شهدت السنوات الخمس الأخيرة هدوء نسبيا على صعيد العمليات ضد الأهداف المدنية أو العسكرية في تركيا. لكن هجوم شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم، الذي وقع الأحد، وأدى إلى مقتل 6 أشخاص على الأقل وعشرات الجرحى، أعاد إلى الذاكرة هجمات دامية استهدفت مواقع مدنية حساسة في البلاد، وكان لها تداعيات أمنية وعسكرية وسياسية.
في ما يلي لائحة بأبرز العمليات الإرهابية التي كانت تركيا عرضة لها في السنوات العشر الأخيرة.
- هجوم الريحانية (11 مايو 2013)
تسبب الانفجاران اللذان استهدفا مقر بلدية الريحانية ومبنى البريد في ولاية هاتاي بمقتل 53 شخصا وعشرات الجرحى وخسائر في أكثر من 900 مبنى.
اتهمت تركيا حينها النظام السوري بالوقوف وراء العملية، واعتبر الرئيس التركي عبد الله غل أن النظام السوري يحاول جر تركيا إلى “سيناريو كارثي” عبر هجمات مثل هجوم الريحانية.
لاحقا، تمكن جهاز المخابرات التركي في سبتمبر 2018 من الوصول إلى “يوسف نازيك” المتهم بالتخطيط للهجوم، ونقله من مدينة اللاذقية السورية إلى الأراضي التركية.
وفي يونيو 2022، استلمت تركيا محمد غزر من الولايات المتحدة الأميركية عن طريق الإنتربول، وقالت حينها أنه يُعتقد بأنه العقل المدبر لهجوم الريحانية عام 2013.
- هجوم سوروج (20 يوليو 2015)
استهدف الهجوم تجمعا في حديقة مركز ثقافي في بلدة سوروج التي تقع على بعد نحو 10 كيلومترات من بلدة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية. وأودى بحياة نحو 32 شخصا. واتهم حينها تنظيم داعش بتنفيذ الهجوم، خصوصا وأنه جاء بعد شهر من طرد التنظيم من مدينة كوباني.
- تفجيرات أنقرة (10 أكتوبر 2015)
هز انفجاران تجمعا سلميا تحت جسر يؤدي إلى محطة قطارات أنقرة في حي أولوص في العاصمة أنقرة، وأوقعا أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى. وقال حزب الشعوب الديمقراطي التركي المعارض المؤيد للأكراد إنّ أعضاء بحزبه استهدفوا بشكل خاص في هذين التفجيرين. وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التفجيرين، قائلًا إنّ الهجوم استهدف وحدة وسلامة البلاد.
تفجير السلطان أحمد (12 يناير 2016)
قتل عنصر يشتبه أنه من تنظيم داعش 10 أشخاص، 8 منهم على الأقل سياح ألمان، في هجوم انتحاري استهدف ميدان السلطان أحمد الشهير بمدينة إسطنبول. ونُسب التفجير إلى شاب يحمل الجنسية السورية بحسب تصريحات المسؤولين ووسائل الإعلام التركية.
- هجوم مطار أتاتورك (28 يونيو 2016)
أدى هجوم ثلاثي في مطار أتاتورك بإسطنبول إلى مقتل 46 شخصا بينهم 19 أجنبيا، حيث فتح 3 انتحاريين النار في المطار قبل تفجير أنفسهم. ولم تتبنَّ أي جهة الاعتداء، لكن السلطات التركية اتهمت تنظيم داعش بتنفيذ الهجوم.
- هجوم تقسيم الأول (19 مارس 2016)
أسفر هجوم انتحاري في شارع الاستقلال الشهير في منطقة تقسيم عن مقتل 4 سياح أجانب، هم 3 إسرائيليين وإيراني. وأُصيب 39 آخرون بينهم 24 سائحا.
- هجوم بشكتاش (10 ديسمبر 2016)
أدى هجوم مزدوج قرب ملعب بشكتاش بإسطنبول إلى مقتل 47 شخصا، بينهم 39 شرطيا، وجرح 160 آخرين. وقُتل معظم الضحايا جراء انفجار سيارة مفخخة قرب مجموعة من عناصر الشرطة انتشروا تزامنا مع مباراة. وبعد ثوانٍ فجّر انتحاري نفسه وسط مجموعة أخرى من عناصر الشرطة.
- هجوم رأس السنة 2017
قُتل نحو 39 شخصا بينهم 27 أجنبيا في إطلاق نار في ملهى رينا الشهير بمدينة إسطنبول، وذلك بعد أن أطلق عليهم مهاجم مزود برشاش النار عشوائيا، قبل أن يلوذ بالفرار، وتبنى تنظيم داعش الهجوم وكانت المرة الأولى التي يعلن فيها التنظيم مسؤوليته عن هجوم في إسطنبول.
وبعد مطاردة استمرّت نحو 15 يوما، أوقف الشرطة عبد القادر ماشاريبوف الذي يحمل الجنسية الأوزبكستانية، واعترف بتنفيذه المجزرة. وفي سبتمبر 2020، حُكم عليه بـ40 عقوبة بالسجن المؤبد، واحدة عن كل ضحية وواحدة عن مجمل المجزرة.
عبد الإله مصطفى