لا توجد بارقة أمل للعراق من الاحزاب الطائفية المزنجرة , التي داست على القيم والأخلاق والمسؤولية , واصبحت غول شرهة لاتشبع من شراسة النهب والسلب لخيرات العراق وامواله . فأصبحت بحق تنعت بالأحزاب اللصوصية وانكشفت عورتها لداني والقاصي , بأن غايتها الاولى والاخيرة, البحث عن الغنيمة الدسمة, لانها تعتبر العراق عبارة عن مغارة علي بابا مليئة بكنوز الذهب والدولار , ووظيفتها الاساسية في الحكم والنفوذ , هي السرقة والاختلاس والاحتيال بكل طرق اللاشرعية , وأسست دولة عميقة في منظومة الفساد المتكاملة . وتحولت من السرقات الملايين الدولارية الى سرقة المليارات الدولارية . هذه الطفرة الى القمم العالية في منظومة الفساد المتكاملة . تخمط وتخمش الأموال العامة بكل بساطة ويسر وسهولة , وبحماية القضاء والقانون , في تغافل متعمد إهمال مقصود !! .
السيد السوداني ورث تركة ثقيلة منهكة في جرائم الفساد المالي . جرائم هائلة في الانتهاكات في حقوق المواطن , وحتى حرمانه من كرامة لقمة العيش , وحق التعبير السلمي , وحق الاحتجاج على فساد مؤسسات الدولة , وشراسة ارتفاع الضائقة المعيشة وارتفاع الأسعار بشكل جنوني . ورث السيد السوداني المدعوم من كتلة الاطار التنسيقي ومن الميليشيات الموالية الى ايران, التي تستغل ضعف الدولة , على الترويج السلاح المنفلت والإرهاب وشرعيته. ورث تركة ثقيلة من الاهمال المتعمد في توفير الخدمات الاساسية : البلدية والتعليمية والصحية والاجتماعية . فهل يستطيع السوداني أن يخرج الافعى من الزاغور , ام ان يكون كسلفه السيد الكاظمي حين صرح بأنه يرقص مع الافاعي ؟ او يكون شريكاً في زفة الفساد الراقصة . هل يستطيع ان يجد الحلول المناسبة للأزمات والمشاكل التي يعاني منها العراق والتي كسرت ظهره ؟ هل يستطيع أن يصدع لو بخدش بسيط في الجدار الفولاذي لمنظومة الفساد المتكاملة ؟ هل يستطيع أن يحد من نفوذ الدولة العميقة ؟ هل يستطيع ان يكسر جماح الميليشيات المسلحة الموالية الى ايران ؟ , وهي التي اخترته لترأس الحكومة . هل يستطيع أن يخفف سقف المطاليب التي يطالب بها الإطار التنسيقي في السيطرة على الدولة ومؤسساتها الحساسة ؟. هل يستطيع ارجاع جزء بسيط جداً من الأموال المهربة الى الخارج ؟ . هل يستطيع ان يوفر فرص العمل إزاء البطالة المتصاعدة الى أرقام مخيفة في العراق وخاصة بين الشباب العاطل عن العمل ؟. هل يستطيع أن يقف في وجه التدخلات السافرة من قبل ايران وتركيا ؟ . كل هذه الأمور بالأزمات والمشاكل , تحتاج الى إرادة وطنية فولاذية, الى احترام المسؤولية والواجب , تحتاج الى شخصية قوية , لكي ينتقل العراق من مستنقع الفساد المالي والسياسي , حيث اصبحت الرشوة والفساد من مقتضيات المنصب والوظيفة في نظام المحاصة الطائفية .
لا يمكن ان نكون بهذه السذاجة ونقول : بأن السيد السوداني يستطيع ذلك , وفرسان الفساد المالي والسياسي هم من اختاروا السيد السوداني في منصب رئيس الحكومة !! . هل يعقل من هؤلاء أن يتحولوا من لصوص وعصابات سرقة واختلاس الى فرسان الإصلاح ومحاربة الفساد ؟! بدليل بعض شخصيات الوزارية المختارة في حكومة السوداني عليها تهم في ملفات الفساد , ليس من السذاجة ان يخرق السيد السوداني الاتفاقيات العلنية والسرية التي أملاها عليه الإطار التنسيقي . هل يخرق ويتمرد على الخطوط الحمراء ؟ , ويكسر عصا الطاعة . ان فعل ذلك سيدخل التاريخ من بوابته العريضة , ولكن لا نتوقع املاً بخروج الدخان الأبيض من مدخنة الحكومة , وانما حكومة السوداني وجدت لذر الرماد في العيون , وقد بدأ الدخان الاسود يتصاعد , في النزاعات والخلافات والعراك داخل بيت الإطار التنسيقي نفسه , على الاستحواذ المناصب والمؤسسات الحساسة التي تحلب الذهب والدولار , عاجلاً أم اجلاً ستكون حكومة السوداني عاجزة تماماً , مؤهلة للسقوط أكثر من البقاء ………………………… ……………. والله يستر العراق من الجايات !! .
جمعة عبدالله