الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeاراءصديق الإيزيديين الشيخ حميدي دهام يرحل : فرماز غريبو

صديق الإيزيديين الشيخ حميدي دهام يرحل : فرماز غريبو

 

في هذا اليوم 10-11-2022م رحل الشيخ حميدي دهام الهادي العاصي الجربا وذلك في مدينة اربيل عاصمة كوردستان العراق, وذلك بعد صراع مع المرض الذي اصاب القلب وانتقل لرحمة ربه عن عمر  ناهز  86 سنة ,تاركا إرثا ثقيلا لخلفه  .

المرحوم زعيم وشيخ عشيرة الشمر العربية  الأصيلة وذات التاريخ العريق والمشرف رغم ما حدث معها خلال تاريخها لأسباب ما ,وهذه العشيرة لها الملايين من الناس الذين ينتمون إليها ,وتحكم على مساحات واسعة وشاسعة من الأرض في كل من سوريا والعراق والسعودية والكويت ودول أخرى .

ولد الشيخ حميدي في قرية تل علو  بسوريا بالقرب من الحدود السورية العراقية ,وحسب التقديرات كانت ولادته بسنة 1936م,عندما كنت مدرسا في اعدادية تل علو أي قريته بسنة 1979م كان يتعلم في تلك المدرسة أولاده وكنت اعرف منهم ابنه فارس وكان الشيخ يعرف بابي فارس (ابو فارس)وكان ابنه مشعل وبنته شاهة تدرسان بتلك المدرسة التي كانت بجوار منزله,رغم كونه زعيم اكبر عشيرة عربية واصيلة اصبح فيما بعد الرئيس المشترك لمقاطعة الجزيرة وذلك بعد احداث 2011م بسوريا ,كان الشيخ معروفا بمواقفه الإجتماعية ودوره المهم في المجتمع من مختلف النواحي الإجتماعية والسياسية .

من مواقفه المشرفة تجاه الإيزيديين : 

1-وقف بوجه العرب من ابناء عشيرته الذين حاولوا الإستيلاء على اراضي الإيزيديين في منطقته ,تلك الأراضي التي حصلوا عليها من قبل الدولة السورية التي صادرت أراضي الإيزيديين ومنحتها للعرب المغمورين الذين تم جلبهم من مناطق الرقة وحلب وقال للعرب :لقد حصل هؤلاء الإيزيديون على هذه الأراضي بقرار سياسي وأن اردتم الإستيلاء على هذه الأراضي يجب عليكم إعادة أراضيهم التي استولت عليها الدولة وأعطتها للعرب المغمورين لهم ,عندئذ توقف العرب .

2-موقفه المشرف عندما توفي أمير الإيزيديين المرحوم الأمير (المير)تحسين بك ’فقد أقام الشيخ حميدي العزاء لأجله في منزله ومضافته وعلى حسابه الخاص .

3-في فرمان 74 وذلك في 3-8-2014م وقف إلى جانب الإيزيديين بكل ما استطاع ,وعلى سبيل المثال ,فقد مرالإيزيديون من منطقة تواجد عشيرته بمنطقة تل علو وتل كوجر(اليعربية)وكان بإمكانه منعهم من العبور خلال تلك المنطقة وهوالذي كان يملك قوة عسكرية  باسم قوات الصناديد بقيادة ابنه بندر قادرة على ذلك .

 

