطوة قبل أيام فقط من سفر رئيس الوزراء أولف كريسترسون إلى أنقرة لمحاولة إقناع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالسماح للسويد بالانضمام إلى الحلف العسكري.
يشار إلى أن كلاً من السويد وفنلندا قدمتا طلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في وقت سابق هذا العام، كنتيجة مباشرة للغزو الروسي لأوكرانيا. ووافقت على الطلب 28 دولة من أصل 30 عضو في الحلف، عدا تركيا والمجر، لكن وسط “تفاؤل” مؤخراً بأن تتخلى المجر كذلك عن اعتراضاتها.
لقاء مرتقب مع أردوغان
من جانب آخر، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال لقاء مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني، أكد أن الخطوات التي ستتخذها السويد وفنلندا ستحدد موقف أنقرة من وتيرة وموعد التصديق على المذكرة الثلاثية المبرمة بين الدول الثلاث.
وشجع ستولتنبرغ كلاً من السويد وفنلندا على الرضوخ لطلبات تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف الناتو بعد الولايات المتحدة.
فيما يتوقع أن يستقبل الزعيم التركي رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في أنقرة يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني. وفي اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأسبوع الماضي، شدد أردوغان على أن “منع المنظمات الإرهابية من استغلال عضوية السويد في الناتو وعلاقاتها مع تركيا مصلحة مشتركة”، وفقاً لوكالة الأناضول الحكومية.
جدير بالذكر أن تركيا وقعت مع السويد وفنلندا مذكرة ثلاثية بخصوص مكافحة الإرهاب، في قمة الناتو بالعاصمة الإسبانية مدريد في 28 يونيو/حزيران الماضي. وفي إطار المذكرة تم تشكيل آلية مشتركة دائمة عقدت أول اجتماعاتها في 26 أغسطس/آب الماضي في مدينة فانتا الفنلندية.