عندما كنت أدرّس في قريته بمدرسة إعدادية تل علو , لم ازر مضافته رغم بقائي هناك سنتين , في أحد الأيام وعندما كنا كمجموعة من المعلمين والمدرسين راجعين لقرية تل علو من قرية تل علو رقم 2 وهي قرية للعرب المغمورين أيضا ,التي زرناه لوجود أحد الأصدقاء كمعلم  ,خيّم الليل ,بينما كنا نسير على الطريق الترابية المتجهة لقرية تل علو ,وجدنا ضوءا أتيا من الجهة الخلفية ,اقترب الضوء وإذ بسيارة بيك أب وفيها سائق ورجل ,جاءت السيارة ووقفت بوسطنا ,لم أكن أعرف من هم هؤلاء ’لكن كما يبدو كان الشيخ حميدي يعرف زملائي من المعلمين والمدرسين لأنهم كانوا يزورون مضافته(ربعته),نزل رجل من السيارة وهو متوسط العمر ,كان يرتدي لباسا عربيا ويشمرا أحمر وعكال ,اقترب مني وأمسك بيدي وقال:اركبوا ياشباب ,وقال لي تعال معي,قلت له لقد ركب زملائي السيارة وسأركب عندهم ,قال لي :مكانك عندي وليس عندهم ,ركبت السيارة وبجانب السائق وركب الشيخ بجانبي من طرف الباب وقال للسائق ,توجه للمضافة من دون أن تتوقف ,سألني الشيخ أأنت المدرّس الإيزيدي الذي تدرّس بقريتي منذ سنتين ولاتزو مضافتي ؟,قلت له نعم  ,قال لماذا؟ قلت له أنا طالب وليس لدي وقت فإنا أدرس وأدرّس ,قال لا يا ابن أخي لم تقل الحقيقة ,انت لم تنس ما حدث بين عشيرتنا الشمر وبينكم من العشائرالإيزيدية ابان الإقتتال بيننا وبين عشيرة الملا  ,لم اتكلم ولم ارد عليه ,قال ياابني أخي نحن أهل واهل وطن واحد لننس الماضي ونعيش كإخوة ,سارت السيارة حتى وصلنا إلى المضافة ,نزلنا ,قال لي: تعال معي سرت معه ,دخلنا المضافة التي طولها أكثرمن 15 مترا ,وفي آخرالمضافة وبالوسط وجدت فرشة ومخدات ,كان ذلك المكان ,مكانا خاصا بالشيخ , قال لي أجلس بجانبي ,جلست ,بعد سلامه على الحضور توجه بسؤال إلى رجل عجوز وأعمى وقال :ياعمي هل تعرف من ضيفنا اليوم ؟وضع ذلك الرجل الضرير يده على خده وصار يفكر ,بعد برهة رفع رأسه وقال :لااعرف ياشيخ ,قال له الشيخ حميدي :ياعمي ضيفنا اليوم رجل ايزيدي,عندئذ جلس الرجل العجوز جلوسا معتدلا ووضع يده على رأسه وقال :اهلا وسهلا ,الإيزيديون أصحاب أصل ,ورحب بي جلّ ترحاب ,بعد ذلك بفترة قصيرة تم جلب الطعام على صحنين كبيرين (مرصف) يحمله 4 رجال وكان فوق المرصف لحم ,وطلب الشيخ من الحضور التقدم لتناول الطعام وتم ذلك ,بقينا هكذا حتى وقت متأخر من الليل ,بعد ذلك غادر الناس المضافة وبقينا نحن (الشيخ حميدي ومدير المدرسة عبد الرزاق تقلا وهو من مناطق حمص وأنا)صار الإثنان يتحدثان بالسياسة واستمع لكلامهما ,التفت إلي الشيخ وسأل ما رأيك ؟,وكان حديثمها  يتناول الحرب بين العراق بزمن صدام حسين رئيس العراق وآية الله الخميني زعيم ايران,قلت له ياشيخ انتما تتكلمان وأنا اسمع ,قال :ما رأيك بالحرب’قلت له يا شيخ ما شأننا بالحرب إن انطلقت الصواريخ من طهران واتجهت لبغداد ومن بغداد واتجهت لطهران ,المهم عندي هو أن لاتسقط تلك الصواريخ على مناطقنا وشعبنا ,بقينا هكذا حتى حوالي الساعة 1 بعد منتصف الليل وغادرنا مضافته بكل احترام .

 

الرحمة عليك ياشيخ حميدي وجعل الله مثواك الجنة و(إنا لله وإنا إليه لراجعون).

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. هناك مثل سنجاري يقول الإنسان
    يخلف سمعة طيبة أو سيئة والثور
    يخلف الجلد مرحبا الشيخ ترك ارثاً
    طيباً وسمعة جيدة وخاصة لدى
    أبناء الديانة الأيزيدية. له الرحمة والمغفرة
    و لأهله وذويه الصبر والسلوان
    ومثواه جنان الخلد

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular